كل عام وإنتم بخير،،، أحلى جملة تسمعها في رمضان،،،
لأنه بالفعل،،، رمضان يجي بخيره دايماً،،، وتلاقي الناس تتجمع وتعزم بعضها على الفطور والسحور ومجالس الذكر والطلعات والعمرة،،،
،،، والله أحلى شهر.
كل سنة،، أقول لنفسي،،، يا واد لا يضيع الشهر من يدك،،، روح أجلس في الروضة الشريفة،، وأطلب ربك.
لكن ما فيه فائدة،،،
أول كان يروح الشهر دراسة،، وجامعة وقلق.
والحين،، ما يكثر الشغل والسفريات إلا في رمضان.
السنة هذي والحمد لله،،، كسبت بداية رمضان مع أهلي في المدينة،، لكن للأسف،،، أول أربعة أيام بس،،، وبعدها طيران.
من عاداتنا في رمضان في المدينة،،، الفطور في الحرم النبوي الشريف،،، وتلاقي الحرم مزحوم ومليان سُفر وعليها من خيرات ربنا الكثير،،،
،، وتلاقي لكل عيلة سفرة في مكان معين بإسمها،،، وبرا الحرم،،، تلاقي أفراد العيلة بيجيبوا زبائن للسفرة حقتهم،،، زي الشريطية حقون السيارات.
ولما تمتلئ السفرة،، تلاقي أفراد العيلة يوزع أكل عند البيبان للي داخلين،، عشان يكسبوا أجرهم.
شعور في منتهى الروعة والله،،،
اليوم،، انا وأبويا كسلنا نروح،،، وأرسلنا اخواني الصغار بدالنا،،، وفطرنا مع العيلة.
بعد ما قال أبويا الموال المعتاد قبل الفطور،،، وموشح الدعاوي لنا وعلينا،،، بدا يفتكر أيام زمان ورمضان معاه أيام العزوبية.
أيام البشك والعزب والعذاب في شغل البيت وحرق الطبيخ ،،، وأيام ما طبخ الخس على إنه ملوخية،،، والشربة اللي نام ونسيها على النار،، وطاشت من القدر وطلعت وزحفت للشارع.
طبعاً،،، أخوكم لا تنكشوه وتقولوه قلنا ذكرياتك،،، لا يصير معاكم زي ما صار مع أهلي اليوم،، اللي صلوا المغرب مع العشاء،،، أنفلت أحكي تاريخي المجيد عن المقالب والقصص اللي صارتلي في رمضان،،، وخصوصاً وأنا صغير.
وأنا صغير،،، كان الفضل لأمي إني أتعلم المعنى الحقيقي للصوم.
أتعمدت مرة أن أحاول أستفرغ (الله يكرمكم) وأسوي حالي مريض،، عشان أمي تحن علي وتخليني أفطر.
لكن ضميري وجعني.
رحت قلت لأمي القصة كلها،،، ويومها قالتي كلمة ما أنساها ليوم الدين:
قالتلي: " مش مهم أنا أسامحك،،، أنت ما بتصوم عشاني،،، إنت بتصوم عشان ربنا،،، روح أتسامح منه".
الله لا يحرمني منك يا أمي.
والغريبة،،، بل من المتوقع،،، إن البلاوي والإغراءات ما تطلع إلا في رمضان،، وهذا الإختبار الحقيقي للمسلم،،، تلاقي واحد طلعلك من تحت الأرض يبغى يتضارب معاك،،، تلاقي مديرك ولا زميلك قل أدبه معاك،،، تلاقي مناظر غريبة عجيبة ماشية في الشارع تقلك تعال بصبص،،، وإنت وضميرك.
أنا دايماً بتحصل معايا قصص غريبة في رمضان.
أحكيلكم موقفين حصلوا معايا رمضان الماضي.
رمضان الماضي في أوله،،، كنت في مكتبي في جدة في الصباح،،، وجات زارتني سيدة اعمال قديرة ومخضرمة في أواخر الخمسينات من عمرها،،، أفتخر إني ألاقي زيها في مجتمعنا.
