أقـول لأصحابـي ارفعونـي فإننـي
يقـر بعينـي أن سهيـل بـدا لـيـا
يا صاحبي رحلي دنا المـوت فانـزلا
برابـيـة إنــي مقـيـم ليـالـيـا
أقيما علـيّ اليـوم أو بعـض ليلـة
ولا تُعجلانـي قـد تبيـن مـا بـيـا
وقوما إذا مـا استـل روحـي فهيئـا
لي القبـر والأكفـان ثـم ابكيـا ليـا
وخطّا بأطـراف الأسنـة مضجعـي
ورُدّا علـى عينـيَّ فضـل ردائـيـا
ولا تحسدانـي بــارك الله فيكـمـا
من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا
خذانـي فجرانـي ببُـردي إليكـمـا
فقد كنت قبـل اليـوم صعبـا قياديـا
وقد كنت عّطافا إذا الخيـل أحجمـت
سريعا لدى الهيجا إلـى مـن دعانيـا
يقولـون لا تَبْعُـد وهـم يدفنونـنـي
وأيـن مكـان البـعـد إلا مكانـيـا
وبالرمل منـي نسـوة لـو شهدننـي
بكيـن وفدَّيـن الطبـيـب المـداويـا
فمنهـن أمـي وابنتـاهـا وخالـتـي
وباكيـة أخـرى تهـيـج البواكـيـا
وما كان عهد الرمـل منـي وأهلـه
ذميمـا ولا بالرمـل ودعـت قالـيـا