وتعودينَ لا كما أنتِ يا أحلى رحيلٍ ، ويا أرقَّ جفاءِ
تحضنينَ الشّتاتَ من رحلتي الأولى إلى آخرِ الخُطى في دمائي
وتضمّينَ ما تبقّى من العمرِ بأسرارِ عمركِ الوضّاءِ
عدتِ تمحينَ وحشةَ الأمسِ بالقادمِ من نجمكِ البهيِّ الغنائي
كنتُ فيما مضى كتاباً مِن الغربانِ لم يحتفلْ بغير الشّقاءِ
أتعبتني الأقلامُ ، وهي تعبّي صفحاتي بما يعيقُ رجائي
فأزيلي كلَّ الكتاباتِ من رسمي فما عادَ يستطيعُ فضائي
هذه صفحتي فخطِّي كما شئتِ بياضاً يحنو على القرّاءِ
فبياضي أنتِ الذي يغسلُ اليومَ ظلامي ، ويستعيدُ نقائي
فمتى تهجرينَ كي يرجعَ الشّوقُ صغيرًا ؛ فأستلذُّ بقائي