بعد ما ناقشنا الموضوع اللي جات عشانه،،، سألتني:
" إنت قديش عمرك يا بشمهندس؟؟؟".
انا فرملت فوراً،،، انا عارف من كثر التجارب،، السؤال دا وراه إيه.
قلت: " 30 سنة"!!!.
قالت: " بسم الله ما شاء مو باين عليك".!!!!
قلت: " الأعمار بيد الله يا امي ومحدش واخد منها حاجة،،، وعموماً هو سؤال وجيه فعلاً،،، ذكرني إني لازم أحط بطاقة الأحوال على جيبي".
قالت: " ربنا يحميك لشبابك يا ولدي،، ويوفقك ببنت الحلال اللي تسعدك،، تصدق إنك أكبر من بنتي بسنتين ثلاثة،، وهي مغلقة جامعة وما شاء الله عليها زي القمر وتتكلم إنجليزي،، وما تعرف الكلام الفاضي حق بنات اليومين دول".
طبعاً،،، الموضوع صار واضح وضوح الشمس،،، وصار لازم أتدارك الموضوع قبل لا تنحرج الحرمة وتنكسر نفسها.
والحقيقة هم ناس طيبين،،، بس انا كان لي طموح آخر،،، المدينة وبس.
قلتلها: " يا امي والنعم فيكم إنتو ناس معروفين بتربيتكم وسمعتكم اللي زي البرلنت،، وبنتك بكره يجيلها نصيبها وتفرحي فيها،،، وصدقيني ياأمي لو عرفتكم من بدري،، كان ما ألاقي زيكم نسب يشرف،، بس يا خسارة،، انا كتبت كتابي الشهر اللي راح ( كداب طبعاً).
قالت: " ألف مبروك يا ولدي،،، وترى الزواج قسمة ونصيب،، وإحنا ما حنلاقي لبنتنا عريس زيك،،، أحسن من طليقها اللي أنقلع عننا،،، بهدلنا لين طلقها ورمالها أولادها الثلاثة،،، البعيد كان طمعان في فلوسها،،، وكان يبغاها تتنازل عن الخمسة مليون اللي ورثتها من أبوها،، لكن الحمد لله إفتكينا منه.".
قلت في نفسي،،، يا حبيبي،، الحرمة بتجرب معايا أسلوب الإغراء المادي،،، ولازم ألحق أصرفها قبل لا تجيب المأذون.
جلست أدعيلها كم دعوة بالتوفيق لها ولبنتها،،، إلا أن دق جوالي وأنقذني،،، مدري مين أتصل بي،،، لكن مهما كان أنا قلتله : " أنا جاي حالاً".
وأعتذرت منها وراحت.
عدى كم يوم،، وأضطريت أسافر القاهرة،،، وهناك أتعزمت عند رجل أعمال مصري في بيته على الفطور،،، ورحنا له،، كنا أربعة أشخاص،،، رجال أعمال إماراتي،، ومغربي،، وأمير من الرياض،، وأنا.
وكانت الجلسة حلوة ومرحة،،، وأخوكم نزلت عليه خفة الدم والعقل اللي في الدنيا كلها،،، صراحة مقدر أقعد في مجلس هم وغم،،، لازم أشعللها.
الراجل هادا كان عنده بنت وحده،،، عمرها 19 سنة،،، دخلت علينا قبل الفطور،،، لابسة اللي على الحبل زي ما يقولوا المحزق والملزق،،، وكان واضح إنها كانت بايتة عند الكوافير،،،
المهم أتصرفت حسب أصول اللياقة والدبلوماسية والأدب،،، يعني بيني وبينها 11 سنة،،، الصراحة،،، أعتبرها زي بنتي.
جلسنا على السفرة،،، وأتصدر المائدة صاحبنا الأمير،، وأنا جلست،،، وجلسوا (ميمي) قدامي،،، اللي هي بنتهم،،، وجلس الأب على يميني،،، وقعد يزغطني أكل،،، والأم مالها شغلة إلا كل شوية قايمة وتغرف وتحط في صحني.
