سامي..
بوصلة التهديف عولمة الحضور!!
إبراهيم الدهيش
- وخسرت كرتنا الدولية باعتزال سامي الجابر واحداً من ألمع رموزها ونجومها قائداً ولاعباً فذاً ومعه فقدت كرتنا الخضراء جزءاً من جاذبيتها وجماليتها ورونقها بعدما قدم خلال مسيرته الكروية عطاءً لا يضاهيه عطاء.. وإلى جانب المستوى الفني الفطري فقد طرَّز تاريخه بمستوى أخلاقي رفيع وقدَّم نفسه بأساليب حضارية راقية.
- مسيرته الرياضية وعطاءاته الناجحة تبدو ترجمة عملية لذلك المثل العربي القائل: (نجاح عملك يتوقف على إيمانك به).
- ولأن سامي مؤمن بما يقوم به وما يقدمه كان النجاح دوماً حليفه.
- نعم لكل زمان دولة ورجال، لكن الرجال الحقيقيين هم من تظل بصماتهم على صفحات الزمن.
- هناك من لا يحضر أبداً.
- وهناك من يغيب دائماً.
- وهناك من يتساوى حضوره بغيابه!
- هؤلاء يرحلون دونما أسف أتوا من الهامش وإليه واكتفوا ب(الفرجة) على رصيف التاريخ!
- وهناك من يجبر التاريخ لأن يكتب عنه وفيه.
- وسامي الجابر من أولئك الذين لا بد وأن تكون لهم صفحات من هذا التاريخ باعتباره الشريك الأبرز في تواجدية كرتنا الخضراء كما هو المساهم الأكبر في إقامة خيمة الإنجازات الزرقاء.
- بزغ نجمه في زمن شهد (تخمة) من النجوم.
- فكان بينهم واسطة العقد.
- بدأ نجوميته محلياً وبالمسك ختمها عالمياً في حالة استثنائية لنجم استثنائي.
- صانع لعب وهداف.
- مجموعة لاعبين في لاعب.
- كثيراً ما صنع من الفرصة بطولة!
- ومن (اللا فرصة) هدفاً!
- له مع النرجسية وحب الذات ألف خصومة.
- وبلغة الأرقام غطى بحضوره فضاءات الجهات الأربع.
- لم يكن يعترف بجغرافية المكان.
- ولا بتاريخ هذا أو عنوان ذاك.
- لم يكن امتداداً لأحد - أي أحد -!!
- ولا (نيجاتيف) لأحد - أي أحد -!!
- هو الأصل والآخرون الصدى!
- يصنع الحدث ويترك للآخرين مهمة التعليق أو التعقيب.
- لا فرق!!
- سر نجاحه في تميزه عن الآخرين!
- وبزعمي أنه لن يختلف معي في هذا اثنان أو ثلاثة.
- بينه وبين جمهوره قصة عشق.
- تتوارى خلفها كل قصص العشق وأساطيره خجلاً!
- لم تتأثر عطاءاته يوماً بتلك الحملات الانتقائية الموغلة في الغيرة حدّ الحقد من (فرقة حسب الله) من صحافيي التسوُّل وكتبة (المعاريض) وممن أصيبوا بالصمم أو بثقب في الذاكرة!!
- انشغلوا به تشكيكاً وسباباً.
- وانشغل عنهم بالإنجاز وحصد الألقاب.
- من الذئب وثعلب الصحراء.
- إلى المعلم وسيد منطقة الجزاء.
- وبعقلية الكبار.
- يطلب الصفح والسماح!
- فيقفز السؤال باندهاش.
- مَنْ يسامح مَنْ؟!!
- وعلى أية حال نودّعك من باب أنه (ولا واحد) يستطيع أن يوقف عجلة الزمن وليس بمقدور (أي أحد) أن يستميح عقارب الساعة العذر.
- نودّعك وفي الحلق غصة بعدما تركت لنا خياراً واحداً بعدك!
- متابعة إنصاف المواهب وأشباه النجوم!!
العرض العادي
