الصحوة الاسلامية
الصيرورة التاريخية للحضارة الاسلامية عانت من ضمور خطير في الفقه السياسي والاداري والتنظيمي ،وعدم توازن
مزمن بين فقه المبدأ وفقه المنهج
والإسلاميون أينما كانوا في مسيس الحاجة إلى الثقافة المنهجية المعينة على كسب المعركة وإقامة مجتمع العدل والإنصاف , والمقصود بالثقافة المنهجية هنا هو العلوم التنظيمية والاستراتيجية والسياسية , فلا بد من دفع ثمن النصر , ونحن الذين نقرر نوع الثمن الذي سندفعه .. إما مزيد من التخطيط والتنظيم تمهيدًا لبناء قوة نوعية قادرة على الأخذ بقوة .. وإما مزيد من إراقة الدماء الزكية , وهدر الطاقات الفتية , وإضاعة الأوقات الثمينة , لقد بينت المقولة العسكرية القديمة ـ «ابذل عرقك في التدريب تحفظ دمك في المعركة» ـ هذه المعادلة , فإلى متى سنظل نبذل الدم بسخاء ونبخل ببذل الجهد المنهجي اللازم للنجاح
(3)فشل الحركات الاسلامية
منذ ولادة هذا القرن ، وتحديدا منذ سقوط الخلافة العثمانية ونحن نشهد ولادة الحركات الاسلامية الواحدة تلو الاخرى
التي تدعو إلى إعادة تحكيم شرع الله في الأرض، أو إعادة حكم الحياة طبقاً للشريعة الإسلامية.
بعد هذا الزمن الطويل الذي انقضى حققت بعض هذه الحركات، أوجلها الكثير من التغيير، سواء على الصعيد المفاهيمي، أو على صعيد بعض التغيرات الاجتماعية، إلا أنها أخفقت إخفاقاً كبيراً في تحقيق هدفها الأكبر-هدفها
الاول _ الا وهو اعادة ما قامت اساسا لانشائه ، الا وهو الخلافة الاسلامية والدولة الاسلامية