حينما أقبل علي وأنا غارق في بحر الهموم مستند على بعض الصخور على شاطئ البحر ........
كانت الدنيا حينها لا تتسع لهمومي المؤلمة ببحرها وشاطئها وشروق شمسها ولكن..........
وفجأة اقترب مني ذلك الشخص المسن يبدو أنه نيف الستين من عمره لم يكن قدومه إليا ذات أهمية
...........
بطبيعة الحال أعتقدت أنه رجل سائل يريد شيئا من المال وحينا اقترب دهشت وذهلت إذ جلس بجانبي لم أيعره ذلك الإهتمام ولكن بدأ ينتهت شيئا فشئا لقد أزعجني جلوسه بجانبي .......
أنظر إليه.......وهو يحدق بعينه تجاهي أخذتني رعشة رهيبة من هيبة وجهه وبدأ قائلا وفي ملأ وجهه إبتسامه لم أرى مثلها قط السلام عليكم يا ولدي .......قلت: وعليكم السلام يا والدي ......
ضحك قليلا فقلت بالفور : وعلام تضحك...وقال لاشي ولكنني يا بني تذكرت حينا كنت في مقتبل العمر مثلك تماما كنا نحن الشباب إذا ألمت بنا مصيبة ما نعطي المصيبة أكبر من حجمها ..نتظاهر بالحزن والجوى ....وفي الحقيقه لم تكن في صدورنا من الهموم ما تستأهل أن تعطيها حجمها
أليس كذلك ....قلت ..وهل أنت ملك مرسل إليا لكي تعلم ما بي من الهموم ..........
قال يا بني أنني متيقن تمام اليقين ليس بعمري الذي عشته بل في أكثر من ذلك يا بني هل وصل الأمر بك ولو في يوم من الأيام أن تتصور رجل مسن مثلي تركه أبنائه من سنوات من دون زيارة ولا سؤال ؟يا بني هل لك أن تتصور رجل مسن عاش في يوم من الأيام في عز ورخاء وغنى وفجأة يصبح فقير يسئل الناس ؟هل أن تتصور يا بني رجل مسن إبتلي بأمراض عديده لا يستطيع العلاج منها والخلاص منها؟ إحمد الله على صحتك وعلى شبابك فأين كان حزنك وألمك وضيقك فصدقني كل شخص في هذه الدنيا له من المصائب ما لا يذكر ولم أجلس بجوارك إلا أنني رأيت ذلك في وجهك
يا بني الدنيا مدرسة ولكن هل تعلم ما يبكيك منها حقيقة ......................................
حينما تستطيع إدارك حقيقتها بعد فوات الأوان بعد أن تذوق كأس السهام بعد أن تطوح في أعتى المصائب فهذا ما يبكيك حقيقه ..
يابني إن من يشتكي ويلات دهره وقسوة عمره وفجعة أمره يصعب عليه نسيانها
يابني إن من يعير هذه الدنيا ولو ثانية من عمره أي إهتمام سوى الذكر الطيب تزيد مصائبه
يابني إن من يهن على نفسه فهو في نظر الآخرين مهين.ومن رأى مصايب الغير هانت مصيبته
يا بني لاتحرم نفسك من شبابك فوالله لن تجده عائدا أبدا لا تحقر نفسك فيحقرك الغير ........
أخبرني بالله عليك أما تنظر إلى شروق هذه الشمس أليس جميلا فلماذا الحزن
ما ذهب قد ذهب ولا تفكر سوى في يومك فقط إليك عني وتذكر ما قاله الشاعر.......
دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلى خاليا البالي
ما بين طرفة عين وأنتباهتـها يغير الله من حالن إلى حال
حينما أرتحل عني وأنا غارق في بحر الحيرة والتعجب واللوم أنظر خلفي وإذ به قد تلاشا من الهواء العليل أأنا في حلم يا ترى ......نظرت إلى الشروق وكأن روحي الغائبه قد أشرقت مع
إشراقة الشمس أرى روحي اليائسة قد تلاشت وأبتعدت مع جزر الأمواج الهائجه .........
أرى راحة كفي وأرى دمعة ساقطه وكأنني أتمل دمعتي في كفي تقول............................
بالله عليك أما آن الآوان أن نفترق ......................هذه الطيور إنها بإنتظارك وبإنتظار أشجانك
.........طائر الأشجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـان..................................
العرض العادي
