ســــــــــــــــــــــاره ..... بقايا أمل !!

[أوزانْ..!]

لم يكن اليوم يوماً عادياً حيث أصبت بصداع ثقيل قابل لتمدد على مساحات رأسي في ثواني قليلة ... عالجته فوراً بكوب قهوة مركز مع حبتين بنادول وجلست أنتظر زوال ذلك الضيف البغيض خلف شاشة الكمبيوتر متأملاً بزائرين المسن هذا مشغول وهذا بالخارج وهو بالداخل وتلك تجهز القهوة لأبيها الذي يصرخ أين القهوة يا بنت ..!!

بدأ الصداع يزول تدريجاً وأنا أرتشف كوب القهوة الثاني لهذا اليوم كالضباب عندما تمزقه أشعة الشمس المتعطشة لعناق الأرض أرى وميض أسفل الشاشة مع أصوات المسن الغاضبة يا الهي كيف نسيت أن أضع وضع الاتصال غير متصل ..!!

هوايل : السلام عليكم
أوزان : وعليكم السلام
هوايل : كيف الحال
أوزان : بخير والحمد لله
هوايل : تصفحت بريدك اليوم
أوزان : الصراحة لي أسبوع لم أتصفح البريد
هوايل : يا ليت تتصفح البريد وتقرأ رسالتي
أوزان : وش فيها الرسالة
هوايل : أقرأ الرسالة وتعرف وش فيها الحين ابطلع
أوزان : طيب ..

قرأت رسالة الأخت الفاضلة هوايل وكانت تتضمن قصة حقيقية لصديقتها سارة التي طلبت منها نشرها .. والأخت هوايل طلبت مني صياغتها من جديد ونشرها حتى تعم الفائدة وتأخذ العبر من قصة عابرة بحياة فتاة لا يعرف أحد ما مرت به ....

والحقيقة أنني صدمت بعنف شديد عند قراءة القصة وأحسست بذلك الضيف البغيض يغزو رأسي مجدداً ... لهذا سأطرح الجزء الأول من القصة دون تدخل مني لأن لا وقت لي لصياغتها من جديد ولأن الأسلوب كان جميلاً وراق لي طرحه كما جاء ...
سيكون هناك تعليق مني ونقاش منكم بعد نهاية القصة آمل ذلك ..

أوزان ..!

