دقائق فقط وتكون بداية العام ( 2012 ) وهي مناسبة استعدت لها دول العالم ..
وتحديداً الدول المتقدمة تكنولوجياً .. استعداداً غير مسبوق .. بل غير طبيعي ..
وربما مبالغ فيه أحياناً؟1
وجنّدت هذه الدول المترقبة لهذا الحدث الفريد طاقاتها المختلفة بل حتى المخمنين
دخلوا في هذا الموضوع .. وبدأت التوقعات والمخاوف من ان يكون هذا العام ..
هو نهاية العالم .. إلى غير ذلك من الاستعدادات والاشاعات والمخاوف وغيرها
إن حدثا كبيرا كهذا لا ينبغي ان يمر بسلام ..
وهذا ما احتاطت له الدول المتقدمة نظراً لأهميته وضرورة مواجهته بكل الوسائل
والطرق الممكنة وعدم الركون والاستسلام لما يمكن ان يحدثه من آثار ..
لا تحمد عقباها؟!
خاصة في مجال الاتصالات واتخاذ كافة الاجراءات والتدابير اللازمة لمعالجة
ومواجهة مشكلة العام ( 2012 ) وحصر واختبار جميع الاجهزة الحاسوبية
والمعدات والبرامج تمهيداً لتعديلها واستبدال ماقد يتأثر منها بالمشكلة المعنية؟!
والسؤال الذي أود طرحه حول هذا الموضوع هو ..
ماذا أعددنا نحن كأفراد مجتمع لاستقبال العام الجديد؟!
أنا لا أقصد الاستعداد من الناحية الحاسوبية كما يركز عليها غالبية المسؤولين
في الجهات المعنية بالامر والتي قد تتضرر بمشكلة عام ( 2012 ) ما لم تحتط له
بشكل جيد ومسبق؟!
انما ما أقصده هو شيء آخر مختلف ربما لم يتنبه له الآخرون؟!
إن ما اقصده تحديداً هو .. هل تهيأنا نحن كمجتمع بكافة افراده عقلياً ..
لاستقبال هذا العام مع كل ما فيه من متغيرات حتمية .. وهل نحن بالفعل ..
على وعي اجتماعي بما يعنيه هذا العام؟!
ان العام ( 2012 ) ليست مشكلة حاسوب آلي .. بل عولمة بكل دقائقها ..
والعولمة تعني فيما تعنيه .. كيف نتعامل بفاعلية وعقلية متفتحة ومتزنة ..
مع معطيات وآثار وحتميات العام ( 2012 )؟!
لا ننكر ان الدول العربية قد اظهرت وعياً بهذه المشكلة .. فدول الشرق الاوسط
وشمال افريقيا حققت تقدماً في معالجتها في قطاعي النفط والمصارف ..
حسب التقرير الذي قدمه مدير شؤون العلوم والتكنولوجيا في وكالة المخابرات
المركزية الأمريكية؟!
ولم تنتظر لرؤية ماذا سيحصل مع غيرها لتتصرف حينها كما حدث حسب التقرير
السابق مع مجلس ادارة المصلحة الوطنية للكهرباء في اندونيسيا ..
الذي لا يبدو ان لديه ادنى فكرة عن المشكلة وآثارها ولم يقم بأي تدبير بشأن ..
الاحتياط لها؟!
وهذا ما اتضح حينما سُئل المجلس حول ما الذي يمكن للمجلس عمله استعداداً
للمشكلة فرد قائلا بأن استراليا ونيوزيلندا يسبقاننا بست ساعات ..
لذلك فإننا سنرى اولاً ماذا سيحصل لهم في منتصف ليل ( 31/12 ) وعندها سوف
يبقى لدينا ست سويعات لنتصرف .. وقت كبير وكافٍ أليس كذلك؟!
ان العام ( 2012 ) كما ذكرنا يعني العولمة وهذا يعني ايضا اعادة النظر في كيفية
تفكيرنا للامور؟!
وكيفية تعاملنا مع الاحداث المستمرة التي لا نستطيع ان نغمض اعيننا ..
او نصم آذاننا عنها؟!
أمور كثيرة تحتاج منا إلى اعادة النظر بشكل جاد وعملي .. ولعل من أهمها ..
طريقة تعاملنا مع ابنائنا ومع من هم تحت وصايتنا أو من نحن مؤتمنون عليهم
فهل تعاملنا معهم صحيح .. وان لم يكن صحيحا .. فما الخطأ فيه؟!
فليس بالضرورة ان تكون المعاملة خطأ .. أبداً؟!
ولكن في ضُوء هذه العام الجديد .. ومع مايحمله معه من تغيرات حتمية ..
غير مرغوبة احياناً .. فلابد ان هناك استراتيجيات معينة تحتاج منا إلى تطوير
او تعديل او تبديل؟!
وهذا ليس عيباً ان اردنا ان نتماشى مع معطيات العام الجديد خطوة خطوة ..
وبشكل انسيابي دون عقبات كثيرة تلافياً للآثار الاجتماعية المحتملة ..
والتي لا نستطيع ايقافها .. ولعل ابسطها اقتحام وسيطرة الفضائيات كشكل بسيط
من اشكال العولمة؟!
فنحن لا نريد ان نضع ايدينا على خدودنا .. ونغمض اعيننا عمّا يدور حولنا كعادتنا
ثم نكون بذلك في آخر الصفوف .. ومن ثم نفيقُ فجأة ونجد أنفسنا وكالعادة ايضاً ..
خلف الركب؟!
ثم نبدأ بالجري واللهاث لنكون في مقدمة الركب الذي سبقنا كثيراً .. لأن المشكلة
مع هذه الاستراتيجية اننا قد نظل معهم بعد حين .. ولكننا نكون قد استنزفنا طاقاتنا
وجهودنا وأنفسنا ..
في الوقت الذي تكون فيه الاطراف الاخرى .. في حالة راحة جسمية وعقلية ..
ونفسية تامة .. لأنها وصلت مبكراً مما يمكنها من مزاولة التقدم والسبق دون توتر
أو قلق؟!
أما نحن فما زلنا نلتقط أنفاسنا .. وهنا تبدأ مرحلة لهاث جديدة؟!