شريط يعرض داخل البرلمان الأوروبي: تحالف الشمال و أمريكا ارتكبوا
جرائم حرب!
13/6/2002
المحرر
--------------------------------------------------------------------------------
بينما جرى انتخاب حامد قرضاي رئيسا ل"الدولة" لفترة انتقالية جديدة
بطريقة أسهل مما كان متوقعا خلال اليوم الأول من اشغال مجلس
الأعيان (لويا جيرغا)، بثت مجموعة اليسار الأوروبي الموحد داخل
البرلمان الأوروبي أمس الأربعاء شريطا يتهم الجنود الأمريكان و مقاتلي
تحالف الشمال بارتكاب جرائم حرب في منطقة مزار الشريف شمالي
أفغانستان.
و قد تجمع أكثر من 150 نائبا أوروبيا داخل قاعة اجتماعات المجموعة
السياسية اليسارية حسب صحيفة لوموند الفرنسية التي أوردت الخبر،
لمشاهدة الشريط الذي أعده جايمي دان و هو صحفي سابق في البي
بي سي و يشتغل الآن كمحقق مستقل. و ينقل المحقق شهادات
ستة أفغان "لم تدفع لهم أموال مقابل شهاداتهم و هم مستعدون
للأدلاء بها أمام المحاكم" حسب توضيح دان، ليتساءل حول مصير ثمانية
آلاف من مقاتلي طالبان استسلموا لقوات تحالف الشمال في قندوز يوم
20 نوفمبر 2001. و بينما نقل عدد قليل منهم (470) إلى سجن قلعة
جانغي حيث جرت عملية "التمرد" الشهيرة التي لم ينج منها سوى 86
أسيرا، تشير المعلومات إلى هلاك البقية اختناقا داخل حاويات.
و يكشف الشريط بأن هؤلاء نقلوا إلى قلعة أخرى معروفة باسم "الزين"
ثم نقلوا بعدها على متن 25 حاوية إلى سجن شبرغان على مسافة
ساعتين. و يؤكد جنديان أن الأسرى كدسوا بأعداد تقارب ال300 في
كل حاوية، و أن أوامر اعطيت لهم بإطلاق النار باتجاه الحاويات كلما
سمعوا صراخ الإستغاثة ينبعث منها. و روى سائق سيارة تاكسي أنه
توقف للتزود بالوقود بالقرب من سجن شبرغان و شم رائحة الجثث و
شاهد الدم يقطر من الحاويات.
و يقول المصدر أن حوالي 4 آلاف من مقاتلي طالبان قضوا في الطريق أو
أنهم كانوا مشرفين على الهلاك اختناقا لما وصلوا إلى السجن. و تدخل
ضباط أمريكان حينها لأمر سائقي الشاحنات بنقل الجميع إلى مناطق
معزولة ثم التخلص من الحاويات حتى لا ترصدها اقمار التجسس.
و استطاع جايمي دان ترتيب لقاء مع سائقين على انفراد فأخذاه إلى
مكان واحد حيث صور بقايا عظام آدمية و ألبسة. و صرح المحقق أنه لم
يحفر في الأرض لكن يعتقد أن ثمة مقبرة جماعية. كما أورد جنود أفغان
أن الأمريكان عذبوا مقاتلين من طالبان داخل سجن شبرغان حيث حلقوا
لحاهم و قطعوا ألسنتهم و أرجلهم و أفرغوا سائل الحمض على
رؤوسهم" حسب تصريح احدهم.
و قال رئيس مجموعة اليسار الأوروبي الموحد فرانسيس وورتز أنه
سيقترح على البرلمان الأوروبي التحقيق في القضية، موضحا أن
مجموعته ليست مدفوعة بأي شعور معاد لأمريكا أو متعاطف مع حركة طالبان.
تحياتي