الإرهَاصَات التِي نتعرَّض لها في حياتنا اليومِيَّة وبشكل مستَمِر ..
كَفِيلَة بأن تجعلنا ( نَبكِي ) لتَسقُط الدمُوع من مَآقِينَا وتبلل وَجنَتَينَا
ومهما حاولنَا أن نُكَابِر ونُكَابِر ..
فأننا سَوفَ نُكَابِر خجلاً من الآخرِين .. لنَكُون أقوِيَاء أمَامهُم ..
ولكن حالمَا نَكُون فِي خِلوَة مَعَ أنفُسنَا فسَوفَ ( نُبكِي ) بشكل
قد لايصدقه من يَرَانَا مِمَن أخَذ فِكرَة عنَّا بأننَا أقوِيَاء لانُقهَر ..
وحسبِي أن ( البُكَاء ) فِيه عِلاج للعَين كَمَا ذَكَرتِ وَتطهِير لهَا ..
مِمَا عَلَقَ بِهَا من شَوَائِب وَترفِيه عَن النَّفس الكَتُومَة ..
لِذَا فَنَحنُ حِينَمَأ نُدَارِي ( بُكَاءُنَا ) حِينَمَا نَخفِيهِ عَن الآخرِين ..
ليسَ لأنَّنَا لانُرِيد ( البُكَاء ) ..
وأنَّمَا نُدَارِيهِ ( خَجَلاً ) من غَيرُنَا مِمَن كَانُوا ولازَالُوا يَرُونَا
وَيَعتَبِرُونَا أقوِيَاء غَير قَابلِين للضُّعف مَهمَا حَدَث وَيَحدُث لَنَا ..
من مَوَاقِف مُؤلِمَة !!
يَاتُرَى من مِنَّا يَستَطِيع أن يَتَرَجَّل من مَكَانه ويَقُول بِأعلَى صَوته
أنه قَادِر على حَبس الدمُوع وَكَبت ( البُكَاء ) فِي أحلَك المَوَاقِف
الَّتِي قَد يَتَعَرَّض لَهَا فِي حَيَاته؟
أحياناً نَجِد أنَاس يتَعَرَّضُون لموَاقِف صَعبَة للغَايَة ومع ذلك كلّه ..
لاتَسقُط منهم دَمعَة وَاحِدَة .. ولكن لوفَتَحنَا قلُوبهُم لو تنقَّلنَا فِيهَا
لوَجدنَاهَا تَغُصُّ من الألَم و ( البُكَاء ) وربمَا سألنَا أنفُسنَا ..
كَيف لِِهَؤلاء النَّاس صَامدِين رَغم مَاتَعَرَّضُوا لَه؟
كَيف لأرجُلهُم أن تَشِيلهُم وَتَسِير بِهِم رَغم مَاهُو جَاثِم عَلَيهَا ..
من حِمْل ثَقِيل لايُحتَمَل !!
وإذَا تَطَرَّقنَا للمَرأة .. فَأنَّهَا ( تَبكِي ) عَلَى أتفَه الأسبَاب ..
كَمَا حَصَل مَعكِ فِي الفَترَة الأخِيرَة من سِنِي عُمركِ كَمَا ذَكَرتِ ..
وهذَا دَلِيل عَلَى مَاتِختَزِينِيه فِي دَوَاخِلكِ من مَشَاعِر جَيَّاشًَة ..
من حَنَان دَفَّاق .. من رِقَّة وَإحسَاس .. من كل ذَلك وَأكثَر ..
ولكن حِينَمَا تَجدِي رَجُل ( يَبكِي ) فَثِقِي أنه لا ( يَبكِي )
ألاّ من شَيء كَبِير وكبِير جداً .. شَيء اقوَى مِمَا يَحتَمِله ..
مَهمَا كَانَ قَوِيَّاً ومَهمَا إستَطَاع الصّمُود أمَامه ..
اسأل الله جَلَّت قُدرَته ألاّ يَأتِي يَوم وَنَجِد أنفُسنَا فِيهِ غَير قَادرِين
على كَبت جِمَاح دمُوعنَا وصاغرِين أمَام أنفُسنَا والله المُستَعَان؟
/
/
المَحبِرَة اللامُنتَهيَة
في كل مرة
أحدثكِ فيها
أقول لنفسي
هذه آخر مرة
( ابكِي ) فيها؟
/
/
وفي كل مرة
( أبكِي ) عليكِ فيها
أقول لكِ
هذه آخر مرة
( ابكِي ) فيها؟
/
/
بل وفي كل مرة
أطلب منك شيئاً
وترديني خائِباً
أقول لكِ.
هذه آخر مرة
تَرِي ( دمُوعِي ) فيهَا !!
/
/
وفي كل مرة
أجدني
عاجز عن الإيفاء بوعدي
ضعيف عند تطبيق قراري
أجدني
غير صادق مع نفسي
غير جادٍ معكِ
بل أجدني
أعود كما كنت
أول مرة؟
وليس آخر مرة؟
/
/
وحينها لا أملك
سوى أن ابتسم
سوى أن أقول لنفسي
أكيد هي تفهمني
رغم علمي
أنكِ قد تقولي
كم أنا مجنون؟
/
/
ولستُ أدري!!
أهو اشتياقي لكِ ..
هو ما يدفعني بقوة..
للتعلق بكِ؟
أهو احتياجي لكِ..
هو ما يجبرني بشدة..
على التمسك بكِ؟
أم هو حبي لكِ ..
هو ما يجعلني رغماً عني..
أسير ضُعفي معكِ!!
صدقيني لا أدري؟
/
/
ولكن..
لِيكُن ما يكن؟
ففي نظري..
هو أجمل عجز..
هو أروع ضُعف ..
لِم لا!!
طالما أحسستيني ..
أنكِ تبادليني بصدق ..
نفس مشاعري..
أنكِ تشاركيني بعمق ..
نفس عواطفي..
أنكِ تناوليني برفق ..
أعز ما تملكِ !!
/
/
ألا يكفي أن اشعر..
حينما أكون معكِ ..
بأنني لستُ أي إنسان؟
ألا يكفي أن أحسُّ..
حينما تكوني بجانبي..
بأنني محظوظ؟
فهل أفرِّط ..
بأغلى هدية في يدي؟
/
/
نعم..
قد تكون آخر مرة..
لفظاً ..
مجرد كلام؟
ولكنها حتماً ..
لن تكون فعلاً؟
ومعكِ أنتِ بالذَّات؟
/
/
فأعذريني ..
ولتقولي فيّ ما تشائِي ..
المهم ..
ألاّ تضحكِ عليّ..
وأنا أصارحكِ الآن ..
وألاّ سوف ( أبكِي )؟
.