العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-12-2006, 11:04 AM   رقم المشاركة : 1
king-abdullah
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية king-abdullah
 





king-abdullah غير متصل

ماقبل الميلاد

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،

بسم الله نبدأ أول حلقة من حلقات السيرة النبوية إن شاء الله.
قبل البدء بميلاده أريد البدء ببعض الروايات التي ذكرت عن ذويه قبل ميلاده – صلى الله عليه و سلم - .
ذكر نذر عبد المطلب ذبح ولده

كان عبد المطلب بن هاشم , فيما يزعمون و الله أعلم , قد نذر حين حين لقي من قريش ما لقي عند حفر زمزم : لئن ولد له عشرة نفر , ثم بلغوا معه حتى يمنعوه ؛ لينحرن أحدهم لله عند الكعبة , فلما توافى بنوه العشرة , و عرف أنهم سيمنعوه جمعهم , ثم أخبرهم بنذره , و دعاهم إلى الوفاء لله بذلك , فأطاعوه .

و قالوا : كيف نصنع ؟

فقاموا بما يشبه القرعة لاختيار أحدهم , و كان عبد الله بن عبد المطلب أصغر بني أبيه .

و كان عبد المطلب فيما يزعمون , أحب ولد عبد المطلب إليه فكان عبد المطلب يرى أن السهم إذا أخطأه أهون عليه , و هو أبو رسول الله – صلى الله عليه و سلم – فلما أخذ صاحب القداح , القداح ليضرب بها , قام عبد المطلب عند هبل يدعو الله , ثم ضرب صاحب القداح , فخرج القدح على عبد الله .

فأخذه عبد المطلب بيده و أخذ الشفرة , ثم أقبل به إساف و نائلة ( هما صنمان من أصنام الجاهلية كانوا يعبدوه ) ليذبحه , فقامت إليه قريش من أنديتها .

فقالوا : ماذا تريد يا عبد المطلب ؟

قال : أذبحه

قالت له قريش و بنوه : و الله لا تذبحه أبداً , حتى تعذر فيه لئن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتي بابنه حتى يذبحه , فما بقاء الناس على هذا ؟!

و قال له المغيرة بن عبد الله , و كان عبد الله بن أخت القوم : و الله لا تذبحه أبداً , حتى تعذر فيه , فأن كان فداؤه بأموالنا فديناه.

و قالت له قريش و بنوه : لا تفعل , و انطلق به إلى الحجاز , فإن به عرافة لها فسلها , ثم أنت على رأس أمرك , إن أمرتك بذبحه ذبحته , و إن أمرتك بأمر لك و له فيه فرج قبلته.

فانطلقوا حتى قدموا المدينة , فوجدوها , فيما يزعمون , بخيبر . فركبوا حتى جاؤها , فسألوها , وقص عليها عبد المطلب خبره و خبر ابنه , و ما أراد به و نذره فيه .

فقالت لهم : ارجعوا عني اليوم يأتني تابعي ( يقصد بالتابعي , التابع من الجن ) , فأسأله , فرجعوا من عندها .

فلما خرجوا عنها قام عبد المطلب يدعو الله , ثم غدوا عليها .

فقالت لهم : قد جاءني الخبر , كم الدية فيكم ؟

قالوا عشرة من الأبل , و كانت كذلك.

قالت : فارجعوا إلى بلادكم , ثم قربوا صاحبكم , و قربوا عشراً من الأبل , ثم اضربوا عليها و عليه بالقداح , فأن خرجتم على صاحبكم , فزيدوا من الأبل حتى ير ضى ربكم , و إن خرجت على الأبل , فانحروها عنه , فقد رضى ربكم , و نجا صاحبكم .

فخرجوا حتى قدموا مكة , فلما أجمعوا على ذلك من الأمر , قام عبد المطلب يدعو الله , ثم قربوا عبد الله و عشراً من الأبل , و عبد المطلب قائم عند هبل يدعو الله عز و جل , ثم ضربوا فخرج القدح على عبد الله , فزادوا على الأبل عشرة فعادوا الكرة و كان القدح يخرج على عبد الله حتى بلغ عدد الأبل مئة من الأبل , فقام عبد المطلب يدعو الله , ثم ضربوا القدح فخرج القدح على الأبل .

