تتنافس الشركات و المؤسسات بجميع انواعها و تخصصاتها على خدمة أرامكو السعوديه و الفوز بصفقة معها. لكن مسشفى سعد التخصصي كسر هذه القاعده و ألغى التعاقد مع أرامكو من جانبه و أعتذر عن خدمة منسوبي شركة أرامكو السعوديه و طردهم شر طردة غير آسف عليهم .
التزمت أرامكو الصمت حيال ذلك على أمل بحل الموضوع مع سعد ، فلما فشلت بعثت بإخطار رسمي للموظفين زاد الطين بلة. الإشعار غير دقيق و يوهم المتلقي أن أرامكو قامت بإنهاء العقد مع مركز سعد التخصصي في حين أن العكس صحيح. كما أن الإشعار يبين أن أرامكو السعوديه تكرر ما فعله مستشفى سعد التخصصي مع موظفيها و أسرهم المسجلين ( قبل الطرده ) في مستشفى سعد التخصصي حيث رتبت لهم تحويل مؤقت إلى مركز الظهران الصحي العائد لدائرة الخدمات الصحية في أرامكو السعودي ينتهي في 31 يناير 2007. بعد إنتهاء المهلة ستقوم أرامكو السعوديه بطرد هؤلاء من مرافقها و ستحدد لهم عنوة مرفق صحي متعاقد معه لتلقي الرعايه الصحيه فيه !!؟؟
الجدير بالذكر أن الإدارة الصحية في أرامكو تقوم بمنح العلاج الطبي اللائق في مرافقها الحاصله على شهادة الجوده من قبل معهد JCIA العالمي لنسبة معينه من موظفيها ، و تجبر نسبه أخرى على تلقي العلاج في مرافق طبيه متعاقد معها و هي دون المستوى ، بينما دأبت على تشجيع نسبه أخرى ممن يتلقون الرعاية الطبية في مرافقها إلى تحويل ملفاتهم إلى هذه المرافق الصحية و أستغلّت قلة وعيهم و عدم إلمامهم بحقوقهم الطبية من أجل تقديم عناية صحية رخيصه و مع ذلك لم يستجيب الكثير نظرا لتدني مستوى العلاج و التعقيم في بعض هذه المرافق. لكن الموظفين رفضوا و لم يستجيبوا لهذا التشجيع و بعضهم قال انه قد يفكر بتحويل علاجهم من مرافق أرامكو الصحية في حال قامت الإدارة الصحية بالتعاقد مع مركز صحي ذو مستوى مقبول كمستشفى سعد التخصصي. بالفعل، قامت أرامكو السعوديه بالتعاقد مع مستشفى سعد التخصصي الحاصل على شهادة الجوده من معهد JCIA أيضا من أجل توفير الرعاية الصحية لبعض موظفيها، حول بعض الموظفين ملفاتهم و ملفات أسرهم من مركز الظهران الصحي إلى مستشفى سعد التخصصي .
مالا يعيه هؤلاء الموظفين بعد هو أن الإدارة الطبية خدعتهم و أن حرصها على التوفير المادي كان أكبر من الحرص على توفير العناية الطبيه اللائقه لهم و أن مستشفى سعد التخصصي عندما قبل بتوفير العناية الطبيه لموظفي أرامكو السعوديه قام بتوفير خدمة تتناسب مع الثمن الذي دفعته أرامكو. فمن ناحية تعاقدت أرامكو مع سعد على توفير الرعاية الأساسية دون التخصصيه و دفعت لقاء ذلك ثمنا قليلا ، و من ناحية أخرى وظّفت مستشفى سعد أطباء ذوي كفاءة أقل لخدمة موظفي أرامكو و عائلتهم ( أول إهانه من سعد ) بينما وفّرت طاقمها الطبي الكفؤ لعلاج المرضى الآخرين. من المفارقات أن يكون معظم أعضاء الطاقم الطبي الكفؤ في سعد، موظفين أو أطباء سابقين في مركز الظهران الصحي! و مع علم الإدارة الطبية بهذه الإهانة من سعد و هذا التفاوت في تقديم العلاج، مضت في إستغلال عدم دراية الموظفين و تعاقدت مع مستشفى سعد التخصصي على هذا الأساس و تركت الموظفين الذين حولوا ملفاتها للعلاج تحت وطء الصدمة إذ ذهبوا يطلبون مواعيد مع دكتور معين فرفضت مستشفى سعد قائلة لهم أنه مسموح لهم بعمل مواعيد مع أطباء من الدرجة الثانية فقط .
المفارقة الأخرى هي أن طاقم دائرة الخدمات الصحية في مركز الظهران الصحي يرفض أن يتلقى العلاج هو أو أفراد عائلته في المرافق المتعاقد معها، فيما يدشن الحملة بعد الأخرى مستغلا قلة الوعي الطبي لدى موظفي أرامكو السعوديه ليشجعهم على تلقي العلاج في مراكز تطردهم أو تمنحهم خدمة دون المستوى.
