وهي عندما يوفق الله تعالى أهل الطاعة للطاعة والتي نحصل عليها بتوفيق من الله تعالى (وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب) وهذه هي الهداية التي قال فيها تعالى مخاطباً رسوله الكريم محمد عليه الصلاة والسلام (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)، فالهداية هنا هداية توفيقية من الله تعالى للعباد فيوفقهم لطاعته (تهدي هنا بمهنى توفّق). يقول تعالى (يثبّت الله الذين آمنوا) ولا يثبّت العصاة وهذا من توفيقه لعباده المؤمنين أن يثبتهم بعد تحقق الإيمان. ولو أن الانسان يعبد الله تعالى ويستعين به يكون من المهتدين (إياك نعبد وإياك نستعين، إهدانا الصراط المستقيم) طلب الهداية في هذه الآية إنما هو طلب الهداية التوفيقية أي طلب التثبيت على الطاعة. (ولكن الله يهدي من يشاء) أي يوفّق ويثبّت على طريق طاعته من يشاء من العباد أن يسلك طريق الطاعة.