يا جماعة سيبوني على راحتي،،، ما تقولوا البيت بيتي؟؟؟
ولا حياة لمن تنادي،،، ولا كأنه فيه ضيوف غيري.
وبعد الغدا،،، جلسنا في الصالون نحبس بالشاي،،، مشيوا الجماعة اللي كانوا معايا،،، وانا قعدت أستنا واحد من أصحابي يجي ياخذني.
جات الأم وجلست على يميني،،، وجا الأب وقعد على شمالي،،، وجات (ميمي)،، وقعدت قصادي،،، أها،،، الشغلة فيها إن،،،،
بعد سلسلة محاورات وضحك وتريقة،،، قال الأب:
"ها يا بشمهندس،،، إيه رأيك بعروستنا الحلوة"؟؟؟.
أنا من جوا أتخظيت وأستحيت،، والدم طلع في خدودي،،، لكن إتدراكت الموقف بسرعة.
قلت: " ربنا يحميها ويحرسها ويخليكم لبعض يا رب".
قالت الأم: " ترى بندورلها على عريس؟؟؟".
المشكلة يا حبايب،،، كانوا ساكنين في الدور التاسع،،، يعني ميت ميت،،، إيش أسوي؟؟؟ أطل على البنت،، ألاقيها خجلانة أكثر مني،،، وهي اللي من شويا كانت ضحكتها لآخر الشارع،،، وأبوها وأمها قاعدين يبيعوا ويشتروا فيها،،، بصراحة غاظوني.
طبعاً قلت موال زي الموال مع اللي قبلها،،، وفي نفس الوقت بدعي إن صاحبي يوصل بسرعة وينقذني.
جلست أسأل نفسي،،، ليش بيعملوا كل هادا معايا؟؟؟
داخلين على طمع؟؟؟،،، ما إعتقد،،، عشان هما أغنى مني،،، وفوق كده،،، لو جات على الفلوس،،، كان من الأولى يعرضوها على الأمير،،، ما يحتاج أقول ليه.
أو على الإماراتي،،، ما شاء الله أكبر مني بسنتين،، لكن لسه عزابي،، و وسيم،، وأحلى مني شكلاً ،،، يعني صيده.
طب ليه؟؟؟ ،،، قلت يمكن امي عاملة لي عمل عشان الناس تحبني،،، مع إني كلي ملح وقبلة على قولة (فجل).
قطعت أفكاري الأم وقالت: " ترى النهاردة عيد ميلاد (ميمي)".
قلت فرصة أغير الموضوع،،،
قلت لميمي: " بالله ؟؟؟،،، كل سنة وإنت طيبة،، على كده إنت من مواليد برج (كذا،، مش فاكر)،،
وبديت أحكيلها عن مواصفاتها وتحليلي لشخصيتها ومين لازم تصاحب ومين لازم تبعد عنهم،،، والبنت إنشكحت وقامت تطلب مني أحللها صاحباتها.
وبعدين حولت على الأب والأم،،، وبديت احلل في شخصياتهم،،،
وهم يطلوا عليا كأني أعرفهم من يوم ما إتولدوا،،،
سألني الأب،، وكان باين إنه إبتدا يخاف مني:
" كلام جميل يا بشمهندس،،، بس الأبراج مش حرام؟؟؟".
قلتله: " التنجيم حرام،، لأنه بيدعي علم الغيب،،، واللي انا بقوله،، إسمه علم دراسة الشخصيات،، بيعتمد على الفراسة والإحصائيات ما فيله تنبؤات".
لاحظت إنهم حسوا إني كاشفهم،، وإن حركاتهم ما راح تمشي عليا،،، ومن رحمة ربي إن صاحبي وصل في الوقت المناسب قبل لا يتهموني في شرف البنت،، وأضطر أستر عليها.
الله يرضى على بلدنا وأهلها.
واللهم إني صائم.