المراة والطفل عندما تصل المرأة إلي سن اليأس أو
منتصف العمر تشعر بأنها في أزمة, خاصة أن البعض
يسمي هذه المرحلة بـ سن الجفاف ويعتبرون أن المرأة
التي تعد رمزا للخصوبة قد تحولت إلي أرض بور... 
هذه القسوة في التعامل مع المرأة تدل علي جهل
وتؤكد ضرورة العمل وبجد علي تجميل أنفسنا
ومشاعرنا كما نتسابق علي تجميل مظهرنا. يقول
الدكتور أحمد علي إخصائي علم النفس إن مشكلة
منتصف العمر لاتمر بها المرأة فقط ولكنها في المجتمع
كله, الذي ابتدعها وجعل منها أزمة مستعصية,
بينما أثبت الواقع أن الحياة تبدأ بعد الخامسة
والأربعين لأنها سن التوازن والنضوج الذهني
والفكري... والمرأة في هذه السن هي أم وزوجة درست
الحياة وازدادت حكمة وعقلانية وهدوءا مما يجعلها
قمة في العطاء والكفاءة ويضيف د. أحمد أن هناك
فرقا بين المرأة في الريف والمرأة في المدن, فالأولي
لاتتأثر بمشاعر منتصف العمر لأنها تحافظ علي قدرتها
الجسدية ونضارتها من خلال عملها مع زوجها في الحقل,
بينما المرأة في المدينة تحيا حياة قلقة من خلال
بحثها عن الجمال, لذلك ينصح الدكتور أحمد بأن تحتذي
بامرأة الريف وأن تعمل وتكثف نشاطها وتحركها ولا
تستسلم لدور الضحية التي جار عليها الزمن. اما
الدكتورة صفية محمود إخصائية الأمراض الباطنة
فتشير إلي أن القلق الذي تعاني منه المرأة نتيجة
تراكم الدهون في مناطق معينة من الجسم مما يجعلها
تشعر بإنها لم تعد جميلة أو رشيقة, إذ إظهرت الأبحاث
أنه بعد سن الأربعين يخسر الجسم كمية من النسيج
العضلي مقابل ازدياد مجمل الدهون للتعويض,
وتنصحك بألا تجعلي الأمر يشكل لك عقدة ولا قلقا
واحرصي علي اختيار الملابس التي تخفي هذه العيوب حتي
تكوني اكثر رشاقة. ويقدم الدكتور أحمد علي بعض
النصائح للزوج ليساعد زوجته علي اجتياز هذه
المرحلة التي يمر بها كل الناس, لأنه الوحيد القادر
علي التأثير عليها وتخليصها من قلقها وكآبتها
وهذه النصائح هي: ـ احرص علي تجديد أواصر المحبة
والتقارب العاطفي بينكما. ـ مع تراجع حيوية
المرأة حاول ان تعوضها بالكلام الجميل والاعتراف
بفضلها وتفانيها الدائم في الاهتمام بأسرتها
وقدرتها السريعة علي حل المشاكل. ـ ارفع من
معنوياتها بأن تشعرها بأن هذه المرحلة سنة الحياة
وأنك شريكها فيما يحدث لها, وانها ليست الوحيدة
التي تمر بهذه المرحلة السنية فأنت أيضا تمر بها. ـ
ركز علي تنشيط قدرتها الذهنية واطلب منها انجاز
بعض الأعمال المعقدة التي تمنحها الثقة بالنفس
وشجعها علي المشاركة في المشروعات الخيرية حتي لاتشعر
بالفراغ واليأس. ـ ساعدها علي القيام ببرنامج
رياضي لتنشيط القلب والدورة الدموية, وشاركها في
المشي يوميا مدة لاتقل عن نصف ساعة, فالنشاط
والحركة يرفعان من معدل الأدرينالين الذي يحسن
المزاج ويزيدها, إقبالا علي الحياة. ـ أعد معها
النظر في نمط الغذاء اليومي وشجعها علي تناول كل
العناصر المغذية للجسد في هذه المرحلة مثل
الكالسيوم الذي يمنع ترقق العظام. ـ أنس عيوبها
وركز علي صفاتها الايجابية, وتحدث عن نجاحها بفخر
أمام الآخرين ولاتتركها فريسة للتوتر بل شجعها علي
الافضاء عما يجول في نفسها, لأن الإفضاء يحررها من
القلق والتوتر.