و المفارقه الأخطر تشكف أن الأمر متعلق بالمال فقط لا غير !!!!! فأرامكو السعودية تجري المفاوضات مع التأمينات الإجتماعية حتى تقوم بتعويضها عن تكاليف إصابات العمل ، و قد ماطلت التأمينات في ذلك ثم وافقت أن تعوّض أرامكو بمبلغ بسيط يعادل المبلغ الذي تدفعه التأمينات لأحد مرافق الرعاية الطبية التي تتعاقد معها أرامكو، فرضخت أرامكو للأمر لكنها لم ترضى و ستستمر في المحاولة للحصول على تعويضات مادية أكثر . أرأيتم ؟ ؟ حين يتعلق الأمر بصحة أو حياة شخص لا يهم الأدارة الطبية في أرامكو أن تنزل لهذا المستوى ( مستوى المرافق الطبقية المتعاقد معها ) ، لكن حين يتعلق الأمر بأموال و تعويضات لا ترضى أرامكو بأن تنزل لهذا المستوى !!؟؟
لقد وعد إبن البلد خالد البوعينين نائب رئيس أرامكو السعوديه حين كان مسؤولا عن الدائرة الصحية في أرامكو السعودية بإنجاح مشروع تحويل علاج الموظفين لتلقي العلاج في المرافق الصحية المتعاقد معها ، كما وعد بأن يضع خطة للرجوع في حال فشل المشروع (Executable Exit) ، لكن الفضل في فشل ذلك المشروع يعود إلى النائب الذي خلفه و هو سعودي بالتجنس اسمه منير الرفيع. لا يقتصر الأمر على كون منير الرفيع لا يملك نفس حرص خالد البوعينين على صحة موظفي أرامكو السعوديه و عائلاتهم بل هو يحرص على تنفيذ هذا المشروع مهما كان الثمن ، فهو يقوم بإقصاء وجهات النظر في هذا الموضوع و إغفال الحقائق و تزوير بعض منها من أجل المضي في مشروع التحويل. ولا أدل على ذلك من كون منير الرفيع لا يملك خطة طوارئ أو مخرج قابل للتنفيذ كما قال سلفه خالد البوعينين. و هاهي مستشفى سعد التخصصي تطرد موظفي أرامكو على مرأى من العالم و في سابقة أولى في تاريخ أرامكو السعوديه و الفضل يعود إلى الإدارة الحالية لدائرة الخدمات الصحية و مع ذلك لم يكن هناك من Executable Exit سوى هذا الذي أشارت إليه أرامكو السعوديه في خطابها الموجه إلى جميع موظفي أرامكو السعودية الذين يتلقون الرعاية الصحية في مستشفى سعد التخصصي (أقضبوا الباب بعد 13 يناير ) !!!!!!؟
ماذا لو خطت بقية المرافق الصحية المتعاقد معها خطى مستشفى سعد يا نائب الرئيس أو طلبت المزيد من المال لعلاج الموظفين ؟ ماذا ستفعل أرامكو ؟ هل ستدفع أكثر أم هل ستفتح الباب للموظفين و عائلاتهم كي يتلقوا العلاج في مرافقها ؟
ماهي الإستراتيجية التي أعدها نائب الرئيس ( منير الرفيع ) و الدكتور المسؤول عن التعاقد مع المرافق الطبية ( دكتور توفيق الدايل ) ليصونوا لموظفي أرامكو و عائلاتهم كرامتهم و يمنحوهم حقوقهم التي حصلوا عليها بموجب مكرمة ملكية من الملك سعود ؟
أليس هذا التلاعب يخص منحة ملكية ؟ كيف يجرؤ نائب الرئيس و ذلك الدكتور على التلاعب بهذه المنحة الملكية إذا؟
أين العدل و لماذا التفرقة في تقديم مستوى رعاية طبيه متفاوته لموظفين يعملون لنفس الشركة ؟ و لماذا لا يذهب منير الرفيع و الدكتور توفيق الدايل لتلقي العلاج في أحد المرافق الطبية المتعاقد معها إن كنت واثق من قدرتها على توفير الرعاية الطبية اللازمة كما تدّعون و تحاضرون ليل نهار ؟
لقد وضعت على المحك يا نائب الرئيس حين وجّهت الدعوة لمؤسسة JCIA لتعاين مستوى الرعاية الطبية التي توفرونها و تمنحكم شهادة الجودة. فبينما تعلق البراويز و الشهادات على جدران مباني دائرتكم الطبية و تفخر بحصولكم على شهادة الجودة في تقديم الرعاية الصحية اللائقة العالمية لنسبة معينه من موظفي الشركة و أسرهم ، لم تجرؤ على اصطحاب لجنة JCIA الى المرافق الصحية المتعاقد معها كي تعاين مستوى الرعاية المتدني الذي تقدمه للنسبة الأكبر من موظفيكم و أسرهم ؟
أليس هذا تلاعب يا أرامكو السعودية ؟
يقال أن إدارة أرامكو العليا ليست على إطلاع كافي بما يجري و أن إدارة الخدمات الصحية في أرامكو السعوديه تقوم بإخفاء الكثير عنها ولا تريها إلا ما يسرّها بينما تخفي وقائع كثيرا و أسرار قذرة لمصلحة أطراف معينه .
أحد المتضررين من الطرد من مستشفى سعد التخصصي قال لي أن نائب الرئيس القائم على دائرة الخدمات الصحية أساء إلى صورة أرامكو السعوديه كثير و أنه لا يستغرب أن تتدهور الأمور إلى أسوأ من ذلك في عهده. و قد أطلعني هذا الشخص على حالات إعاقة و وفيات و إخفاقات طبية كثيره تم التستر عليها بأمر من نائب الرئيس حتى ينجح مشروع تحويل علاج موظفي أرامكو السعودي و أسرهم في المرافق الصحية المتعاقد معها مهما كان الثمن و لو كان الثمن حياة ناس و إعاقات ناس .
ألا يستحق مثل هذا الأمر وقفة للتحقق من ملابساته ؟ أتمنى أن تعين لجنة تنظر في هذا الأمر يا خادم الحرمين الشريفين ، على الأقل لترى كيف تم التلاعب بالمكرمة الملكية التي منحها الملك سعود الله يرحمه لموظفي أرامكو السعودية ؟؟