إنَّ الذين يدَّعون الخير لأقاربهم أو أصحابهم المجاورين من منازلهم ..
وهم غير ذلك إنـَّمَا هم أناس يائسُون محبطون غير واثقـُون من أنفسهُم ..
وسرعان ماستنكشف أقنعتهم الزائفة مع أوَّل هبَّة ريح شتويَّة شماليَّة قادمَة ..
وتظلُّ مشكلتنا الأزليَّة هي إنَّ الظروف الدنيوية أجبرتنا على أن نعيش ..
في نفس الحي والحارة التي جمعتنا بهم ..
وجعلتنا نتعرَّف ونتواصل معهم .. ولم نكن نعرف بأنهم أناس غير خيِّرين ..
وإنـَّمَا ( أدْعِـيَاء للخَيْر ) ..
اي يدَّعُون الخير وهم عكس ذلك تماماً وإلاَّ كيف لنا أن نفسِّر تلك الصُّورَة
المُغززة القاتمة .. التي يصوَّرُونهَا عن بناتنا حينما يسألون عن إحداهن ..
من أجل الخطبَة والزواج الشـَّرعِي للمتقدم من الشـَّبَاب ؟
كيف لهم أن يضعوا فيها كل عيُوب الدنيا بينما هي من يمشي على العجين ..
دون أن يلخبطه كما يقول راعي الأمثـَال؟
هل ياتـُرَى هي ( غيرة ) أم قلوب سوداويَّة مريضَة أم حَسَد مستفحل ..
في نفوسهم .. وليس له من شافي سِوَى الإبتعَاد ..
والرَّحِيل عنهم مهما كلـَّف الثَّمَن ومهمَا آلت إليهِ النـَّتَائِج ولو كانَت مريرَة؟
ماذا عنك أخي الشَّاب حينما تعقد العزم على خـُطبَة إحداهن بقية إكمال
نصف دينك في الزواج الشـَّرعي مِمَن أرتضَيت بها زيجة ً لك ..
ورأيت فيها نفسك .. وعند السُّؤال عنها يصورونها لك بأنها أسوأ النساء ..
اللاتي خلقهن الله على وجه البسيطة ..
وحرموك منها لتكتشف مع صرُوف الأيَّام أنها عكس ذلك ..
وإنَّ ماقيل عنها لم يكن صحيحاً ..وإنما تلفيق وإقتصَاص منها ..
بسبب ( غيرة ) مستفحلة في نفوس من لاضمير لديهِ ولارحمة ..
معهودة في قلبه الأسود؟
وماذا عنكِ أنتِ أيَّتهَا الوردة النديَّة حينما تعلمين لاحقاً بأن سبب (أبُوركِ)
وبقائُكِ في منزل والدكِ الذي أسأل الله جلَّ وعلى أن يُبقيهِ لكِ ويديمه عليكِ
وعدم زواجكِ في الوقت الذي ترين فيهِ من هُن لايقارنون بكِ تزوَّجـِن ..
وكل ذلك بسبب الجيران الذين اسأوا لسمعتكِ وصوَّرُوها على غير حقيقتها
وجعلوكِِ من ذاوت الماض الأسود والتـَّاريخ الغير مُشرِّف؟
هل من قاضٍ ينصفنا وينصف سمعتنا من هؤلاء الشَّرذمَة أم إننا نكتفي..
بوصد أبواب غـُرفنا..ونتجرَّع مرارتنا..ونكتفي بتلك الدمُوع المتساقِطة..
من مآقينا ونلتزم الصَّمت ونبلَع آهَاتُنَا .. ولا نأبه بما قيل ويُقال عنـَّا؟
ياالله كم هي صَعبَة حياتنا حينما نجد من وثقنا بهم يسيئون لنا ويضمرُون الشَّر
ويقفون حجر عثرة في طريق مستقبلنا بينما لاينالهم منَّا سوى الخير ..
والدَّعَاوي الصَّالحَة .. التي تصدر من قلب نقي صافٍ ..
ونوايَا حَسَنـَة؟
يا الله إلى متى سوفَ نمدُّ لهم يد العَون ونقدم لهم المسَاعدَات الوَاحِدَة ..
تلو اُلأخرى دون أن ننتظر منهم كلمة شكر بينما هُم لايدَّخرُون جُهْدَاً..
في إحَالـَة حيَاتنَا الحِلوَة إلى سُقـْم مَرير وحديقة خالية من جمالها المعتاد
مجرَّدَة من الورود والرِّيَاحِين وزغزقة العصَافير؟
يا الله منذا الذي سوفَ يأخذ بحقـِّنا في الوقت الذي نجد فيهِ أنفسناغير قادرين
على الرَّد المناسب والتـَّعبير عن مساوئنا وقهَرنا المكبُوت ذلك الدفين ..
بين أظلعنا ولايعلم بهِ سوى وجه ربُّكَ ذو الجلال والأكرَام؟
لاشك في إنها حياة صَعبَة مريرَة بوجود هؤلاء النَّاس الذين لايهدأ لهم حال..
ولاتروق لهم سَكِينَة..ولايُغمض لهم جفن ألاَّ حينما يُفرِّقُون بينَ خلٍ وخليله..
بين قلبٍ ونظيره..بين عُشقٍ وعشيقه..فإلى متَى يا ( أدْعِيَاء الْخَيْر )؟
/
/
/
إنتـَــر
العرض الشجري
