ما أحـلى الرجــوع إليــه
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
تخطئ .. تزل .. تتعثر .. تهفو ..
وتواصل الخطأ ، والزلل ، والتعثر ..
وتسوّف _ مع ذلك في التوبة _ وتقول : غداً أو بعده ..!
وتظل في دائرة التسويف ، وزللك متواصل الوقع .. وعثرتك مستمرة !!
فيكون ذلك بداية النهاية ،
كالحجر إذا دُحرج من علّ ،
إذا لم يوقفه شيء في القمة ، فإن انحداره سيكون سريعاً كلما أوغل في الهبوط ..
كم أنت رائع إذا وجدت نفسك تقاوم هواك ..
تجاهد نفسك ، من أجل ربك جل جلاله ،
من أجل مولاك وسيدك وخالقك والمنعم عليك ..
فتبادر إلى التوبة كلما وقعت في ذنب ومعصية .. لا تيأس ، ولا تمل ، ولا تكل ..
هذا الطريق وحده هو الذي يوصلك إلى صقل قلبك ، وتقنيته من الشوائب شيئا فشيئا
لا تكن ممن قيل فيهم :
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي ** درج الجنان لدى النعيمِ الخالدِ
ونسـيتَ أن اللهَ أخــرجَ آدم **** منها إلى الدنيـا بذنـبٍ واحــدِ
بل تذكر ما جاء في نصوص الوحي ،
وهي تحثك على المبادرة إلى الله
كلما تعثرت ، ووقعت ، وهفوت وسقطت ،
وتفتح لك الأبواب على مصراعيها
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" كل ابن آدم خطّـأ ، وخير الخطائين التوابون ."
فكن من الصنف الراقي العالي المتميز :
خير الخطائين
لاحظ : لم يطالبك رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن لا تخطئ
بل طالبك أنك إذا أخطأت ، فبادر إلى التوبة سريعاً ولا تسوف ..
فإذا فعلت ذلك ، فأنت من ( خير التوابين ) فما أروعك إذن ..!
إذا فعلت ذلك ، فقد دللت على أن قلبك
لا تزال تتشعشع فيه أنوار السماء ولو في خفوت .
وعليك أن تستثمر هذا القبس من الضياء فيه ..
فما الذي يحول بينك وبين هذه الخيرية ؟
هذه ساعات العمر تطوى ..
وفي كل يوم نشيع أمواتا إلى قبورهم ..
دقات قلب المرء قائلة له *** إن الحياةَ دقائقٌ وثواني
والسعيد من انتهزها فرصة ليغسل قلبه بالنور من كل ما كان منه ..
ويقبل على الله بهمة أكبر ، وعزيمة أعظم ..
يقول لنفسه : إنها الجنة ورب الكعبة ..!!
وأنها تريد عباداً متميزين .. فلأكن منهم ..
أيضا عليك أن تتذكر.. قول ربك تبارك في علاه :
( إن الله يحب التوابين ، ويحب المتطهرين ) ..
فهنيئاً لك هذه المحبوبية إذا قررت أن تصطلح مع ربك جل جلاله ،
هنيئاً لك حين يبدل الله سيئاتك حسنات ..
اصدق الله يصدقك ..
ولا تسلم مركبك للإعصار يجرفه إلى وادٍ سحيق .. !
ربك سبحانه ينتظر قدومك إليه ـ ليفرح بعودتك إليه ، اشد من فرحة الإنسان بغائبه..
فهرول إن كنت مشتاقا إلى الجنة ، ورضوان من الله أكبر ..
هرول إليه .. فما أحلى الرجوع إليه ..!