راشد محمد الفوزان
كل مره أزور فيها الصين وخاصة مدينة " شنغهاي " أو " هونغ كونغ " أكتشف أن كل شيء تغير بأشهر قليلة ، فلا تحتاج أن تغيب عن شنغهاي شهرا إلا تجد جسرا جديدا أو نفقا تم تشييده أو أبراجا لا تعرف عدد طوابقها ، تذهلك هذه المدينة كل مره تأتي لها ، ولا تجدها إلا ورشة عمل دؤوب لا يتوقف ، رغم أن راتب العامل الصيني لا يتجاوز في أحسن الظروف 100 دولار الآن أما المهندس فلا يتجاوز 300 دولار هذا كل شيء ، أما المشاريع فهي بمليارات الدولارات ، والعام المنتهي أنفقت الصين 500 بليون دولار لضخها في الاقتصاد واستمرار النمو حتى أنها وصلت إلى مرحلة من شح العاملين لديها رغم كثافة سكانية لا تقل عن 1,3 بليون نسمة ، كل هذا أتذكره مع مشاريع لدينا طال الزمن وهي لم تنتهِ ولعل نفق " الدمام " يضرب به خير مثال ، فكم سنة استغرق بناؤه ؟ وكم مره تم ترميمه وهو لم ينتهِ ؟ لأول مره أجد نفقا تتم صيانته وهو لم ينتهِ ؟ نفق الدمام تم ترسيته في 1425 هجرية بمبلغ 85 مليون ريال ، بطول 700 متر أي أقل من كيلو واحد ، وفي 1427 افتتح تجريبيا أي استغرق أكثر من سنتين وأقفل خلالها ثماني مرات ، ثم بدأت الصيانة ووعود الانتهاء من النفق حتى عام 1431 هجرية أي أكمل النفق 6 سنوات أي بمعدل 117 مترا كل سنة ؟؟!! أي كل شهر 9.75 أمتار ؟؟!! وفي 5 مارس الماضي 2010 أسدل الستار عن صيانة نفق الدمام بعد 424 يوما صيانة ، اما قيمة الصيانة فهي قاربت 50 مليون ريال وقيمة النفق 85 مليونا أي الصيانة وهو الذي لم يستخدم قاربت ما نسبته 58 % ؟؟!!
ومن يتجول بمدينة الدمام سيجد أي معاناة يعاني سكانها ، فهي ظلت بلا أنفاق أو جسور وزحام خانق أعان الله سكانها ولن أستغرب ارتفاع مستوى الضغط والسكر لأهل المنطقة ، وهو يذكر بمثل انجليزي يقول show busy do nothing أي " يظهر لك أنه مشغول وهو لا يعمل شيئا " أما حين تنظر لطريق " أبو حديرة " والخبر الأحساء وبقيق ، والجبيل الدمام ، وغيرها من الطرق ستصدم مما يحدث بالمنطقة الشرقية ، لماذا يحدث كل ذلك وكتبت مرات ومرات عن هذا الذي يحدث في أنشط منطقة في العالم تفتقر لأبسط وسائل النقل الحديثة والمتطورة ذات المواصفات العالية ، منطقة البترول والموانئ والصناعة البتروكيماوية ليست مخدومة ولا يفعل شيء حيالها وهنا أضع كل ذلك أمام البلديات ووزارة النقل ، وحين نجد الأموال تنفق كما يحدث بنفق الدمام إذا لا مشاكل مالية ، ولكن سوء إدارة وتخطيط ومحاسبة ، أليس عقد نفق الدمام مرتبطا بزمن ؟ وهناك غرامة تأخير وغيرها ؟ لماذا نصر على المقاول الوطني وهو لا ينجز فهناك مقاولون صينيون وكوريون بلا حدود وصرح بها وزير المالية بالأمس ، لماذا يحدث كل ذلك بالمنطقة الشرقية ومنذ سنوات ، لا يمكن أن تشعر حين تأتي لهذه المنطقة أنها تعيش فوق أكبر حقول النفط في العالم ، وأكبر صناعات بتروكيماوية في العالم ، أين مسؤولو المنطقة والشركات والمؤسسات من معالجة مشكلة المنطقة التي يشاهدها كل من يأتي لها من أي اتجاه ، المنطقة تحتاج مراجعة ومحاسبة وإعادة نظر من كل الجهات الحكومية من وزارة المالية والنقل والبلدية ، تحتاج وقفة حاسمة ومحاسبة وإطارا زمنيا واضحا ينهي كل أزماتها ان أردنا ، وإلا سنسمع كل مرة عن صيانة لمشاريع لم تفتتح بعد ؟؟!!