كم أنت غريب أيها الإنسان .. تريد الوصول للحقيقة ؟
وتظل تحاول .. وتحاول .. بصدق ومكر .. بفكر وخبث .. باختصار بدهاء غبي .. ثم لا تصل إليها .. بهذه
الوسائل .. وفجأة .. وبدون توقع .. وفي موقف طبيعي .. تظهر الحقيقة مجردة .. واضحة مثل الشمس ..
فتصل لها .. لتصدم بها ..
أنا الإنسان وصلت للحقيقة .. قاتلت وحاربت .. ناقشت وجادلت .. بعنف ونعومة .. برقة خشنة ..
واكتشفتها .. نعم اكتشفتها .. رغم علمي بها مسبقاً .. اكتشفتها .. صدفة .. وبدون تخطيط ..
وأتساءل .. لماذا نحاول الوصول لحقيقة نعرفها ..؟
هل هو لأنها لا تعجبنا .. أم لنتأكد منها ..؟
ألست غريباً .. أنت أيها الإنسان .. تحاول الوصول لحقيقة تعرفها .. ثم ماذا..؟؟
صفعة حارة .. تجمد أطرافك .. انظر كيف تكون حرارة الشيء .. باردة .. حقيقة .. كطعم العلقم .. مرة
كالحنظل .. موجعة لدرجة التخدير ..
هل تحول مساؤك .. غائما لدرجة السواد .. أم صار صباحك باردا مثل الثلج .. لأن الحقيقة تزلزل الواقع ..
وتزمجر مضطربة .. فتجعلني أئن من أثرها .. وأصرخ في داخلي .. ماذا فعلت بنفسي .. رباه .. ماذا فعلت
بنفسي .. قسيت على نفسي .. بحقيقة أعرفها .. تجاهلتها .. وتغاضيت عنها .. مكتفية بما أحصل عليها من
فتات المشاعر .. وقطرات الأحاسيس .. لم أكن راغبة في أن أحصل على المزيد .. شاكرة ربي .. لنعمة
الإحساس والقدرة على حمل المشاعر ..
ثم اكتشفت .. أن الغرور 000 يعمي البصيرة .. عن أشعة الشمس .. كأنني
أحاول النظر إلى الشمس بعين مجردة .. لا يحجبها عدسة تحميها .. نعم مغرورة .. كنت اعتقد أن مشاعري
وأحاسيس تكفيني .. ولست بحاجة لأكثر من ذلك .. واليوم .. بكل سهولة وبساطة .. شرفتني الحقيقة
بدون دعوة مني لها ..
عرفت .. وياليتني لم أعرف .. أن مشاعر الشوق لي .. معدومة .. لأني لا أغيب .. وأن مشاعر التقدير
والاحترام .. موجودة .. بالرغم من غياب الود .. وأن مشاعر الشوق والود .. لغيري .. موجودة .. في الحضور
والغياب .. وأنا مجرد .. شخص .. عادي في حياة من أحب ..هذه هي الحقيقة .. التي أعرفها طول الوقت ..
وأنكرتها باستمرار .. لأن مشاعري العميقة والصادقة .. حجبت عني الرؤية ..
أنا الإنسان .. الغريب ..
أ
نا البعيد .. القريب ..
وأنت القريب .. الحبيب ..
مطلبي .. جد صعيب ..
غروري .. العجيب ..
عمى عيني .. وخلاني صويب
خااااالد والحب الخااااالد