فقالت قريش و من حضر : قد انتهى رضا ربك يا عبد المطلب .

قال : لا و الله حتى أضرب عليها ثلاث مرات .

فضربوا على عبد الله , و على الأبل , قام عبد المطلب يدعو الله , فخرج القدح على الأبل , ثم عادوا الثانية , فخرج القدح على الأبل ,و عبد المطلب قائم يدعو الله , فضربوا فخرج القدح على الأبل , ثم عادوا الثالثة , و عبد المطلب قائم يدعو الله , فضربوا فخرج القدح على الأبل .

فنحرت , ثم تركت لا يصد عنها إنسان و لا سبع .

ذكر المرأة المتعرضة لنكاح عبد الله بن عبد الطلب


ثم انصرف عبد المطلب آخذاً بيد عبد الله , فمر به فيما يزعمون على امرأة من بني أسد بن عبد العزى , و هي أخت ورقة بن نوفل بن عبد العزى ؛ و هي عند الكعبة .

فقالت له حين نظرت إلى وجهه : أين تذهب يا عبد الله ؟

قال : مع أبي .

قالت : لك مثل الأبل التي نحرت عنك , وقع علىَّ الآن .

قال : أنا مع أبي و لا أستطيع خلافه و لا فراقه .

فخرج به عبد المطلب حتى أتى به و هب بن عبد مناف , و هو يومئذ سيد بنى زهرة نسباً و شرفاً فزوجه ابنته آمنة بنت و هب و هي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسباً و موضعاً.

فزعموا أنه دخل عليها حين أملكها مكانه , فوقع عليها , فحملت برسول الله– صلى الله عليه و سلم – ثم خرج من عندها , فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت .

فقال لها : ما لك لا تعرضين علىَّ اليوم ما عرضت علىَّ بالأمس ؟

فقالت له : فارقك النور الذي كان معك بالأمس , فليس لي بك اليوم حاجة .

و قد كانت تسمع من أخيها ورقة بن نوفل , و كان قد تنصر و اتبع الكتب : أنه سيكون في هذه الأمة نبي .
ذكر ما قيل لآنمة عند حملها برسول الله



يزعمون فيما يتحدث الناس و الله أعلم , أن آمنة بنت وهب أم رسول الله – صلى الله عليه و سلم – كانت تحدث :
أنها أُتيت , حين حملت برسول الله – صلى الله عليه و سلم – فقيل لها : إنك حملت بسيد هذه الأمة , فإذا وقع إلى الأرض , فقولي : أعوذه بالواحد من شر كل حاسد , ثم سميه : محمداً و رأت حين حملت به أنه أخرج منها نوراً , و رأت به قصور بصرى , من أرض الشام .

ثم لم يلبث عبد الله بن عبد المطلب , أبو رسول الله – صلى الله عليه و سلم – أن هلك , و أم رسول الله – صلى الله عليه و سلم – حامل به .

إلى الحلقة القادمة إن شاء الله....
بعد العيد و(كل عام وانت بخير)







قديم 07-01-2007, 01:18 PM   رقم المشاركة : 2
king-abdullah
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية king-abdullah
 





king-abdullah غير متصل

كل عام وانتم بخير بعد الزحمه والله يعودها علينا وعلى امة اسلاميه بلخير والبركه

بدءا أخي الحبيب رضا إن أحببت أن تشارك فلا أمانعك شريطة التعليق على كل حلقة و إضافة معلومات إليها...و إلا فافتح موضوعا جديدا.
في حلقة اليوم نتكلم عن ولادته – صلى الله عليه و سلم– و رضاعته بإذن الله.

ذكر ما قيل لآمنة عند حملها برسول الله




قالت آمنة بنت وهب عند حملها برسول الله– صلى الله عليهو سلم– والله أعلم أنها أتيت , حين حملتبه فقيل لها : إنك قد حملت بسيد هذه الأمة فإذا وقع إلى الأرض فقولي : أعيذه بالواحد , من شر كل حاسد , ثم سميه محمداً .
و رأت حين حملت به أنه خرج منها نور , رأت به قصور بصرى من أرض الشام .


