المختصر/الراية / قال المحللون أن الدول العربية تتوقع الأسوأ مع تزايد التهديد بحرب ضد العراق، تخشى آثارا متعاظمة لها على مجمل المنطقة.ومنذ بدء الاتهامات الأميركية للعراق وخلافا للموقف الذي تبنته خلال حرب الخليج (1991)، أبدت الدول العربية معارضتها التامة للنزاع وأعلنت أنها لن ترسل قوات لتقاتل إلى جانب الولايات المتحدة.ويؤكد الرئيس المصري حسني مبارك أحد اقرب حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، أن حربا ستؤدي إلى "حالة من الفوضى إقليميا". وهو قلق أعرب عنه الأردن أيضا الذي يقيم علاقات اقتصادية مهمة مع العراق.واكدت مساعدة وزير الخارجية المصري فايزة ابو النجا ان الحرب ستكلف مصر ما بين ستة وثمانية مليارات دولار.والى جانب العواقب الاقتصادية، يؤكد المحللون أن مخاطر زعزعة استقرار المجموعات الدينية أو الاتنية في دول المنطقة، كبيرة في حال نشوب حرب في العراق. كما تبدي الأنظمة العربية قلقا من النوايا الحقيقية للولايات المتحدة وتتساءل خصوصا: من ستستهدف بعد العراق؟.واكد الصحافي أنيس منصور ان واشنطن تستهدف المنطقة برمتها، مستندا إلى تحليل تناقلته الصحف العربية.وتزعم إسرائيل من جانبها أن أسلحة الدمار الشامل العراقية مخبأة في سوريا "لتصبح هذه الدولة الضحية المقبلة بعد العراق" حسبما كتبت صحيفة "الأهرام".واضاف المصدر "ثم يأتي دور إيران التي تدعم سوريا التي تدعم بدورها حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية حماس، التي تدافع عن الفلسطينيين الذين يهاجمون (أبرياء) في إسرائيل".ويرى المحلل اللبناني الأصل انطوان بصبوص الذي يتولى في باريس رئاسة مرصد الدول العربية، ان السعودية في طليعة الدول المستهدفة على القائمة الأميركية. وصرح لوكالة فرانس برس "علينا أن نذكر أن اعتداءات 11 سبتمبر 2001 تشكل الحدث الأساسي للقرن".واضاف ان "الاميركيين يبحثون عن بن لادن في أفغانستان بدون العثور عليه ويفكرون في مصدر الشر ويكتشفون ان الوهابيين السعوديين هم وراء كل ذلك"، مذكرا بان 15 من ال19 في اعتداءات سبتمبر كانوا سعوديين.واضاف ان "الدولة التي كانت حليفة لهم طوال 60 عاما في المنطقة طعنتهم في الظهر. انهم (الأميركيون) يطلبون من السعودية بضرب الوهابيين وهذا ما لا تقوم به المملكة لان ذلك قد يؤدي إلى حرب أهلية، فتقرر الولايات المتحدة بالتالي تنشيط ثاني احتياطي نفطي في العالم (العراق) واستبداله بالأول" أي السعودية.واشار الى ان هذه الدولة مهددة عاجلا ام آجلا من قبل الولايات المتحدة.وافاد دبلوماسيون ان القلق الذي تثيره المشاريع الأميركية استبد بالأنظمة الحليفة لواشنطن او الصديقة لها.وردا على سؤال حول أسباب رفض القادة العرب ممارسة أي ضغوط لارغام صدام حسين على قبول المنفى، قال الدبلوماسي العربي انه "خيار غير وارد وسيشكل ذلك سابقة مؤسفة".واكد بصبوص ان "الأميركيين يرون ان العالم العربي متخلف ويخضع لإرهاب الإسلاميين الفكري".وطالب لبنان بعقد اجتماع وزاري عربي في النصف الأول من فبراير لبحث موضوع الأزمة العراقية قد يفضي إلى قمة استثنائية، على أن تعقد القمة العربية المقبلة في البحرين في مارس كما هو مقرر.إلا أن المراقبين لا يتوقعون الكثير من اجتماعات مؤسسة تواجه أزمة وتريد ليبيا الانسحاب منها.وقال المحلل المصري وحيد عبد المجيد ان "الأنظمة العربية لم تحرك ساكنا منذ بدء طرح احتمال وقوع حرب قبل ستة اشهر".وصرح لوكالة فرانس برس "انهم يتصرفون كطاعنين في السن يفضلون ما يعرفون على ما لا يعرفون".
العرض العادي
