خشيت أن أبكي ..
وخشيت أن ترين قطرات دموعي ..
لم أشأ أن تريني يوما هكذا ..
ضعيفة .. مدمرة .. محطمة .. تجمع بقايا قلبها المهشم ..
أكتب إليكِ والقلم يتفطر بين أناملي مرتجفا ..
أستدر ارتجافي دموعا مجهولة انتثرت كنقاط على الحروف ..
ليتكِ تعلمين وقع الخبر السيء على نفسي ..
ليتكِ تدركين رنة الألم التي عُزفت على أوتار قلبي بسيمفونية حزينة بل مؤلمة تقطع نياط القلب وتحيله إلا أشلاء .. لا زلت اجمع فيها .. وأبحث عن بقاياها في خلايا جسدي الميتة ..
فقد يكون له جنازة أو ذكر ..
أصبحت أتلوى ألما كطير ذبيح يصارع أشباح الموت وهو يصفق بجناحيه ..
وكأنه بذلك يحارب الفناء..
كل ليلة يا عزيزتي .. أفتح دفتري الأحمر وأقرأ خواطري وردوكِ عليها ..
كنت أتمنى في كل مرة أن أضحك من أعماقي على سخافة كلماتي ..
كنت أتمنى أن أرقص على جمر جروحي ..
كنت أتمنى لو يأتي يوما أهزأ فيه من مشاعري ..
وأسخر فيه من أحاسيسي ..
ولا أدير بالاً لعواطفي المتأججة تحت جذوة الانتظار ..
أحلامي المرصوصة على سطور دفاتري .. والتي كنت انظر إليها بإجلال ورفعة ..
اكتشفت بأنها لا تتجاوز مدّّ بصري ..
أتذكرين عندما احتضنتني البارحة يا غاليتي .. تمنيت أن أموت ولا أن أرفع رأسي من صدركِ ..
تمنيت أن أُقبّر ولا أن أبعد جسدي عن ذراعيكِ..
القريبة الحبيبة :
أنتِ الوحيدة التي تترجمين خواطري .. وتحللين مشاعري .. وتشخصّين عواطفي ..
أنتِ التي تعيدين ترتيب موازيني المتقلبة .. وتسيرينها وفق مبدأ صالح ..
أنتِ الوحيدة التي تعطين لدموعي وزنا يعادل الـ24 قيراطا من الذهب ..
أنتِ الوحيدة التي تقرأين أفكاري من عينيّ ..
أنتِ التي تدركين بواطن أموري من تقاسيم وجهي قبل أن أنبس ببنت شفه ..
أنتِ التي تعيدينني إلى ميدان المعركة للمواجهة لا للهروب ..
لأنني يا غاليتي اكتشفت بأنني كجندي جبان هرب من ساحة الحرب قبل الكّر والفرّ ..
لا يعود إلا حين توزيع حصص الغنائم ..
باختصار : أنتِ القريبة جدا إلى قلبي .. فلولاكِ لكنتُ ......
سرابا ..
خيالا ..
مجرد ذكرى إنسان !!