ثم لم يلبث عبدالله بن عبد المطلب , أبو رسول الله– صلى الله عليه وسلم – أن هلك , و أم رسول الله– صلى الله عليه و سلم– حامل به .


ولادة رسول الله – صلى الله عليه و سلم – و رضاعته

ولد رسول الله– صلى الله عليه و سلم– يوم الاثنين , لأثني عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول , عام الفيل .
و من دلائل النبوة قال حسان بن ثابت – رضي الله عنه- : والله إني لغلام يفعة , ابن سبع سنين أو ثمان , أعقل كلما سمعت , إذا سمعت يهودياً يصرخ بأعلى صوته على أطمة بيثرب: يا معشر يهود حتى إذااجتمعوا إليه .
قالوا له : ويلك ما لك ؟!
قال : طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به .

فلما وضعته أمه – صلى الله عليه و سلم– أرسلت إلى جده عبد المطلب : أنه قد ولد لك غلام , فائته فانظر إليه , فأتاه فنظر إليه , و حدثته بما رأت حين حملت به , و قيل لها فيه , و ما أمرت به أنتسميه .

فيزعمون أن عبد المطلب أخذه , فدخل به الكعبة , فقام يدعوالله و يشكر له ما أعطاه , ثم خرج به إلى أمه , فدفعه إليها و التمس لرسول الله– صلى الله عليه و سلم – الرضعاء .

فاسترضع لهامرأة من بني سعد يقال لها : حليمة ابنة أبي ذؤيب .

و أسم أبوه في الرضاعةالحارث بن عبد العزى و إخوته من الرضاعة عبدالله بن الحارث , و أنيسة بنت الحارث و حذافة بنت الحارث .

كانت حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية أم رسول الله– صلى الله عليه و سلم– التي أرضعته تحدث : أنها خرجت من بلدها مع زوجها , و ابن لها صغير ترضعه في نسوة من بني سعد تلتمس الرضعاء .
قالت : وذلك في سنة شهباء(سنة شهباء : سنة لامطر فيها) , لم تبق لنا شيئاً .

قالت : فخرجت على أتان لي قمراء(أتان : أنثى الحمار( (قمراء : ضعيفة) , معنا شارف لنا ) شارف : الناقة العجوز( و الله ما تبض بقطرة , و ماننام ليلنا أجمع من صبينا الذي معنا , من بكائه من الجوع , و ما في ثديي ما يغذيه .

و لكنا كنا نرجو الغيث و الفرج , فخرجت على أتاني تلك , فلقد أدمت بالركب , حتى شق ذلك عليهم ضعفاً و عجفاً , حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء , فما منا امرأة إلاو قد عُرٍض عليها رسول الله– صلى الله عليه و سلم– فتأباه , إذا قيل لها : إنه يتيم , و ذلك أنا إنما كنا نرجو المعروف من أبو الصبي , فكنّا نقول : يتيم ؟!

و ما عسى أن نصنع أمه و جده ؟ فكنا نكره ذلك , فما بقيت امرأة قدمت معي إلاأخذت رضيعاً غيري , فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبي : والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي و لم أخذ رضيعاً , والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم , فلآخذته , و ماحملني على أخذه إلا أني لم أجد غيره .

فلما أخذته , رجعت به إلى رحلي , فلما و ضعته في حجري أقبل عليه ثديي بما شاء من اللبن , فشرب حتى روى , و شرب معه أخوه حتر يروى , ثم ناما , و قام زوجي إلى شارفنا تلك , فإذا إنها حافل , فحلب منها ما شرب , وشربت معه حتى أنهينا و شبعنا , فبتنا بخير ليلة .

يقول صاحبي حين أصبحنا : تعلمي والله يا حليمة , لقد أخذت نسمة مباركة .
فقلت : والله إني لأرجو ذلك .
ثم خرجنا و ركبت أنا أتاني , و حملته عليها معي , فوالله لقطعت بالركب ما يقدرعليها شيء من حمرهم .
حتى أن صواحبي ليقلن لي : أليست هذه أتانك التي خرجت عليها ؟
فأقول لهن : بلى والله, إنها لهي هي .
فيقلن : و الله إن لها لشأناً .

ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد و ما أعلم أرضاً من أرضالله أجدب منها , فكانت غنمي تروح على حين قدمنا به معنا شباعاً لبناً فنحلب و نشرب , و ما يحلب إنسان قطرة لبن , و لا يجدها في ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم : ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب .
فتروح أغنامهم جياعاً ما تبض بالقطرة لبن , وتروح غنمي شباعاً لبناً , فلم نزل نتعرف من الله الزيادة و الخير حتى مضت سنتان و فصلته , و كان يشب شباباً لا يشبه الغلمان , فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاماً جفراً .

فقدمنا به على أمه و نحن أحرص شيء على مكثه فينا ؛ لما كنا نرى من بركته ؛ فكلمنا أمه , و قلنا لها : لو تركت بني عندي حتى يغلظ , فإني أخشى عليه وباء مكة .
فلم نزل بها حتى رددته معنا .
فرجعنا به , فوالله إنه بعد مقدمنا بأشهر معأخيه لفى بهم لنا خلف بيوتنا إذ أتانا أخوه يشتد , فقال لي و لأبيه : ذاك أخي القرشي قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض , فأضجعاه فشقا بطنه , فهما يسوطانه .
فخرجت أنا و أبوه نحوه , فوجدناه قائماً منتقعاً وجهه , فالتزمته و التزمه أبوه .
فقلنا له : ما لك يا بني .
قال : جاءني رجلان عليهما ثياب بيض , فأضجعاني و شقا بطني , فالتمسا فيه شيئاً لا أدري ما هو .
قالت : فرجعنا إلى خبائنا .


قصة شق صدر النبي


و هي عند حليمة السعدية مشهورة و قد رواها الإمام مسلمفي صحيحه أن رسول الله– صلى الله عليه و سلم– أتاه جبريل , وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه , فشق عن قلبه فاستخرجه , فاستخرج عنه علقة , فقال : هذا حظ الشيطان منك , ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لزمه ثم أعاده إلى مكانه , و جاء الغلمان يسعون إلى أمه , يغني مرضعته , أن محمداً قد قتل فاستقبلوه و هو منتفع اللون .

نكمل ما روته حليمة حيث قالت : قال لي أبوه : لقد خشيت أن يكون هذاالغلام قد أصيب , فألحقيه بأهله قبل أن يظهر ذلك .
فاحتملناه , فقدمنا به على أمه , فقالت : ما أقدمك به يا ظئر ( الظئر : هي الناقةالتي تعطف على ولد غيرها ثم أطلقه على المرأة التي ترضع ولد غيرها ) , و قدكنت حريصة عليه , و على مكثه عندك ؟ , فقلت : قد بلغ الله بابني و قضيت الذي عليّ , و تخوفت الأحداث عليه , فأديته إليك كما تحبين .
قالت : ما هذا شأنك , فأصدقيني خبرك .
فلم تدعني حتى أخبرتها .
قالت : أتخوفت عليه الشيطان ؟
قلت : نعم .
قالت : كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل , وإن لبني هذالشأناً , أفلا أخبرك خبره ؟
قلت : بلى .
قالت : رأيت حين حملت به أنه خرج منها نور , رأت به قصور بصرى من أرض الشام ثم حملت به , فوالله ما رأيت من حمل قط كان أخف عليّ و لا أيسر منه , و وقع حين ولدته و إنه لواضع يديه بالأرض , رافع رأسه إلى السماء , دعيه عنك , وانطلقي راشدة .

السلام عليكم ورحمةالله و بركاته،
نكمل سيرة سيد الخلق وأشرفهم سيرة المصطفى – صلى الله عليه و سلم– حيث تكلمنا عن ولادته و رضاعته في المرة الماضية أما هذه المرة سنتكلم عن وفاة أمه – صلى الله عليه و سلم– و كفالة جده و عمه له – صلى الله عليه و سلم– .

