مَاءٌّ تَمَلْمَلَ في الرَّمادْ .
وَ غَيْمَةٌ مَدَّتْ يَدَيها كَي
تَعودَ إلى جَنِيْنِ المَاء في
أُنْثى التُّرابْ.
وَ نَوْرَسٌ سَئِمَ التماعَ المَوْجِ
في عَيْنَيْهِ ، لَوَّحَ بِالجَنَاحِ
مُشَاكِسَاً لَوْنَ الغُرابْ .
وَجُنُوْنُ مُوسِيقَى الخَريْرِ
حَبَى لِيَفْتَتِحَ العِذابْ
عَذابَ عَاشِقَةٍ يَمُورُ بِصَدْرِهَا
ثَمَرُ الحليبْ ،
حَليبُ صَبْوَتِها حَقيقيٌّ
تَعَمَّدَ بالسَّرابْ .
وَ فَتَىً يُغازِلُ شُرْفَةً تَبْكي مَدَى عَينيهِ
يَشْرَقُ بالغِيابْ
غِيابِ مَنْ عَدَّتْ لَهُ أَضْلاعَهُ
في رَاحَتَيهَا - ذَاتَ ليلٍ - وَ هْوَ يَسْرِقُ
مِنْ أَصَابِعِهَا لِتَغْرَقَ في الحِسابْ .
وَ أَنَا أُطَمْئِنُ مِنْ
دُمُوعِ قَصِيدَتي كَلِمَاتِهَا
لأَصُبَّهَا مَاءً
فَتَهْرُبُ للضَّبابْ .
***
خُذْ إصْبَعِي يَا مَاءْ ..
جَرِّبْ أنْ تَحُكَّ بِهِ احتِلامَ الرَّمْلِ
عَنْ جَنْبَيْكَ كَيْ
نَأْتي إليكْ .
خُذْ غَصَّتي يَا مَاءْ ..
بُلَّ لي حَلْقي لأُمْطِرَ رُكْبَتَيْكْ
بِقُبْلَةٍ تَاهَتْ كثِيراً وَ هْيَ تَعْدُو
كَيْ تُضِيءَ عَلَى يَدَيْكْ .
خُذْ آهَتي يَا مَاءْ ..
أشْعِلْهَا وَ دَفِّئْ مَا اسْتَطَعْتَ
مِنَ الشَّواطِئِِ في شَراييني …
تَثَاءَبْ مَا اسْتَطَعْتَ مَعَ احْتِراقِي إذْ
أُهَدْهِدَ مُقْلَتَيْكْ .
يَا مَاءُ خُذْني
هُزَّني مِنْ صُلْبِ صُلْبي
كُبَّني في وَرْدَةِ الأُنْثى
لَعَلِّي سَوْفَ أُورِقُ سَاحِلَيْهَا أَوْ
لَعَلِّي سَوْفَ أُورِقُ سَاحِلَيْكْ
خُذْني إلِيكْ ..