العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-11-2006, 08:44 PM   رقم المشاركة : 1
مـــآقـــِ
( ود جديد )
 





مـــآقـــِ غير متصل

المقاومة العراقية تطيح برامسفيلد



السلام عليكم



المقاومة العراقية تطيح برامسفيلد



بدا الرئيس الأمريكي المتغطرس والمتعالي جورج بوش في موقف يقارب الانهيار والاعتراف بالهزيمة، وهو يعلن على الملأ في مؤتمره الصحفي، عن إقالته لوزير دفاعه المتعجرف والمغرور رامسفيلد، بعد أيام من إعلان بوش عن ثقته الكاملة برامسفيلد وعن تمسكه به، بغض النظر عن نتائج الانتخابات التشريعية.


تلك النتائج التي جاءت بمثابة صفعة مدوية على وجه الرئيس الأمريكي وسياسته وعلى مجموعة المحافظين الجدد، ممن تبنوا نظرية الحروب الاستباقية، التي أدت إلى كوارث بشرية كبيرة وخسائر إنسانية فادحة، بالإضافة إلى توريط الولايات المتحدة في مستنقعات دامية ومهينة، يبدو الخروج منها مع الاحتفاظ بماء الوجه أمرا صعبا وعسيرا.


بوش الذي استهل مؤتمره الصحفي، بالتشديد على أنه سيتعاون مع زعيمة الديمقراطيين نانسي بولوزي —بعد فوزهم بمجلس النواب في الانتخابات النصفية التي عرفتها البلاد أول أمس-، دعا إلى تجاوز الخلافات، غير أنه وجد نفسه في موقف مهين ومحرج للغاية، وهو يرد على سؤال يتعلق بالكيفية التي سيقبل بها التعاون مع بولوزي التي وصفته بالكاذب والخطير، فرد مؤكدا على أنه ينبغي التعاون، لأنّ الشعب يريد ذلك، مشيرا إلى أنّ بولوزي أعربت له في اتصال هاتفي رغبتها في التعاون معه "وهذا ما أريده".


وكانت بولوزي قد شددت، بعد الإعلان عن فوز الديمقراطيين، على الحاجة إلى رحيل رامسفيلد وتغيير السياسة الأمريكية في العراق، معتبرة أنه "حان الوقت لحلّ المشكلة، وأن لا نبقى فصلا آخر في العراق". ومع أنها أكدت رغبتها بالعمل مع بوش كفريق، إلا أنه في مؤتمرها الصحفي في الكابيتول هول، أوضحت أن العراق هو القضية الرئيسية، وأن بوش هو أكثر من تحدّث عنها في الحملة الانتخابية، لكن الحزب الجمهوري حصل على أقل الأصوات ،وتقول إن الولايات المتّحدة تحتاج للبدء بإعادة ترتيب سحب القوّات من العراق، محذرة بأن الوضع الحالي هناك "هائل".


استجابة جورج بوش السريعة والخاطفة لمطلب نانسي بولوزي بإقصاء رامسفيلد، قد تعقبها استجابة أخرى لمطلبها التالي، بإعادة ترتيب سحب القوات من العراق، بما يتماشى مع توقعات الكثيرين بقرب الهروب الأمريكي الكبير من العراق.


هزيمة بوش الساحقة وإقصاء رامسفيلد لم يتم على يد الناخب الأمريكي, بل تحقق الأمر بأكمله على يد المقاومة العراقية، التي غيرت مجرى الأحداث، وصنعت ببطولاتها المميزة وصمودها الكبير، هزيمة بوش وفي عقر داره. فقد كانت معظم إن لم نقل جميع استطلاعات الرأي الأمريكية، تشير إلى تأييد ساحق للرئيس بوش في غزوه واحتلاله للعراق في بداية الأمر، والذي اعتبره العسكريون الأمريكيون بمثابة نزهة، خصوصا وأن الشعب العراقي قد أثقلته أوزار الحروب السابقة، وخنقته العقوبات الاقتصادية الجائرة والحصار الظالم. أضف إلى ذلك، الدور الاستخباراتي الصفيق لفرق تفتيش الأمم المتحدة، والتي كشفت للولايات المتحدة عن خبايا الشأن العراقي وعرت خفاياه العسكرية وعوراته الأمنية.


من حق المقاومة العراقية أن تحتفل ببوادر الانتصار الكبير, هذه المقاومة والتي انطلقت بما يشبه الأسطورة، وبشكل قياسي، وصمدت أمام أضخم آلة عسكرية في التاريخ، التي تعاملت معها ومع الشأن العراقي بوحشية شديدة وقسوة بالغة.


من واجب العالم بأسره, بغربه وشرقه توجيه الشكر والتقدير لتلك المقاومة التي استطاعت ببطولاتها البارعة وتضحياتها الجسام، أن تلجم التوحش الأمريكي الذي تعامل مع العالم وقوانينه الدولية باستخفاف واستهتار.


لقد كسرت تلك المقاومة عنجهية الرئيس بوش وزمرته المعبأة بالحقد على العرب والمسلمين، وأنهت غطرسة وصفاقة رامسفيلد، الذي كان يتعامل في مؤتمراته الصحفية، بفوقية واستعلاء.


حين وصل بوش للحكم في ولايته الأولى، معلنا قبل أحداث سبتمبر عن استئناف تجارب الصواريخ البالستية, اعترض وزراء دفاع أوروبا على الأمر، فما كان من راسفيلد إلا أن سخر منهم ومن القارة العجوز، التي ينتمون إليها.


وحين تحدثت تقارير إعلامية عن مصالحة وشيكة بين عراق ما قبل الاحتلال والكويت، هزأ رامسفيلد من الأمر مشبها الكويت بالفأرة في علاقتها مع جارها العراق، والذي مثله بالقط.


تصريحات ومواقف رامسفيلد التي خلت من اللباقة والذوق في مجملها، شكلت علامة بارزة في مسيرة الرجل ومجموعته من المحافظين، الذين أرادوا أن يجعلوا من القرن الحادي والعشرين -حسب دراسة لهم- قرنا أمريكيا, تكون لأمريكا فيه كلمة الفصل واليد الطولى, لها قواعد عسكرية في كل أنحاء العالم, تحاسب الدول والحكومات على نواياها وبحسب القراءة الأمريكية، وتشن الحروب الاستباقية، وتنشر ثقافة الصدمة والترويع.


انتصار المقاومة العراقية غير المباشر على إدارة جورج بوش وفي الأراضي الأمريكية, سيليه وبشكل تلقائي انتصار مباشر على الأراضي العراقية، بتحرير العراق من احتلال إجرامي، دمر البلاد ونهبها وفتك بالعباد وأذلهم.


أمريكا ما قبل غزو العرق ليست أمريكا الآن, فأمريكا التي كانت تنصب من نفسها قاضية على دول العالم في مسائل حقوق الإنسان وحريته، موجهة التوبيخ للمنتهكين بزعمها والإشادة بالملتزمين، لم تعد تقنع أحدا بعد ابوغريب والقائم وحديثة ومأساة عبير وغيرها الكثير، مما ستكشفه الأيام القادمة.


أمريكا انهزمت في الميدان الأخلاقي والقيمي, هذه الهزيمة هي مقدمة منطقية للهزيمة العسكرية الأمريكية.




09-11-2006

بقلم ياسر سعد

مجلة العصر











موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:40 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية