*·~-.¸¸,.-~*بسم الله الرحمن الرحيم*·~-.¸¸,.-~*
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد .. ،، :
ويحك يا نفس أنت اليوم مهملة .. و الله لك منظر .. و عن قليل تنقطع المدة .. و تزول النظرة . و لو قد تغشّاك الموت و سياقه فلقد حضرك العدم ، فأعطيت النية الصحيحة حيث لا يقبل . و يحك .. أتدرين عما ينكشف الغطــاء ؟!
أما تخافين لو بلغت منك النفس التراقي أن تبدو رسل الله منحدرة من السماء بسواد الألوان .. و كلح الوجوه .. و بشرى العذاب .. فهل ينفعك حينئذ الندم .. أو يقبل منك الحزن .. أو يرحم منك البكاء ؟
و يحك .. بادري حلول الأجل بالتوبة .. و اغتنمي عيش كل ساعة .. فإنك في السير مجدة .. و في كل وقت من لقاء الله تقربين .
ويحك .. تكلفي الحزن و اطلبيه .. لعلك من الحزن الأكبر تنجين .
ويحك .. كدري الفكر فيما سلك منك من الذنوب .. و عودي البكاء عينا بالدموع قبل سيرها في نار جهنم .
ويحك .. استعيني بأرحم الراحمين .. و اشتكي أكرم الأكرمين .. و أديمي الإغاثة ، و لا تملي طول الشكايه ، لعله أن يرحم ضعفك و يغيثك .. فإن مصيبتك قد عظمت .. و بليتك قد تفاقمت .. و ناديك قد طال . قد انقطعت منك الحيل ، وانزاحت إليك العلل ، فلا مهرب و لا مطلب و لا استغاثة و لا منحا و لا منجا إلا إلى مولاك .
فاضرعي إليه .. و اخشعي في تضرعك على قدر عظيم جرمك .. و كثرة ذنوبك ؛ لأنه يرحم المتضرع الذليل ، و يغيث الطالب المتلهف ، و يجيب دعوة المضطر ، فقد – و الله – أصبحت إليه مضطرة ، و إلى رحمته محتاجه ، فألحي بالطلب للفرج ، و اشتكي لعظم المصيبة ، فإن المطلوب إليه كريم ، و المسؤول إليه جواد ، و المستغاث به رءوف .
فأديمي الإستغاثة فإنه يغيثك ، و إن من إغاثته لك أن من عليك بالإستغاثة ، فإن أدمت أتم ما من به عليك ، و أجاب الدعوة ، و عجل الإغاثة ، فقد – و الله – ضاقت بك السبل ، و انسدت الطرق ، و انقطع منك الحبل ، و لم تنفع فيم العظات ، و لم يكسرك التوبيخ . فليرك مولاك مقام المضطرين الحيارى الملهوفين ، لأنه إن آخذك بعظيم جرمك لم يغثك ، و إن صفح بجوده أن يؤاخذك أسرع أجابتك .
فادعي دعاء من لا يستأهل أن يجاب و لا يغاث ، طامع من الجواد ألاّ يناقش بالسيئات ، و لا يؤاخذ بالخطايا ، و يغيث من يدعو ، و هو عند نفسه لا يستأهل أن يجاب ، و لكن حمله على التضرع معرفته بكرم المسئول و جود المطلوب ، و رحمة المستغاث .
فاعقلي ما فاتك من طاعة ربك ، و ما أفنيت من عمرك في غير التقرب إليه .
فيا أسفاه على طاعته .. و يا حزناه على رضاه .. و يا خجلاه مما اطلع عليه .. و يا طول كمدك إن حرمك جواره في الآخرة .. كما حرمه صدق معاملته في دنياك .. و يا تقلقلك في حر جهنم إن لم يعف عنك .
اخوكم ومحبكم في الله:
فجر الاسلام