اعتدنا ان يكون الشيء امانا صغيرا ثم يكبر وتقودنا شواهد الطبيعة الي التسليم بهذا الامر ...
فنحن نشعر كيف تكبر عواطف الحب بعد مرور الزمن ونحس بقوه الصداقه تزداد مع الايام ونرى إخواتنا الصغار حين تلدهم امهاتنا
فنتأمل بعجب صغر حجم أقدامهم وأكفهم الناعمة ذات الاصابع الرفيعة الصغيرة
فماهي إلا ايام وشهور وبعض أعوام حتى تكبر أعضاؤهم وتطول قاماتهم ويشتد عودهم ..
وهكذا يتحول الطفل الرضيع الى شاب يافع والبنت الصغيرة الي شجرة ضخمة وبراعم الازهار على ورود متفتحة ...
لكن شيئا في الطبيعة يولد عكس المعتاد !! يولد كبير ثم يصغر ويصغر !!
يولد عملاقا ضخما يحتل مساحات التفكير في حياتنا يكسر حوافر الطموح وآمال النجاح نشتغل به عن كل النجومية بسبب انشغالنا به
وانعماسنا في لوعته والانبهار بسرة وقوته حتى اذا مرت الايام وأفقنا من عالمه الاسود القاسي وجدنا انفسنا أمام خيال وطيف
يصغر ويصغر ... تقصر قامته وتضعف قوته حتى يتلاشي تماما نتطلع حولنا الى الواقع الى الحقيقة الى العالم الذي نعيشه فاذا
الفرص الثمينة ضاعت والمقاعد الامامية شغلت ووقتها نندم حين لا ينفع الندم
هل عرفته الان ......
نه (((( الحزن ))))يولد كبيرا ثم يصغر ... وهل نترك مجالا للحزن كي يطغى ويجعلنا بعدها نتألم حزنا وراء حزن على ما فاتنا من أمور وما ضيعنا من فرص ؟
ان الواجب علينا أن نتشاغل عن أحزاننا وان نترك الابحار في لجة الحزن لان سفن الانقاذ قد لا تمر بعد انقضائه
ليس منا من لا يحزن وليس منا من تستقيم له أمور الحياة بل ان الحزن ليولد في كل لحظة .. لكن لا نجعله سيفا يقطع رؤوس أمالنا ويقص جناح نجاحنا ..
دعووه يولد كيف شاء وتناسوه بالعمل والتشاغل عنه بالمفيد ثم انظروا كيف سيصغر بل انظروا اليه كيف يموووت ...
------------------------------------------------------------------