هذه الخاطرة لها موقف غريب قد حدث لي ايام العيد المبارك على احد شواطئ مدينة جدة
حيث مرت علينا انا وصديقين لي ، فتاة لم تتجاوز الست سنوات ان لم يخب ظني
تحمل سلة من الورود كان جمال وجهها الصغير وبرائتها يغلب جمال ما بيدها من تلك الورود .....
أشفقنا عليها خاصةً أنها حرمت من طفولتها مبكراً لا سيما ونحن نرى أن كل الأطفال
الذين من سنها يلعبون ويلهون فرحون بطفولتهم وبالعيد الذي لم يكن سعيداً على هذه
الطفلة الصغيرة ..... ومما زادني عجباً موقف هذه الطفلة حينما حاول احد اصدقائي
منحها بعض المال عطفاً عليها ... فإذا بي أرى الدمعة وقد سكنت عين هذه الطفلة
وفرت مسرعة دون أن تأخذ شئ وهربت ... حاولت ندائها لإرضائها ولكنها لم تنصت
لي وضاعت منا في وسط الزحام .....
ما أجمل ما بها من عزة نفس قد لا نجدها في رجال ونساء بكامل صحتهم
يلحون في طلب العون ويذلون انفسهم من اجل مبلغ بسيط من المال ...... لعن الله
الفقر الذي حرم هذه الطفلة طفولتها ............. ( لو كان الفقر رجلاً لقتلته ) ...
ولا بارك الله في كل من ساهم في سلب هذه الطفلة حقها بأن تكون طفلة ........
طبعا انا كتبت هذه الخاطرة بعشوائية مفرطة ولكنني اهديها لهذه الطفلة التي أثرت في
كثيراً وتعلمت منها دروساً ربما لم اتعلمها من قبل .....فسامحوني على هذه العشوائية
..............................
صغيرتي .........
أي قدرٍ هذا الذي سلب منك وجهكِ الوردي
أي قدرٍ هذا الذي أوقف أناشيد العصافير في وجنتيك
أي قدرٍ هذا الذي علمك أن تكونين امرأة قبل ذلك بسنين طويلة
أي قدرٍ هذا الذي اسقط منك أجمل أيامك ...
سلب أجمل ما يبقى لنا من حقائب الذكريات التي لم تبنى بعد
..............ذكريات الطفولة .........
هناك ....
حيث خطوات .....
حيث بسمة الأيام التي نسيت أن تقف ولو للحظات على أبواب قلبك الصغير
حيث باتت عيناك عاجزةً أمام هذا الكون الكبير ......
نأسف صغيرتي لأنك خلقتي هكذا بلا موعدٍ مع الطفولة ...
نأسف لأن الطريق لم يسع خطواتك الصغيرة فسلبك حتى أن تحلمي أن تكوني طفلة ...
سلبك عروس كان مقدرٌ أن تمشطيها ......تداعبيها ......تبكيها .....وتضحكيها ...
نُسيتِ صغيرتي بين الزحام ......نُسيتِ ... فصوتك الذي يسكنه فصل كان يفترض أن
يكون لك ربيعاً ... قد قتله الشتاء ...ودمركِ احساسنا المجمد فوق كفوفنا ....
لم نسمع صوتك صغيرتي ...... لم نبالي أنك مازالتِ صغيرة على عد الخطوات ...
وأن أقدامك أرق من أشواك الطريق ...
لا كف يزيل أتربة الأحزان من فوق جبينك الصغير ....
ولا صدراً يضمك يحميك من صقيع القلوب .....
سحقاً لكل من قتل الورود التي كانت تستنشق رحيقها من أنفاسك العبيرية البريئة ...
سحقاً لكل من نسي انسانيته وألقى بك خلف أوجه الظلام بين أشباح القسوة
تتجرعين كؤوس الجراح ... وتسكنين مرافئ الألم ......
سحقاً لمن قتل حبات الندى قبل أن تصل إلى عالمك الخريفي .......
سحقاً لمن جعل عقلك يسير خطوات أكبر من الخطوات التي حددت له .......
ما اتعس تلك اللحظات التي خطت الأقدار بقلمها دمعه داخل عينيك التي أدركت
أن لا سبيل للحياة ..... فمن مثلك خُلق بلا حياة .....
أعلم أن هناك سؤالٌ لا جواب له يرحل بين شواطئ عقلك صغير .....
لما كان قدرٌ عليك أن لا ترتدي ثوب الطفولة !!!!!!!!!!
لما خلقت بلا أنفاسٌ هادئة ... فصدى جراحك قد شقق جدران صدرك الصغير ...
لما لم تتعلمي كيف تبتسم الشفاه !!!!!!
لما سقطت مزهرية أحلامك فتهشمت قبل أن تضعي ما تحملين في سلتك من زهور ...
كم كانت باكية عليكِ تلك الزهور ...
سقط منها الرحيق كما سقطت أناشيد أحلامك في وجه الطيور .....
هكذا يا صديقتي هي الأقدار لا تميز كف الفراخ من كف النسور ....
هكذا هي الحياة فلا تحزني قد يكون في ظلمتك الكبيرة بعضاً لا ترينه يختفي هناك
شئ لم تدريكه قبل اليوم يدعى ( النور ) ....
لا تحزني ......
وعذرا على الاطالة
تقبلوا تحياتي
(((((((((((((( سعسوع ))))))))))))))
ملاحظة :
اخواني اتمنى ان ارى تعليقكم عليه .
ليس كخاطرتي ( اسبوووووووووووووعي )
فأنا اتعب لإرضائكم .
وشكرا لكم على أي حال |