العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 14-07-2010, 02:35 AM   رقم المشاركة : 1
~{▫▫عَذَآآآبْ الْخِيَآنـــة ♥
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية ~{▫▫عَذَآآآبْ الْخِيَآنـــة ♥
 






~{▫▫عَذَآآآبْ الْخِيَآنـــة ♥ غير متصل

حِيــــنَ أَخذْتُها يَـــــابحر ..

شَعرتُ بِإنْهاك .. وبِرَغْبةٍ شَديدةٍ في الاسترخاء .. وَ عندما أَوشكَ النَّهار على الرحيل .. كُنت انتظر أن يُداهمني الليل لألقي جسدي المنهمك على السرير ، ومع نسمة أول الليل ، أطبقت أجفاني لأنام ، هناك صوت في الخارج يقترب شيئاً فشيئاً ، نعم طرقات خفيفة على باب الغرفة , قليلاً فيزداد .. حلَّقَ النعاس عن عيني إلى المدى البعيد ، بخطوات بطيئة تَوجهتُ صوب الباب لأفتحه .. وعندما أمسكتُ بالمقبض .. أحسستُ برعشةٍ هزت كياني .. وبقوةٍ فتحته .. عينان بريئتان تشعان ببراءة الطفولة
كانت ترتدي قميصاً ومعها ذلك القلب الصغير .. جلست بين ركبتي ومسحتُ بيدي على رأسها ..
_ " ألمْ تًنامي بعدْ".!
قالت وبشغف : " أريد البحر "..
أمسكتُ بيدها .. وَ ذهبت بِها إلى فراشها , وجلستُ بجانبها .. أحكي لها قصصاً طفوليةً بعيدة عن الخيانة والغدر والألم وحب الذات .. ثم عادت وقالت : " أُريد البحر "
قلت " غداً سأذهب بك ثم خلدت إلى النوم وهي تردد ( أريد البحر ).
بخطوات متثاقلة عدتُ إلى غرفتي وكان ذهني لا يزال مشدوداً لِما قالت .. أحسستُ أنها أثارت زوبعة من جدل .. وداخلي تحرق صخباً لبُوحِها البريء ..
ستار الليل يبدو حالكاً.. ورغبتي في الاسترخاء لم تعد مغريةً .. ولكن صمت آخر الليل يمتد ..وكان نومي متقطعاً .. استدرت آلياً إلى باب الشرفة .. كان هناك ضوء خافت ينبعث من تلك الشقوق .. ورغم تعذر الرؤية الواضحة .. كانت تطل على الشاطئ الهادئ ..
تساءلتُ سراً عن فحوى هذا الاهتمام للبحر .. فهي مازلت صغيرة .. عدتُ إلى السرير ونمت باستقامة على جنبي الأيمن ومع بداية غفوتي ..
رن الهاتف الداخلي .. نهضتُ مسرعة .. تَعَالى نبضي .. توجهتُ إلى السماعة ..
هذا صوتها المتفائل .. المُوحي إلى لحظة الشروق .. وبدء نهار جديد ..
وبمجرد اصغائي إلى صوتها ..
قالت : "ألمْ تقولي أننا سنذهب غداً إلى البحر .. إذن أنا جاهزة .."
وأغلقت الهاتف .. أسرعتُ أُهيئ نفسي كي لا أتأخر على صغيرتي التي قد استعدت منذ بزوغ خيوط الصباح .. أمسكت بيدها ومعها ذلك القلب.. وذهبنا .. جلسنا على حافة الشاطئ أرقبها تتراشق بحفنات الماء .. ومن البعيد .. البعيد .. أتتني نسمة رخية تعطر بالدفء , وتعبق برائحة البحر..
أحسستُ أن في أغوراها سراً دفيناً .. وكأنها تريد الطفلة .. التفتُ آلياً إلى طفلتي وهي تلمس الأصداف .. وقد عتقت قدماها من فردتي الحذاء وجعلتهما تلتحمان بالرمل الندي و تغوصان في أعماقه .. نظرتُ إلى البحر وكانت نظراته الغامضة أشبه ما تكون بأغوار سحيقة ..لفني شي كالقلق .. كالتوقع المرتاب .. ثم نظرت إلى الأفق وإذ بصيحة طائر البحر يجر الضفاف البعيد , اقترب من الطفلة وحاول أن يذهب بها بعيداً .. حينها عصفت عاصفة .. وسحبت معها القلب الذي قد وضعته بقربها وكأن تلك الأمواج تريدها ان مدت يدها لتأخذ قلبها الصغير .. حاولت بسرعة أن أنقذها ورذاذ الماء يتناثر على وجهي وعنقي ..
وما أن وصلت إليها إلا وقد عانقتها الأمواج .. و ذهبتْ بها إلى جزر الغياب البعيدة .. في تلك اللحظة شعرتُ بدموعي تنهمر وتختلط مع أمواج البحر .. وفي حلقي غصة تأبى الخروج .. صرخت صرخة مدوية .. كيف لي لا استطيع أن أُنقذها .. شعرت بتوقف احساسي بالزمن .. جلست كسيرة تحمل ملامحي القهر .. و في قلبي يدبُّ زلزال يهزني بعنف .. وتنهمر دموعي بغزارة عندما تذكرتُ طرقاتها بالأمس وهي تقول أريد البحر .. وكأنها ذاهبة إلى مصرعها فهي ما تزال صغيرة .. لا تعرف معنى الغدر ..
نعم غدرك أيها البحر ..
توجهت إلى المكان الذي كانت تجلس فيه قبل العاصفة وكان مكتوباً عليه .. أمي .. وداعاً .. انفجرتُ باكية " عودي صغيرتي "
وبعد هدوء العاصفة .. تراءت لي سلسة من الهضاب البحرية .. تحمل بين أمواجها ذلك القلب الصغير .. دبَّ في نفسي شيء من الأمل لعودتها ..قلت في نفسي سأظل انتظرها بجانب البحر علَّها تتبع قلبها يوماً من الأيام ..
بقلمي ..
2/8/1431هـ.






 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:25 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية