هل النقد جريمة في زمننا هذا ؟؟!!
تقدمت علينا الأمم بمسافات شاسعة في جميع مناحي الحياة سواء العلمية أو الإجتماعية أو السياسية ،
وأطبق الجهل على أمتنا من أقصاها إلى أقصاها ، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي .
ومع أن التخلف لدى أمتنا مستشري وشامل لجميع مجالات الحياة ، إلا أننا نجد عند كثير منا كره ومقت لأي نوع من أنواع النقد أو التصحيح بل إنك تجد
البعض منا اليوم يعدون النقد وفي كثير من الأحيان جريمة ، والمقدم عليه مجرم بل أن البعض منهم يصفه بأنه ساع لزعزعة أمن المجتمع و البلد فقط
لأنه يحاول التصحيح والمراجعة من خلال النقد !!!
لم يعي هؤلاء أنه لابد من النقد لكي لا تستفحل وتكثر الأخطاء ويصعب علاجها وتصحيحها ، ولم يعي كذلك دوره المهم في عملية الإصلاح بحيث يصبح
كل فرد في المجتمع له دوره ومجاله الذي لايحيد عنه ، فلا يصبح الخلق قطعان تساق بلا تفكير ودون وعي ، وبه أي النقد يحتفظ الإنسان بإنسانيته فإذا نظر وتأمل
وعمل بعقله وراجع وصحح أخطائه وأخطاء غيره وعمل بقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم "الساكت عن الحق شيطان أخرس" إحتفظ بأهم خاصية تميز
الإنسان عن غيره من المخلوقات ، وبالنقد لا بغيره يجعل الشخص له مرآة تبصره بعيوبه وأخطائه ، فكم منا من يقع في أخطاء وهو يعتقد بأنه على صواب ، وبنفسه
فقط لايستطيع بل يصعب عليه تصحيحها ، لكن الآخرين قد يملكون التصحيح ، وقد تكون لهم وجهات نظر تستحق التقدير والإحترام .
وما يجعلني أيها الإخوة القراء أزداد تعجباً هو إعتراف الكثير منهم بالنقص والتقصير من خلال عبارتهم الخالدة "نحن لسنا معصومين ، نحن جميعاً عرضة للخطأ"
لكنهم يقفون عند حد هذا الإعتراف ، ولا ينتقلون بكلامهم العام إلى تخصيص وتشخيص الأخطاء ، والإعتراف بآحاد هذه الأخطاء ثم محاولة تصحيحها
عليه فإني أرد عليهم بقولي :إعترافكم هذا لا يسمن ولايغني من جوع مالم تتبعه شجاعة في تقبل ومناقشة أخطائكم والسعي لتصحيحها !!
تحياتي وأشواقي