قال لي صديقي : جـــــــرّب !!!
================
جاءت فكرة السفر للخارج تراودني .....
منذ سن المراهقة الأولى .....
لكن ظروفي المادية لم تسمح لي بذلك ....
وبعد أن أصبحت اقدر على حمل مصاريف السفر بنفسي ....
تجددت الفكرة ... في سن المراهقة المتأخرة !!!
اخترت صديقا لي ... ليكون رفيق دربي ...
ورفيق رحلتي الأولى خارج المملكة ...
شرينا التذاكر .... ربطنا الحقائب ....
ابدلنا الزي ... السعودي بزي ... أجنبي ....
ثم أبلغنا الأهل ... بسفرنا في رحلة شبابية ...
في ربوع أبها والنماص !!!
ذهبنا للمطار ... وكلنا أمل ...
بعيش حياة الانفتاح التي نسمع عنها ....
نريد حياة النعيم التي نسمع عنها ....
أقلعت الطائرة ... وكل ما فيها يدعو للفرح للسعادة ....
طائرات خمس نجوم .....
مضيفون ومضيفات خمس نجوم ....
حتى الناس هناك خمس نجوم ...
أول ما لفت انتباهي بين السماء والأرض ....
ذلك الجذب السياحي النسائي السعودي ....
عندما انسلخت كل فتاة من حجابها .....
وقذفته تحت رجليها إلى حين ....
لا علم لي إلى أي حين ....
لكن يبدو أنه مقذوف تحت رجليها منذ فترة ..... !!!
عيناي .... تدوران هنا وهناك ....
يُعرفُ منها أني أول مرة أسافر ....
أو ربما أول مرة أركب الطائرة ..... كل شيء يدعو للدهشة !!!!
نزلنا في المطار .... نظراتي ... تذهب هنا وهناك ...
البلد بلد عربي .... والناس بطباع غربية ....
حتى أنا انسلخت من عروبتي .... وأصبحت غربيا !!!
انتهينا بعد وقت ليس بالقصير من إجراءات الدخول ....
ولم يسعفنا على سرعة إنهاء تلك الإجراءات ....
إلا ما وضعناه من نقود ...
داخل تلك الدفاتر المسماة جوازات !!!
ومن تلك اللحظة بدأ الابتزاز ...
ثم ركبنا مع سائق التاكسي .... ومن أول كلمة ...
عرف أننا طعم سهل ... سينال منه مبلغا وفيرا ....
سألناه عن الشقق ... بدأ يجاذبنا أطراف الحديث ... ويخفف علينا تعب السفر ...
بطرف أقل ما أقول عنها أنها ساذجة ...
ليقهقه لها صاحبي ... في دليل أنه معجب بها ....
وأنه في بلد فيه انواع الضحك والوناسة ....
قال لنا السائق ... أي أنواع الشقق تريديون ...
قال صاحبي ... شقة سياحية !!
كل ما اعرفه ان الشقة السياحية ... شقة خمس نجوم ...
وتطل على نهر او بحر ... لكن صاحبي كان له هدف آخر ....
السائق يجرجرنا من شارع إلى شارع ....
ثم ذهب بنا لمكتب عقار ... أصحابه من أصحابه !!!
وتم تأجيرنا شقة ... سعر اليوم هناك ... أكثر من سعره عندنا ....
ثم أخذنا ... في ليلة سمر ...
في أحد الملاهي اليلية ...
يا الله ....
كل شيء يدعو لسخط الرب ...
نساء ... عاريات ...
وأضواء ... خافتة ...
وأصوات صاخبة ...
يجيدون بفن ....
استثارة العقول الفارغة !!!
هدوء ... بأغاني ... هادئة ...
ثم فجأ يأخذ المطرب ... اللاقط ...
ويصرخ بصوت عال ...
أجل ... نحن الحجاز ونحن نجد ...
فيتوثب أبناء الحجاز ونجد .... !!!
يتراقصون ... ويرمون نقودهم ....
على الراقصات ...
فتتطاير وتتساقط ... حتى تداس بأقدام الماجنات !!!
مجلجلين .. الملهى .. بأصوات عالية ...
وقبل الفجر بقليل ...
أنتهت رحلة الاستغفال ... في الملهى ...
ورجعنا لشقة الحرية !!!
أردت أن أسترخي ... في غرفتي ... بعد أن أخذت حماما باردا ...
يخفف عني حرارة صيف ذلك البلد ....
استأذن صاحبي علي بالدخول ... فأذنت له ...
ثم أخرج من حقيبته ..... قارورة كبيرة ...
لا أدري من أين أتى بها .... ووضع امامي كأسا ....
ثم قااااااااال ...... جــــــــرَب !!
رمقته بعين فيها نوع من الذهول ثم تساءلت ...
ما هذا ؟
قال جرب ثم احكم !!!!
قلت له أعلم أن التجربة ...
خير برهان .... وقد جربتك صديقا ....
لكنك فشلت في التجربة .....
استعجلت العودة للسعودية .....
وعدنا بعد اربعة ايام ...
بينما كانت عشرون يوما .....
ومن يومها كرهت سفرا سيجعلني أعيش كما تعيش البهائم ....
قال : انت معقد ....
قلت مرحبا ... بالتعقيد ...
إن كان سيجعلني احتفظ بشيء من عقلي ....
وشكرا على التجربة يا صديقي !!!
=============
لكم كل حبي واحترامي
اخوكم
"سر الاعجاب"
__________________
ملحوظه القصه خياليه تحكي واقع مر.
قال لي صديقي : جـــــــرّب !!!
العرض العادي