وفاة أمه و جده و حال رسول الله



كان رسول الله– صلى الله عليه و سلم– مع أمه آمنة بنت وهب , و جده عبدالمطلب بن هاشم في كلاءة الله و حفظه , ينبته الله نباتاً حسناً , لما يريد به من كرامته , فلما بلغ رسول الله– صلى الله عليه و سلم– ست سنين , توفيت أمه آمنة بنت وهب .


فكان رسول الله– صلى الله عليه و سلم– مع جده عبد المطلب بن هاشم , وكان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة , فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك , حتى يخرج إليه , لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالاً له , فكان رسول الله– صلى الله عليه وسلم– يأتي , و هو غلام جفر حتى يجلس عليه , فيأخذه أعمامه , ليؤخروه عنه
فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك : دعوا ابني , فوالله إن له شأناً , ثم يجلسه معه على الفراش و يمسح ظهره بيده و يسره ما يراه يصنع .

فلما بلغ رسول الله– صلى الله عليه وسلم– ثماني سنين هلك عبد المطلب بن هاشم.

فلما هلك عبد المطلب بن هاشم ولى زمزم و السقاية عليها بعده العباس بن عبد المطلب , وهو يومئذ من أحدث إخوته سناً , فلم تزل إليه حتى قام الإسلام و هي بيده , فأقرها رسول الله– صلى الله عليه و سلم– له على ما مضى من ولايته .

كفالة أبي طالب لرسول الله


فكان رسول الله– صلى الله عليه وسلم– بعد عبد المطلب مع عمه أبي طالب , و كان عبد المطلب فيما يزعمون , يوصي به عمه أبا طالب , و ذلك لأن عبدالله أبارسول الله– صلى الله عليه و سلم– و أبا طالب أخوان لأب و أم .

و كان أبو طالب هوالذي يلي أمر رسول الله– صلى الله عليه و سلم– بعد جده فكان إليه و معه .

قصة بحيري



و في بعض الروايات عن دلائل النبوة قصة بحيري : حيث أن أبا طالب خرج في ركب تاجراً إلى الشام , فلما تهيأ للرحيل و أجمع المسير تعلق به رسول الله– صلى الله عليه وسلم– يريد الخروج معه , فرق له

و قال : والله لأخرجن به معي , و لا يفارقني , و لا أفارقه أبداً .
فخرج به معه , فلما نزل الركب بصرى من أرض الشام , و بها راهب يقال له بحيري في صومعة له و كان إليه علم أهل نصرانية , و لم يزل في تلك الصومعة منذ قط راهب , إليه يصير علمهم عن كتاب فيها , فيما يزعمون , يتوارثونه كابراً عن كابر.

فلما نزلوا ذلك العام ببحيري , و كان كثيراً ما يمرون به قبل ذلك , فلا يكلمهم , و لا يعرض لهم , حتى كان ذلك العام .
فلما نزلوا به قريباً من صومعته صنع لهم طعاماً كثيراً , و ذلك فيما يزعمون , عن شيء رآه و هو في صومعته في الركب حين أقبلوا , و غمامة تظله من بين القوم .

ثم أقبلوا فنزلوا في ظل شجرة قريباً منه , فنظر إلى الغمامة حين أظلت الشجرة , و تهصرت أغصان الشجرة على رسول الله– صلى الله عليه و سلم– حتى استظل تحتها , فلما رأى ذلك بحيري نزل من صومعته , و قدأمر بذلك الطعام فصنع , ثم أرسل إليهم .

فقال : إني قد صنعت لكم طعاماً يامعشر قريش , فأنا أحب أن تحضروا كلكم , صغيركم و كبيركم , و عبدكم و حركم .

فقال له رجل منهم : والله يا بحيري إن لك لشأناً اليوم ! فما كنت تصنع هذا بنا , و قد كنا نمر بك كثيراً , فما شأنك اليوم ؟!
قال له بحيري : صدقت , قد كان ما تقول , و لكنكم ضيوفي , و قد أحببت أن أكرمكم , وأصنع لكم طعاماً , فتأكلوا منه كلكم .
فاجتمعوا إليه و تخلف رسول الله– صلى الله عليه وسلم– من بين قومه , لحداثة سنه , في رحال القوم تحت شجرة .

