دخل إلى دارهم .... ثم أرعد وأزبد .. وتوعد وهدد .. قطع أسلاك الكهرباء .. انطفأت الأنوار
.. أغلقت المكيفات .. تعطلت الثلاجة الباردة .. سكت جهاز ( الراديو ) الذي طالما كنا نستمــع
إليه .. فخيم الصمت .. وأطبق السكون .. وبدأ الظلام يداعب أوتار الــــــــخـــــــــــــــــطـــــر ..
تقدم ذلك اللعين إلى غرفة والديّ .. نهب كل ما لدى أمي من حلي ومجوهرات .. وسرق مـــال
أبي علانية بعد التهديد بالقتل .. وكلما يريد والدي التقدم يتذكر أنه سيدفع عرض بناته إلى هذا
اللص ثمناً لتضحيته من أجلهم .
يا الله .. يا الله ..
بعد هذا النهب خطا اللص خطواته إلى المطبخ وافتتح بالثلاجة .. يالله تلك الثلاجة المليــــــئة
بكل ما لذ وطاب .. حليب قد أوشك على الإنتهاء .. وبيضة واحدة قد خبأتها تلك المرأة الوفية
لتكرم بها زوجها في الصباح الباكر ..وعلبة لبنة ( بينار ) .. وجزرة سقــطت حيــن فتح ذلكم
اللص الثلاجة .. نعم .. هذا كل ما احتوته تلك الثلاجة ..
بعد ذلك قام اللعين بكسر البيضة بإلقائها على الأرض .. وسكب باقي الحليب في ( المجلى )
وأفسد كل ما في الثلاجة .. ولكن ليقال أن ذلك اللص كان رحيماً فقد ترك تلك الجزرة ملقـاة
على الأرض حين علم أن تلك العائلة لا تملك سواها طعماً ..
كل ما فعله هذا اللص إنما هو ( عربوناً ) للدخول في حياة جديدة .. يحيط بها شبح الفقر من
كل مكان ..
رجع اللص من حيث دخل .. ثم نظر إلى وجه الأب العبوس ووجه الأم المكسورة .. فقهـــــقه
وضحك ضحكة العربــيد المتغــطرس .. ثم ما لبث أن وـــجه سلاحه إلى الـــطفل الصــغير ..
ووسط الهتافات اليائسة والنداءات المســــــترحمة من لدن والدي الــــــطفل إلى ذلك العربيد
إنطلقت تلكم الرصاصة فاختارت مكرهة صدر ذلك الطفل الذي سقــــط بين يدي والده مضرجاً
بالدماء ليرسم لنا بدمه حجم المأساة .. فقد صادرت تلك الرصاصة أحلام هذا الطفل المسكين
صرخت الأم .. تألم الأب لكن دون فائدة ..
خرج اللص من البيت فرحاً .. لكنه وجد دفتراً ملقاً على الأرض ليحكي لنا ذلكم الدفتر
درساً لن ننساه أبدا ما حيينا ..
الاسم : فتحي عمار نزار عيده
الجنسية : فلــــســـــطــيــــنـــي
مكان الميلاد : غــــــــــــــــــزة
حلم يراودك : النصـــرة لنــا ..
عذراً يا أهل غزة
[move=left]قلنا لن ننساكم ولكنا نسيناكم[/move]
من جميل ما قرأت