’’ من الحب ما قتل ’’ كثير منا يعرف هذه العباره وعندما نسمعها يتبادر إلى أذهاننا أبطال قصة الحب القديمه قيس وليلى , فلم يكونا ضحيتا الحب الوحيدتان فغيرهما الكثير ممن أردى بهم الحب والعشق فصاروا تحت التراب , فسأذكر لكم قصة قديمة قرأتها حدثت في جزيرة العرب أنه كان هناك شابآ ذو أخلاق عاليه وذو شهامة ونخوه وكان وحيد أبويه وله أخ أكبر منه من أمه وكان هذا الشاب يبحث عن مهنة يعمل بها فأخذ يتنقل بين القبائل حتى حط رحاله عند رجل من إحدى القبايل المشهوره وكان هذا الرجل عنده قطيع كبير من الإبل فجعله يرعى نصف القطيع والنصف الآخر كان لإبنة هذا الرجل وكانت جميلة جدآ , فأحبت هذه الفتاة الراعي حبآ شريفآ طاهرآ , وفي إحدى الأيام لدغت الراعي حية فلما رأته الفتاة يتألم هرعت اليه مسرعة وأرخت لثامها وأخذت بمكان اللدغه تمصه لتسحب السم وتمجه فسقط لثامها ولم تأبه بذلك ’ فلما جاء الليل نام الراعي في مكان والفتاة بعيدة عنه ’ وفي الصباح إستيقظت الفتاة فرأت آثار حوافر فرس أبيها على الأرض فخافت الفتاة أن يكون أبيها قد ظن بهما سوءآ , فلما أرادا أن يعودا للديار قالت الفتاة للراعي انا سأذهب وحدي وكن أنت بعيدآ فإن قرعت حوض الإبل فمعنى ذلك أن أبي لم يظن سوءآ وإن صحت بإسمك فاهرب إلى أهلك ’ كل هذا خوفآعليه أن يصيبه أبيها بأذى ’ فلما قابلت أبيها وجدت الأمور طبيعيه لأن أبيها يثق بها وبعفتها ’ فمن شدة فرحها بذلك وشوقها للقاء حبيبها نسيت وصاحت بإسمه فلما سمع الراعي فر هاربآ الى أهله وكله ألم وحزن لفراق حبيبته وخوفآ عليها من أبيها ’ إستقر الراعي عند أهله وحاله تزداد سوءآ يومآ بعد يوم حتى إنسلت حاله وعرضه أهله على أطباء شعبيين فلم يعرفو علته ’ فذهبوا به الى إمرأة عجوز تعرف في مثل هذه الأمور فقالت لأخوه ليس بأخيك إلا العشق , بعد ذلك فهم أخوه علته وأراد أن يعرف من هي التي يحبها أخوه عله يجدها له فعرض عليه أن يذهبوا الى المقناص حيث الطبيعة والجو الهادئ لعل قريحته تجود ويخرج ما بداخله شعرآ وكان هذا المكان مرتفع فوق جبل ’ فاختبأ أخوه وراء شجرة وتركه وحيدآ فقال الراعي أبيات من القصيد تعبر عن حبيبته وما حصل من فراق لها فلما انتهى من قصيدته سقط وتدحرج من أعلى الجبل الى أسفله , فهرع اليه أخوه فوجده ميتآ ’ فعزم أن يجد من قتل أخوه ’ وبعد أن غسلوه وقبل أن يدفنوه قص جدائله وأخذها ثم دفنه ’ فلما انتهى أخذ عبائته والجدائل التي قصها وأخذ يسأل عن المكان الذي كان يرعى به أخوه ’ فدله أناس عليه فذهب الى تلك الديار فلما وصل الى البئر الذي يسقون منه وجد مجموعة من الفتيات ’ فأراد أن يعرف من هي حبيبة أخيه فوضع الجدائل والعبائه على خيله وأي فتاة تمر يطلب منها أن تسقيه ومن بين إحدى الفتياة أتت اليه واحدة وقالت له أسألك بالله العظيم لمن هذه الجدائل والعياءه فقال إنها لأخي فلان وما جئت هنا إلا بعد أن دفنته ’ فصعقت الفتاة وخرت ميتة ........ ومن الحب ما قتل.....
العرض العادي
