لم يبقَ في ذاكرتي من عشرات الأغنياتِ والقصائد التي غبتُ معها ذاتَ انتشاء، إلا مصطلحًا لطالما تساءلتُ عن إمكانية وجوده عمليًا بين رجل وامرأة. وهل هناك فرصة حقيقية لولادة (حبٍ عذري) مكتمل الأطراف؟!!
ولستُ أدري منذ متى وأنا أبحثُ بين متون الكتب عن ليلى وقيسها، وهل كانت أشعار قيس –وحدها- عذرية؟ أم أن الأمر لم يخلُ من قبلة مــُــسكِرة، أو عناقٍ ملتهب!
لا أظنه يتعدى كونه مصطلحًا أفلاطونيًا, أما عن بني عذرة وما شابه ذلك فليس تبتلهم يعنيني في شيء!
هناك أرض واهية زرع فيها مفهوم (الحب العذري) فاعتنقه كثيرٌ من الشعراء..
ما أكذبهم!
ألسنا وإياهم بشرًا؟
وكيف لا تطرأ لحظة شيطانية.. أو سافرة – على الأقل-؟ ونحن الذين عرفنا
"ولا تخضعن بالقول"..
أيتخيل أحدكم أنثى تخاطب محبَّها بغير الخضوع؟!!!
ناهيك عن تجمل وبراءة وخفة روح ورقة مصطنعة أو.. غير مقصودة!
(ياللنساء)!
أما عن التشدق بحبٍ بلا اشتهاء فذاك ضربٌ من الخيال.
هي حاجة أثبتها الشرع والعلم والعرف.. ولا سبيل لإنكارها.
وأما عن علاقة استمرت لسنين دون تلميح أو تجاوز.. فلستُ أنكرها..
قد تكون.. وقد تدوم..
لكن.. يبقى ما يدور في النفسِ قائمًا.
أحيانًا يتمادى أحد الطرفين فيفصح عن رغبته في استمرار العلاقة دون تشويهها بجنس قد – يخالط- لذتها اعترافًا منه بمبدأ
( المساس يخدش الجمال)
لكن هذا لا يلغي أبدَا ارتعاشاتِ العقل والجسد.. ولو خفيةّ.
قرأتُ مرةً عن زوجٍ أحب امرأته لسنوات قبل ارتباطه بها.. وحين صارت بين يديه للمرة الأولى، كانت (أختنا في الله) تتوق لاختبار القبلة التي أحـْـيــَــت سنووايت وأَســْـكــَــرَت جولييت!
فإذا بالعاشق المتيم يتخذ ركنًا قصيًا.. يقرؤها شعرًا، ويشعلها شمعات، ثم يقنعها بحكاية الحب العذري الذي لن (يدنسه) زواج!
وقد كان من قبيل الصدفة أن أعود بعد شهور لزاوية للدكتورة/ فوزية سلامة فضحت فيه سر تبتل الزوج وقتها! والذي ما فسرته إلا بعجزه الجنسي الذي اعترفت به الزوجة الخجلى!
عندها.. عادت المجلات الملونة بكل تفاهاتها تؤيدُ تمردي على تاريخٍ شعري، وآثار خلدتها مجلداتُ النسيب!!