في وقت ٍ سابق - ولم يكن ببعيد - كان بإمكانك القضاء على مستقبل أسرة سعودية صغيرة، وتشتيت شملها، وذلك بكتابة رسالة صغيرة لجهة أمنية، تبيّن فيها أن رب هذه الأسرة من مواليد (البلد الفلاني) أو أنه لا يزال يحمل بعض إثباتات (هذا البلد) أو (ذاك)!
وهذه الرسالة (الشريرة) دائما تأتي موقعة باسم: فاعل (خير)!!
في الشمال تطال هذه الرسالة من لهم علاقات أو صلة قربى بالعراق وسوريا. وفي الجنوب كذلك تمس من تعود أصولهم إلى اليمن، وفي المنطقة الغربية هي تهدد من تعود جذورهم إلى البلاد الآسيوية والإفريقية!
والحمد لله كثيرا ً أن الحكومة السعودية تجاوزت هذا الوضع المخيف، ولم تعد تلك الرسالة تخيف أحدا.. بل إن الحكومة السعودية تجاوزت هذا الأمر وبمراحل عندما قررت منح الجنسية السعودية لكل المقيمين على أرضها منذ سنوات طويلة.. وصار يكتب - دون أي حرج - في بطاقة الأحوال أن هذا (المواطن السعودي) مولود في العراق أو سوريا أو اليمن أو طشقند!
انتهى الأمر، إنه سعودي الجنسية، ولا يهمني بعد هذا مكان ولادته أو لونه، أو مذهبه، أو عرقه العربي أو الآسيوي أو الإفريقي.
إنه سعودي ومسلم وكفى!
له من الحقوق مثل ما لنا، وعليه من الواجبات مثل ما علينا.
ولكن - وما أكثر المزعجات بعد لكن! - لماذا نعامل هذا المواطن على أنه مواطن درجة ثانية؟!.. لماذا تكون بعض الوظائف مفتوحة للسعودي (أصلاً ومنشأ) وتُقفل أبوابها بوجه سعودي (بالتجنس)!.. ولم عند كل قضية رأي عام، وعند كل اختلاف مع أحد، ننبش وراءه هل هو (أصل ومنشأ) أم (بالتجنس)؟!!
السؤال الأهم: لماذا لا تزال كل أوراقنا الرسمية - وغير الرسمية - تحتفظ بهذا التقسيم:
(أصل ومنشأ)...
(بالتجنس)...
ألا يكفي(سعودي) وبس؟
محمد الطيار - جريدة الوطن
منقووووووووووول