فلما نظر بحيري في القوم لم يرى الصفة التي يعرف و يجد عنده .
فقال : يا معشر قريش ! لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي .
قالوا : يا بحيري , ما تخلف عنك أحد ينبغي له أن يأتيك إلا غلام , هو أحدث القوم سناً , فتخلف في رحالهم .

فقال : لا تفعلوا , ادعوه , فليحضر هذا الطعام معكم .
فقال رجل من قريش : و اللات و العزى , إن كان للؤماً منا أن يتخلف ابن عبد الله بن عبد المطلب من طعام من بيننا .
ثم قام إليه فاحتضنه , وأجلسه مع القوم . فلما رآه بحيري , جعل يلحظه لحظاً شديداً .







قديم 07-01-2007, 01:20 PM   رقم المشاركة : 3
king-abdullah
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية king-abdullah
 





king-abdullah غير متصل

و ينظر إلى أشياء من جسده , قد كان يجدها عنده من صفته , حتى إذا فرغ القوم من طعامهم و تفرقوا , قام إليه بحيري .
فقال : يا غلام , أسألك بحق الات والعزى إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه.

و إنما قال له بحيري ذلك ؛ لإن سمع قومه يحلفون به .
فزعموا أن رسول الله– صلى الله عليه و سلم– : لا تسألني باللات والعزى , فوالله ما أبغضت شيئاً قط بغضهما .
فقال له بحيري : فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه .
فقال له : سلني عما بدا لك .
فجعل يسأله عن أشياء من حاله مننومه و هيئته و أموره , فجعل رسول الله– صلى الله عليه و سلم– يخبره , فيوافق ذلك ما عند بحيري من صفته , ثم نظر إلى ظهره ؛ فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التيعنده .
فلما فرغ , أقبل على عمه أبي طالب
فقال له : ما هذا الغلام منك ؟
قال : ابني .
قال له بحيري : ما هو بابنك , و ما ينبغي لهذا الغلام أن يكونأبوه حياً .
قال : فإنه ابن أخي
قال : فما فعل أبوه ؟
قال : مات و أمه حبلى به .
قال : صدقت , فارجع بابن أخيك إلى بلده , و احذر عليه اليهود , فوالله لئن رأوه , و عرفوا ليبغينه شراً , فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم , فأسرع به إلى بلاده .


فشب رسول الله– صلى الله عليه وسلم– والله تعالى يكلؤه و يحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية , لما يريد به من كرامته و رسالته , حتى بلغ أن كان رجلاً أفضل قومه مروءة , و أحسنهم خلقاً , و أصدقهم حديثاً , و أعظمهم أمانةً , و أبعدهم من الفحش و الأخلاق التي تدنس الرجال , تنزهاً و تكرماً , حتى ما اسمه في قومه إلا الأمين , لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة .

و كان رسول الله– صلى الله عليه وسلم– فيما ذكر يحدث عما كان الله يحفظهبه في صغره و أمر جاهليته , أنه قال : ( لقد رأيتني في غلمان قريش ننقل حجارة لبعض ما يلعب به الغلمان , كلنا قد تعرى و أخذ إزاره , فجعله على رقبته , يحمل عليه الحجارة , فإني لأقبل معهم كذلك و أدبر , إذ لكمني لاكم ما أراه , لكمة وجيعة ثم قال : شد عليك إزارك . قال : فأخذته و شددته عليّ , ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي و إزاري عليّ من بين أصحابي)
] الإزار هو ما يغطي الجسم من الأسفل[
االسلام عليكم و رحمةالله و بركاته سأروي اليوم عن قصة زواج أحب الناس إلى قلب أحب الخلق إلى الله على الإطلاق عن قصة زواج السيدة خديجة من رسول الله– صلى الله عليه وسلم– زواجه من تلك المرأة الصابرة أول من دخل في الإسلام بعد رسول الله– صلى الله عليه وسلم– العاقلة اللبيبة رضي الله عنها و أرضاها .

حديث تزويج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من خديجة


لما بلغ رسول الله– صلى الله عليه وسلم– خمس و عشرين سنة , تزوج خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها- .

وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة , ذات شرف و مال , تستأجر الرجال في مالها , وتضاربهم إياه , بشيء تجعله لهم , و كانت قريش قوماًًًًًًًً تجاراً , فلما بلغها عن رسول الله–صلى الله عليه وسلم– ما بلغها من صدق حديثه , و عظم أمانته , و كرم أخلاقه , بعثت إليه , فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجراً , و تعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار , مع غلام لها يقال له ميسرة , فقبله رسول الله– صلى الله عليه وسلم– منها , و خرج في مالها ذلك و خرج معه غلامها ميسرة , حتى قدم الشام .
فنزل رسول الله– صلى الله عليه وسلم– في ظل شجرة قريباً من صومعة راهب من رهبان , فاطلع الراهب إلى ميسرة .
فقال له : من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة ؟
قال له ميسرة : هذا رجل من قريش من أهل الحرم .
فقال له الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي .

ثم باع رسول الله– صلى الله عليه وسلم– سلعته التي خرج بها , و اشترى ما أراد أن يشتري , ثم أقبل قافلاً إلى مكة , و معه ميسرة , إذا كانت الهاجرة , و اشتد الحر , يرى ملكين يظلانه من الشمس , وهو يسير على بعيره , فلما قدم مكة على خديجة بمالها , باعت ما جاء به , فأضعف أو قريباً , و حدثها ميسرة عن قول الراهب , و عما كان يرى من إظلال الملكين إياه .

و كانت خديجة امرأة حازمة لبيبة , مع ما أراد الله بها من كرامته , فلما أخبرها ميسرة بما أخبرها به , بعثت إلى رسول الله– صلى الله عليه وسلم– فقالت له : يا بن العم , إني قد رغبت فيك لقرابتك , و سطتك في قومك و أمانتك , وحسن خلقك , و صدق حديثك , ثم عرضت عليه نفسها , و كانت خديجة يومئذ أوسط نساء قريش نسباً , و أعظمهم شرفاً , و أكثرهن مالاً , كل قومها كان حريصاً على ذلك منها لو يقدر عليه .
فلما قالت ذلك لرسول الله– صلى الله عليه وسلم– ذكر ذلك لأعمامه , فخرج معه عمه حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه- , حتى دخل على خويلد بن أسد فخطبها إليه , فتزوجها .
و كان رسول الله– صلى الله عليه وسلم– أصغر منها بعشرين عام و لم يتزوج عليها حتى ماتت – رضي الله عنها- .

فولدت لرسول الله–صلى الله عليه وسلم– ولده كلهم إلا إبراهيم : القاسم , وبه كان يكنى – صلى الله عليه وسلم – , والطاهر , و الطيب , و زينب , و رقية , و أم كلثوم , و فاطمة عليهم سلام .
أكبر بنيه القاسم , ثم الطيب , ثم الطاهر , و أكبر بناته : رقية , ثم زينب , ثم أم كلثوم , ثم فاطمة .
فأما القاسم , و الطيب , و الطاهر فهلكوا , و أما بناته فكلهن أدركن الإسلام , فأسلمن و هاجرن معه – صلى الله عليهوسلم– .
و كانت خديجة بنت خويلد قد ذكرت لورقة بن نوفل , و كان ابن عمها , و كان نصرانياً قد تتبع الكتب , و علم من علم الناس , ما ذكر لها غلامها ميسرة من قول الراهب , و ما كان يرى منه من قول الراهب , و ما كان يرى منه إذ كان الملكان يظلانه .
فقال ورقة : لأن كان هذا حقاً يا خديجة , إن محمداً لنبي هذه الأمة , و فد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبي ينتظر , هذا زمانه .