الرسالة :
في عام 1423 هجري كنت بمرحلة المتوسطة بالصف الثالث
كنت شاده حيلي بالمذاكرة لأن ابوي واعدني اذا نجحت بإمتياز
يشتريلي جوال .. وكنت قبل الاختبارات بأسبوع وانا اذاكر
صار وقتي بس أكل ومذاكره
وتفقعت عيوني من كثر ما أحفظ واقرى هالكتب لا وبعد ما اذاكر
إلا في السطح يعنني في مكان هادئ
المهم جاء وقت الاختبارات ومن كثر حرصي على المذاكرة
وابي أنجح بإمتياز صرت اصلي الصلوات بوقتها
( ويومها أول مرة اصلي بوقتها وإلى يومي هذا وانا محافظة عليها
بس مشكلتي ما اعرف اقرى في صلاتي إلا أربع سور
الناس .. الفلق .. الإخلاص .. الكوثر .. وبس )
لا وبعد اروح للمدرسة مواصلة
( أنا كنت إذا جت الساعة 12 و انا مانمت اقول
لأمي ابغيب لأني سهرانه ومتأخرة في النوم )
بس بنفس الوقت حسيت إني عملت شيء لنفسي
كبرت بعيني صراحة لأني سويت اللي أقدر عليه
وكنت ابي أثبت لأهلي إني مو فاشلة .....
اختبرت وحليت زين باختباراتي
وجاء موعد النتائج
كان يوم أربعاء وكنت جالسه بغرفتي وطول الليل
ما جاني النوم كنت خايفه ... صحيح واثقه
من النجاح بس أطمح بالامتياز لأني ابي جوال
زي صديقاتي وجلست أنتظر لحد ماجت الساعة 8
إلا اسمع صوت امي تصحي أخواني واسمعها
تقول جاك الموت يا تارك الصلاة .. وتقول اليوم
تبي تفضحكم الحروش تقصد الشهادة
وتصرخ على أخواني : يالله قومو خيبه عليكم
إيييه داجين زي ابوكم ... وشوي توقف على
باب غرفتي ..: سويره قومي الحروش تحتريك
بالمدرسة بسرعة قومي ترى ابوك بيوديك
ورجعت تصرخ على اخواني
انا قمت لبست واخذت عباتي وطلعت
من غرفتي ونزلت للصالة ولقيت ابوي جالس
صباح الخير يبه / هلا
وجلست افطر عنده وهو يبحلق فيني
وشفيك يا سويره ليش وجهك اصفر
لا بس مانمت افكر بالنتائج
لا لا تفكرين إن شاء الله ناجحة
يالله البسي عباتك ابشغل السيارة
ولبست عباتي وطلعت وركبت فالسيارة
وطول الوقت ساكتة وحس ابوي اني خايفة
وقالي : انتي لو تجبين ضعيف بشتريلك جوال
لأنك كنتي تذاكرين مو زي البهايم اخوانك
استانست والله .. يبه صدق امانه لا تضحك علي
قل الصدق يبه ....
هيه علامك انهبلتي كل هذا عشان جوال
ايه يبه كل صديقاتي معاهم إلا أنا
خلاص ابشري وعلى هالخشم
وصلنا يبه وقف عند هذا الباب
طيب لا تأخرين قولي للمديرة نبي نسافر
عشان تعطيك ملفك بسرعة
إن شاء الله يبه .. ادعيلي ..
فتحت الباب ونزلت وابوي يدعيلي
ودخلت المدرسة وكنت أول من يدخلها
نزلت عباتي ورحت لغرفة المديرة طقيت الباب ودخلت
أنا / السلام عليكم
م / وعليكم السلام
أنا / ممكن أكلمك أستاذه
م / ادخلي ساره جايه بدري اليوم
أنا / ايوه لأني بسافر بس جيت اشوف النتيجة
م / النتيجة اهاااا طيب وش تتوقعين
أنا / ناجحة بإذن الله وأتمنى بامتياز
لأني تعبت واجتهدت وذاكرت
م / لا أبشرك هذا ملفك قدامي وأنتي ناجحة
بامتياز ومن العشر الأوائل
أنا / صدق أستاذة والله ممتاز
الله يبشرك بالخير
هياااااا ضمنتي الجوال يا سارة وقمت وحبيت المديرة
هاه أستاذة عطيني شهادتي
م / اصبري يا بنت ما اسلمك الشهادة إلا الساعة 10
يعني بعد ساعة ونصف
أنا / لا ليه انا بسافر وما اقدر أنتظر
م / لأن هدايا المتفوقات ما وصلت للحين
أنا / ما أبي هدية يكفيني الجوال وهديتي
اتبرع فيها للفراشة
م / هههههه خلاص أجل هذا ملفك وألف ألف مبروك يا سارة
الله يبارك فيك وعطيتها من الكلام الرخيص وطلعت من عندها
لبست عباتي وطلعت للشارع إلا ابوي ما هو في السيارة
والتفت إلا هو واقف مع حارس المدرسة ومن قوة لهفتي
على الجوال رحت لبوي وعنده الرجال وقلت :
يبه نجحت بامتياز ....
وهو اللي يغمز لي بعينه ويقول مبروك يا بنيتي
اركبي السيارة انا جاي
حسيت انه وده يذبحني رحت وركبت السيارة
وهو جاء وراي وركب وشغل السيارة
لعنا الله هالوجه يالعنبوك ما تستحين انتي
جايتني عند الرجال يبه نجحت
عجزتي تصبرين لين أجي
لا يبه بس من فرحتي مدري وش اسوي
يبه أنا طلعت من العشر الأوائل يبه أنا متفوقة
وعطتني المديرة هدية بس تبرعت فيها للفراشة
يضحك أبوي هههههه والله من زود الهرج عندك أقول بس سوقيها
ويوم قال سوقيها قلت بتعجب يبه انت عربجي واقعد اضحك عليه واتريق
يبه تدري ما ناقصك إلا عود وتغني كسرات هههههههههههه
وصار يضحك وقال صدق أنتي من الأوائل
ايه يبه والله العظيم حتى شوف شهادتي
أجل الجوال ما يظلم الليل إلا وهو عندك
وأجلس أصرخ أنا ووووووووووووووو هاااااااا
واااااااااااااااااااااااااااااااو
ولعنة تلعن ابليس وش فيك علامك تصارخين مقروصة
لا يبه بس هذي حركاااااات الوناسه
هذي وناسه الحمد لله على نعمة العقل حنا يابنيتي
في زماننا إذا تحقق مطلبنا سجدنا لله شكر
ما هو زي جيلكم ما اقول إلا يثبتنا على طاعته
يو و و و ه يبه وش فيك قلبتها خطبة جمعه
أقول بس أنزلي وصلنا .....