السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أرجو ممن يقرأ هذا الموضوع أن يقرأه بهدوء وبتفكير عميق لتحصل الثمرة ..
فابدأ معي .. خطوة .. خطوة ..
* أعتقد أن لديك أنت قناعة .. بأنه يجب علينا جميعا أن نكون مطيعين لله في كل أمورنا ( نفعل الطاعات ونترك المحرمات ) حسنا .
* لماذا بعض الناس لا يلتزموا ولا يستقيموا على طاعة الله ؟ !
أظن الذي يمنعهم أحد أمرين :
المانع الأول واحد غارق في الذنوب والمعاصي وفي الغفلة .. وأظنك أنت لست منهم بدليل استمرارك في قراءة هذا الموضوع .. فالغافل لا يريد حتى ولو رائحة شيء يذكره بالرجوع إلى الله .
المانع الثاني ضغط الواقع .. وهو مجال حديثنا هنا .. ومن ذلك نظرة بعض الناس لك سواء كانوا من الأهل وأو الأصدقاء أو غيرهم .. ولمزهم واستهزائهم أو استغرابهم . عندما يرون إقبالك على الله .
دعنا نتصور هذا المانع الثاني وندخل عالمه .. فهو حديثنا ..
فهذا واحد يتهاون في الصلاة مجاراة لأصدقاءه حتى لايحرج بتمسكه بها .. وآخر يستمع للغناء حتى لا يشذ بانكاره لها .. وآخر يخوض مستنقع المعاكسات حتى لا يتهم في رجولته .. وآخر لا يعفي لحيته لمثل هذه الأسباب . وأخرى تتساهل في الحجاب الشرعي وتتكشف حتى لا تلمز بالرجعية .
واسباب كثيرة قد تعرفها اكثر مني .
عفوا أحبابي .. أنا لدي يقين لاشك فيه أن غالب هؤلاء .. أقول غالبهم وليس كلهم هم في حقيقة أنفسهم يعلمون أن الواجب عليهم هو طاعة الله والابتعاد عن المعاصي .. بل وبعضهم يتمنى ان يكون من الصالحين الخاضعين لله .
ولكن عقبات .. وعقبات .. تقف أمامهم .. وموضوعنا هنا .. هو محاولة لضرب تلك العقبات في أم دماغها لتسقط وتتهاوى الواحدة بعد الأخرى فالعقبات الزائفة لا تصمد أمام الحقائق .. فأنت بعون الله أقوى من كل عقبة تقف في طريق سعادتك الحقيقية .
فخذها بقوة .. ولن تأبه بعد ذلك بالعواصف والأعاصير بل وسينقلب الأمر وستجدها بردا وسلاما ..
فانطلق معي ..
ولنبدأ بهاتين القاعدتين وأظنك تتفق معي فيهما :
1/ ( انا لن أضيع مستقبلي لأجل الناس )
2/ ( العقلاء الناصحون لا يقفون في وجه الخير ابدا )
أرجو أن تكون القاعدتين من قناعاتك الشخصية وسنحتاجهما بعد قليل.
هذه بعض المواقف نحاول من خلالها تطبيق القاعدتين أعلاه لنفهمها أكثر .
** وأنت جالس بين أصحابك تخيل أنكم جميعا تعلمون أن وفاتك أنت / حفظك الله / ستكون بعد 5 ساعات " طبعا العلم عند الله " لكن انظر كيف سيتغير التفكير .. 180 درجة .
فما الذي سيحدث ؟ ! أظنك ستستغل هذه الساعات الخمس أفضل استغلال في طاعة الله .. ستنهض من بين أصحابك وأهلك وستتوضأ وتتجه إلى الصلاة والذكر والدعاء والخشوع وسيلهج لسانك بذكر الله وتسبيحه . ولن تلتفت إلى استهزاء أو تثبيط ..
أتدري ماالسبب في قوتك وشجاعتك .. هو بعد توفيق الله .. استحضارك لما يلي :
1/ ماذا سيفيدني هؤلاء إذا حشرجت الروح لتخرج بعد قليل ؟ ! فماذا سينفعني هؤلاء وأنا في قبري !! فمستقبلي الحقيقي أهم لدي من هؤلاء .. فالأمر لا يحتمل المغامرة . وليتكلموا بما شاءوا . فمن حقي ان أعبد الله .
كذلك أنت تستحضر :
2/ أن العاقل الناصح لا يستنكر فعلي هذا فأنا أستغل الوقت في محله .. فلن يهمني ولن يصدني كلمة لمز أو استهزاء أو استغراب من ناقص عقل ينسي مصيري فالساعات الخمس تمضي . فهل سأرضخ لضعاف العقول !!
تذكر اخي أن ( كل نفس ذائقة الموت ) . فالموت آت لا محالة .
إذا عزيزي سر إلى طريق الله وحافظ على طاعة ربك وابتعد عن سخطه .. تنل سعادة الدنيا والاخرة ..
قال تعالى : ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا )
ويقول تعالى : ( من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) .
فاثبت على طاعة الله فأنت على حق .
فاثبت على طاعة الله فأنت على حق .
والشكر كل الشكر لأخي المقدام على
تزويدنا بهذه النسخه ..........