حديث بنيان الكعبة


فلما بلغ رسول الله– صلى الله عليه وسلم– خمساً و ثلاثين سنة اجتمعت قريش لبنيان الكعبة , وكانوا يهمون بذلك , ليسقفوها و يهابون هدمها , و إنما كانت رضماً فوق القامة , فأرادوا رفعها و تسقيفها , و ذلك أن نفراً سرقوا كنزاً للكعبة , و إنما كان يكون في بئر في جوف الكعبة , وكان الذي وجد عنده الكنز شخص من بني خزاعة .
فقطعت قريش يده .
و كان البحرقد رمى بسفينة إلى جدة لرجل من تجار الروم , فتحطمت خشبها فأعدوه لتسقيفها , و كان بمكة رجل قبطي نجار , فتهيأ لهم في أنفسهم بعض ما يصلحها , و كانت حية تخرج من بئرالكعبة التي كان يطرح فيها ما يهدى لها كل يوم , فتشرق على جدار الكعبة , و كانت مما يهابون , و ذلك أنه كان لا يدنو منها أحد إلا احزألت و كشت , و فتحت فاها , وكانوا يهابوها , فبينما هي ذات يوم تتشرق على جدار الكعبة , كما كانت تصنع , بعث الله إليها طائراً فاختطفها , فذهب بها .
فقالت قريش : إنالنرجو أن يكون الله قد رضى ما أردنا , عندنا عامل رفيق , و قد كفانا الله الحية .
فلما أجمعوا أمرهم في هدمها و بنائها , قام أبو وهب من بني مخزوم فتناول من الكعبة حجراً , فوثب من يده , حتى رجع إلى موضعه .
فقال : يامعشر قريش , لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيباً , لا يدخل فيها مهر بغي , و لا بيع ربا , و لا مظلمة أحد من الناس .
و أبو وهب : خال أبي رسول – صلى الله عليه وسلم– و كان شريفاً .
ثم أن قريشاً تجزأت الكعبة , فكان شق الباب لبني عبد مناف , و كان ما بين الركن الأسود و الركن اليماني لبني مخزوم , و قبائل من قريش انضموا إليهم , و كان ظهر الكعبة لبني جمح وسهم و كان شق الحجر لبني عبد الدار .
ثم أن الناس هابوا هدمها و فرقوا منه .

قال الوليد بن المغيرة : أنا أبدؤكم في هدمها , فأخذ المعول , ثم قام عليها , و هو يقول : اللهم لم ترع , اللهم إنا لا نريد إلا الخير , ثم هدم من ناحية الركنين , فتربص الناس تلك الليلة .
و قالوا : ننظر , فإن أصيب لم نهدم منها شيئاً ورددناها كما كانت , و إن لم يصبه شيء , فقد رضي الله صنعنا , فهدمنا !!
فأصبح الوليد من ليلته غادياً على عمله , فهدم و هدم الناس معه , حتى إذا انتهى الهدم بهم إلى الأساس أساس ابراهيم – عليه السلام– أفضوا إلى الحجارة خضر كالأسمنة أخذ بعضها بعضاً .
و في رواية أخرى أن رجلاً من قريش ممن كان يهدمها , أدخل عتلة بين الحجرين منها ليقلع بها أحدهما , فلما تحرك الحجر تنقضت مكة بأسرها , فانتهوا عند ذلك الأساس .
ثم إن القبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها , كل قبيلة تجمع على حدة , حتى بلغ البنيان موضع الركن , فاختصموا فيه , كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى , حتى تحاوروا و تحالفوا ؛ و أعدوا للقتال .
حتى قام أبا أمية بن المغيرة و كان يومئذ أسن قريش كلها و قال : يا معشر قريش !اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه , أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه , ففعلوا .
فكان أول داخل عليهم رسول الله– صلى الله عليه وسلم– فلما رأوه قالوا : هذا الأمين , رضينا , هذا محمد , فلما انتهى إليهم و أخبروه الخبر .
قال – صلى الله عليه وسلم– : هلم إلي ثوباً .
فأتي به , فأخذ الركن فوضعه فيه بيده , ثم قال : لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب , ثم ارفعوا اليهم . ففعلوا : حتى إذا بلغوا به موضعه , و وضعه هو بيده , ثم بنى عليه .
وكانت قريش تسمي رسول الله– صلى الله عليه وسلم– قبل أن ينزل عليه الوحي بالأمين .

و هكذا كان رسول الله– صلى الله عليه وسلم– في نظر قبيلته – صلى الله عليه وسلم– الصادق الأمين و في المرة القادمة سأذكر بعثته و كيف وقفته معه زوجته خديجة وساندته هذه المرأة العظيمة

والله اعلم
(منقول)







موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:26 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية