يقول عليه الصلاة والسلام ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ليقل خيراً أو ليصمت ) ولكننا أصبحنا نرى الناس هذه الايام شعارهم : قل أي شئ ولا تصمت- إلا من رحم الله - تتدافع الكلمات لا يهم وقعها وتأثيرها أيضاً لا يهم.. المهم أن تتكلم وبأي شئ حتى تكسب الصدارة في المجلس ولو بالكلام وإن كان ذلك على أساس خاطئ شعار نراه دوماً بين النساء - إلا من هداهم الله - فنحن نسمع أنها تلقي الكلمات جزافاً بلا ترو ولا تفكير !! لا يهم أن تجرح السامع .. أو تؤذيه.. فهذا شي هامشي وكل هذا بحجة أنها صريحة لا تحب أن تنافق!! لكن أن تلقي انت على مسامعها كلمة تؤذي مشاعرها فهنا المصيبة .. تقيم الدنيا ولا تقعدها ..
فلانه قالت كذا.. ماذا قالت لها ؟ لم هي متسلطةعلي؟ لم هي حاقدة؟ بل هي حاسدة ثم تتابع في الكلام حتى تحصد الذنوب حصداً.. تلقي الشوك من فيها وتبغي الورد يهدى إليها .. عجباً لحالها فلكي يعاملك الناس بالحسنى عامليهم أنت بمثلها فمن المستحيل أن نتكلم بما يعجبنا ولا يعجبنا ونريد في المقابل أن نسمع ما يعجبنا فقط !!.
فالناس يرون معاملتك لهم على ضوئها يعاملونك بالمثل.
إحداهن تقول (( تحمد ربها أني أعلمها عيوبها فأنا خير من التي تتكلم وراء ظهرها ))
نقول: صحيح أن صراحتك في أخبارها عيوبها جميل .. ولكن أن تكون هذه الصراحة بغير لباقة فهذا مرفوض بل مرفوض بشدة لأنك تهدينها ورداً مزداناً بالشوك.. فيه لن تذكر نصيحتك بقدر ما تذكر أنك جرحتيها وأسأت إليها فليس جميلاً أن نحاول أن نجد العذر لكل كلمة سيئة تخرج من أ فواهنا.
وأخيراً .. من المهم جداً أن نزن الكلام الخارج منا فلاشئ أقبح من أن نأتي يوم القيامة فيؤخذ من حسناتنا وتلقى إلى من اسأنا إليهم ومن ثم إذا نفدت طرحت علينا ذنوبهم.. فنحن أفقر من أن نهدي حسناتنا إلى غيرنا.. فحقاً إن مخالطة الناس أذى.. ولكن خير لنا أن نخالطهم ونصبر على أذاهم من أعتزالهم والانقطاع للعبادة.. كما ذكر لنا ذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.