في يوم الخميس .. عند الساعة الثانية ليلاً .. جلست على جهازي لأشاهد بعض محتوياته ..
فوقعت عيناي على ( فديو كليب فرشي التراب ).. فتحته ..
وعندما بدأ الأشخاص الذين عند سيارة الجنازة بحمل الرجل الميت ..
كدت أن أغلق المشهد .. لكن فجأة قلت في نفسي .. إنتظر ,
من غير شعور يا شباب جلست أتخيل طوال مشهد الفديو أني هذا هو الشخص الميت ..
تخيلت أن هذا الميت هو أنا .. وأنا عائلتي يحملوني لبيتي الثاني .. مع أنه كان بودي إغلاق المقطع
.. إلا أن هناك دافع لعدم إغلاقه ..
إما لقوة المشهد .. أو لشيء داخلي لا أعرفه ..
جلست أشاهد نفسي كيف ينزلوني أصحابي إلى مثواي .. وجلست أتخيل أخي كيف يستقبل المعزيين في المقبرة ..
جلست أتخيل كيف يثري أخي التراب فوقي .. وجلست أشاهده وهو يرش قبري بالماء ليجف ..
ثم بدأت سجل الذكريات .. كما هو في المشهد ..
كيف كنا حينما نذهب إلى مدينة الألعاب مع إخوتي الصغار .. وكيف هو حالي حينما كنا هناك ..
كنت أشجع هذا .. وكنت أضحك مع هذا .. ثم نجلس أنا وأصدقائي لعشاء خفيف ..
وكنت أصطحب أخي الصغير معي ..
وفجأة أغيب عن الحياة ,.. وأشاهد أخي الصغير في نفس مدينة الملاهي صامتاً هو وأصحابي .. يشاهدون بعضهم ..
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .. ما أعظمه من موقف ..
ثم يأتي المنشد ويقول : والرب أدعو مخلصاً أنت رجائي ..
وشاهدو قوة المقطع .. حينما يأتي شخص رافعاً يديه بالدعاء ..
فلم تتحمل عيناي هذا المشهد .. لتذرف دمعة حاولت مسحها من غير انتظار ..
ثم مشهد لمكان القبور .. وكأني أشاهد أخي يزورني في قبري ..
ويقف فوقي .. بكل حزن ,, وأنا يكاد يطير عقلي من هول الموقف اللذي أراه ..
وجلست أقول في نفسي .. كيف هو حالي في تلك اللحظة ؟؟
هل أنا في نعيم ؟؟ أم هل أنا في .....
أعجز عن نطقها والله ..
اللهم إني أستجيرك من النار .. اللهم إني أستجيرك من النار .. اللهم إني أستجيرك من النار ..
دائماً أقراء عن الموت .. دائماً أسمع عنه .. لكني والله لم أتأثر مثل هذا التأثر ..
أحياناً ينغزني قلبي بشكل قوي .. وأقول في نفسي
شكلها نهايتي .. فأقول بسرعة .. أشهد ألا إله إلا الله ..
لأني لم أعرف طعم الموت .. هل هو نغزة قلب .. أم هل هو وقوع ثم ألم .. أم هل هو موت مباشر من غير هذا كله ؟؟
بدأت أتذكر والداي .. كيف سيكون حالهما بعد مماتي ..
أمي اللتي أوصلها لأي مكان تريد .. أم والدي الذي ألبي جميع احتياجاته ..
أم أختي الصغيرة اللتي تطلب مني ( فسحتها ) عندما أوصلها لباب المدرسة ..
تركت الجهاز مدة .. وأنا أجلس أمامه .. واضعاً يدي على خدي ..
أفكر في كل شيء مرتبط بي في حياتي ..
وكيف سيكون بعد مماتي ..
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .. تسبقها دمعة .. ولا كلام بعدها ..
اللهم إني أسألك حسن الخاتمة .. وأسألك أن تميتني وأنت راض عني ..
وأسألك بوجهك الكريم الجنة والنجاة من النار .. وجميع المسلمين ..
اللهم فاهدي شباب المنتدى .. وأهدهم إلى أحسن الأخلاق .. لا يهدي لأحسنها إلا أنت .
.
واجمعنا بهم في مقر رحمتك .. واغفر لي ذنوبي وذنوبهم ..
اللهم فاستر علينا .. في دنيانا وآخرتنا .. اللهم فإنا أذنبنا ذنوباً كثيرة ..
فتجاوز عنا يارحمن الدنيا ورحيم الآخيرة ..
اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك ..
اللهم فتجاوز عن سيئاتنا .. واعفو عن زلاتنا .. وما أنت أعلم به منا ..
آمين .. آمين .. آمين ..
إخواني : قولوا سبحان الله وبحمد مئة مرة .. فإنها تغفر ذنوبك .. وإن كانت مثل زبد البحر ..
لن تأخذ منك سوى دقيقة ونصف .. وانظر إلى عظمها ..
هذا الذي تذكرته بعد تلك الكلمات ..
ما أكرمك ياالله ,, تغفر الذنوب بأيسر الأمور ..
أنتهت تلك الكلمات عند الساعة الثانية ليلاً وأربع وأربعون دقيقة ..
في يوم الخميس الموافق 29/1/1426هـ
ربما أكون تأخرت .. لكن كنت متردداً في طرح الموضوع ..
ألم يأن للذين آمنوا أنتخشع قلوبهم لذكر الله ؟؟
منقووووووووول
العرض العادي
