قال تعالى في سورة النبأ عن جزاء الكافرين: (لايذوقون فيها بردا ولا شرابا. إلا حميما وغساقا. جزاء وفاقا)
وقال في وصف أهل الجنة: (لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا. جزاء من ربك عطاء حسابا)
وهنا سؤال: لمَ خص كل نوع من الجزاء بذلك الوصف (الجزاء الوفاق) للكافرين، والحساب لأهل الجنة ؟ وهل يصح وقوع أحدهما مكان الثاني؟
والجواب: إن الله تعالى قال: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)، وقال: (من جاء بالحسنة فله خير منها)، أما عن السيئة فقد قال: (ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها)
فالحسنة مضاعفة، أما السيئة فتُسجّـل كما هي، ولذا استعمل في جزاء السيئة (وفاقا) لأنه موافق للعمل بلا زيادة ولا نقصان
أما الحسنة المضاعفة وصف جزاء أهلها بأنه عطاء يكفيهم ويبلغ المنتهى فلا يبقى لهم طلب، وعطاء حساب تعني (عطاء حسبه) أي كافيه مما يريد ويشتهي، ويغنيه عن طلب زيادة، ولهذا فإنه لا يجوز استعمال أحد الوضعين محل الآخر