كعادتي جلست محتارهـ في حجرتـــي الصغـــيرة
في هذه الليلة
اجتاحني صمت بارح يعتريه طعنات تتزمجر بين ظلوعي
جاوبني قلمي قائلاً انا سوف اكتب لك مابداخلك
فقلت لقلمي مجاوباً
انا محطه فات قطارهــا
انا سكة طويله كلها عتبات صعبه
أنامبحرهـ مع العالمـ على زورق بلى مجداف
اذن هذهـ انا
خطواتي تهاوت من اعالي شموخ الامال الحالمه
اكتب حرفي
وانسج حلمي
وارسم مخيلتي
واتخيل واقعي
وابعثر اوراقي
وارتحلت من زمن الفرح لكوكب الاحزان الدائمه
في مذكرة تاريخ الدمعه
وقفت امام مسميات الحسره
واخذت تحاكي صمت العيون
بحشرجه وبتناهيد الشجون
وصور تكونت من تكاوين الزمن
ونفضت اتربة الماضي من على الحزن الدفين
اغصان شجر تتمايل مع زمجرة الهبوب
عشق يُصارع الحياه
في عواصف الذكريات
وقلب اماتته الجراح
في مواجهة عقبات الهوى
مات الحـب
ومات النبض
وماتت الكلمات
وانتهت ليال الغرام
في امتزاح الدمعه
مع رنين الصفحات
يتوقف قلمي لاستلقاط بعض الانفـاس
عندَ صفحةٍ بيضاء
قد تنقـَّـل حبرُه في أرجاء سابقاتها
ما عساني أدون من العبارات
تلك التي ازدانت بها بدايات صفحاتي؟
وأضيعُ باحثةً عن الأسباب
كلما ارتأيتُ تدوينها لا أستطيع
لأنني أراها أمامي سراب
للحبّ بداياتٌ تستقي أشرِبتَها من ينابيعِ النور
فإن داخلتْها الظلمات لوثت مياهَها
ومن ثم تُسمّم أبدانَ العاشقين ع الشواطيء
لتكتبَ لتلك البدايةِ نهايةً
لحبٍ تمّ اجتثاثه قبل أن ينموَ غصنُه،،
أو بذورٍ ذُريتْ إلى أرضٍ قاحلة ليس بها ساقي ولا مطر؟
أم يأسى القلبُ على ما لم يكن ليكون؟
وعليهِ تبقى (لو) ترسمُ الأحداث على أطلالٍ كالقشور!
أو كخطوطِ بيضاء دُوِّنتْ على السبورةِ بالطبشور
فتأتي المعلمة لتمسح ما كُتِب بالحصةِ الأخيرة
ويبقى السؤال
هل ترسّـخ هذا الدرسُ في الأذهان والعقول؟
وهل تأسى النفس على أوراق خريفٍ اقتلعتها الرياح؟!
في هذا الصباح الخريفي
بينما كان متسول يكنس ركنا
في زوايا أحد المصارف
،فجأة داهمته أمطار غزيرة
،سحب لوحة خشبية من كيس بلاستيكي
كتب عليها “محجوز”
وغادر باتجاه مكان مجهول….
((هذهـ هي الحــياهـ))
/
\
رووبــــي