!! .. سألني قلمي .. متهللاً .. !!

[دقـ قلـღـب ـات]

سألني قلمي متهللاً:

*بشريني..هل وجدت قلبك لنكمل ترحالنا..
ونرحل معاً في رحلة نتسكع بها في حجرات القلب؟

أجبته وابتسامة أمل سعيد تشرق فوق ملامحي:
- أنا لم أجد قلبي..إنما قلبي هو الذي وجدني..
أتاني عاتباً وهو يراقب بحثي عنه قائلاً: أنت التي أحلتني الى المعاش
في لحظة غضب مفاجيء لامبرر له ورحلت بعيداً رغم كل محاولاتي
لإسترضائك واستبقائك.. كيف هنت عليك..؟؟
كيف نسيت مركازنا ودفء بوحنا..نعم عاد قلبي عاتباً لكن ليس ناقماً..
فاستقبلته معتذرة مستعطفة..قلبي بين أضلعي يخفق معيداً لي نبض الحياة..
فتفضل الآن واسأل ماتشاء ياقلمي...


*إذن يارفيقتي الصادقة..ماهو الحب..اثبتي لي صدقك..
واجيبيني: هل عرفت الحب؟

- حين يخرج الإنسان..من رحم أمه الى الحياة..يحصل على شهادة ميلاد انسانيته..
من لايعرف الحب لايحق له قلب إنسان..
عن نفسي أنا إنسانة..بشهادتك أنت ياقلمي..يارفيق درب صدقي وكاتم أسراري..


*يقول نزار قباني: كيف استطعت أن تختصري جميع مافي الأرض من نساء..
وفاروق جويدة يقول: امرأة واحدة تكفي.. مارأيك؟؟

- مع احترامي للشاعرين الكبيرين
لكن لاتوجد امرأة تستطيع ان تختصر جميع النساء في عيون الرجل..
ولاتوجد امرأة واحدة تكفي احتياجات الرجل..الرجل قلما يحيا للحب..كما تحيا له المرأة..
وهذه حقيقة نلمسها جميعاً..وبما أن الرجل العربي نشأ وفي يده " كارت بلانش "
أي بطاقة بيضاء ليمارس مراهقة عاطفية..وجشعاً غرائزياً دون اي رادع او قيد..
لذلك فهو يعتبر اخلاصه لإمرأة واحدة واستمراره معها وصمة عار لرجولته التي لابد ان يثبتها
لمن حوله بالتنقل..من مغامرة الى اخرى..والتسكع في زواريب الهوى..مترنحاً في حوانيت اللهو
دون ان يدرك ان هذه الافعال لن يحصد منها سوى الضياع والفراغ والعدم..والواقع يثبت لنا..
ان لأغلبية الرجال طبيعة ديناميكية وارادة متقلبه لاتعرف الوفاء والاخلاص..
من هذا المنطلق اقول: الرجل هو وحده يستطيع ان يرقي نفسه..ويعف ويلتزم..بمن اختارها قلبه..
خاصة في مرحلة النضوج والوعي..
لماذا تعتبر المرأة الرجل الذي تحبه كل الرجال؟؟
لماذا لانسمع امرأة تحترم نفسها تقول: رجل واحد لايكفي..
الانسان سواء كان رجلاً او امرأة هو الذي يحمي نفسه ويصونها لحبيب واحد
او يجعلها مشاعة لكل عابر سبيل..
الالتزام والانتماء في العواطف خاصة حين نجد من يستحقها..هو احترام للنفس واعزاز لها لكن..
للأسف سيجف المداد..سيظل الرجل هو الرجل..!!


*تقول وردة الجزائرية: جرب نار الغيرة..وقولي ايه رايك!
هل توافقين على استعمال هذا السلاح لاشعال نار الحب؟؟

- هذا سلاح مدمر مرفوض استعماله سواء من الرجل او المرأة..تحويل خمائل الحب وبيادر الهوى
الى ساحة وغى مدججة " بسكود " الغيرة..ومحاصرة " بباتريوت " الدفاع والمراقبة
امر مرهق وغاية من الغباء..ان اطفاء نار الغيرة..واذكاء شعلة الثقة هو الفن الحقيقي للمحافظة
على صفاء الحب وهنائه..نار الغيرة قد يشعلها الوشاة والعذال.. وللأسف في بعض الأحيان ..
يلجأ لها احد الطرفين وحين تشتعل نار الغيرة يصغر الحب الكبير..
" وكان الحب بيننا كبير .. صغر لما ابتدينا نغير "
والغيرة تبدل المحبين...تغيرهم
" نسينا رقة العاشقين
نسينا واحنا مش داريين
نسينا ازاي كده نسينا
وايه ده اللي جرى لينا "
ام كلثوم كانت تغني لحب راق.. لذلك الزمن الراقي
ووردة تغني لحب ناري لهذا الزمن الناري!!

" ان حباً امكن..يوماً أن ينتهي..لم يكن في يوم من الأيام حباً حقيقياً "
هذه المقولة الخالدة لأرسطو..تؤكد ان الحب الحقيقي لا يموت..

الحب الذي يموت هو حب المراهقة..حب النزوات ..حب الوجبات السريعة.. حب المصالح..
كل هذه الانواع من الحب .ز كالطفح الجلدي.. الذي يظهر فجأة .. ويزول وكأنه ما كان..

الحب الحقيقي هو الذي قال عنه ابن الفارش " سلطان العاشقين " :
حاؤه حرقه .. وباؤه بلاء ..
فهذا الجحيم السعيد الذي ندخله بكامل وعينا..لانه يجعلنا نشعر..ان لوجودنا مايبرره..
محال ان يموت..


*كيف نحافظ على الحب؟

- على الحب امر محال..لذلك اقول لكل محب: الحب مثل الهواء استنشقه.. تمتع به..
وبما انك لن تمسكه احذر..احذر ان يمسكك..!


*أتعلمين.. ارهقتني اجاباتك كالأمواج..؟؟

- وانا ايضاً ارهقت.. بين رعشة هدب الكاتبه ونعرة كبريائها .. ورعشة هدب المرأة
وعاطفتها القوية..
انا ممزقة مابين قضايا تلك ومعاركها.. وهدوء الأخرى ومهادنتها...!!


*يارفيقتي الصادقة الى حد النزف.. سؤال خاص جداً.. وستبقى الإجابة سراً بيننا..
من يسكن قلبك..؟

- معقول .. ألا تعرف من يستحق شرف السكن في قلبي..؟
طبعاً انت.. انت ياقلمي ولا احد سواك..!
انت القلب.....!!






تقبلوا ودي..


دقـ قلـღـب ـات