بعد السلام
[الفراق يا اخواني هي كلمة لا يحبها اغلبنا ، لانها كلمة يكون مصاحب لها الكثير من مشاعر الالم و الحزن ، و خصوصصا اذا فارقنا انسان عزيز علينا الا و هو الوالد . فلا يوجد احد منا يستطيع ان يصدق ان والده سوف يموت في يوم من الايام ، لاننا جميعا نحب ابائنا فلا نستطيع ان نتصور امكانية فراقهم في يوم من الايام . فالاب بالنسبة للابناء هو الامان و الاستقرار و الظهر و السند في هذه الدنيا ، فمهما نفعل من الاشياء سيئة او جيدة فنحن واثقين بان هناك من سيتحمل العواقب ، و حتي لو وقعنا في مصيبة او ورطة فهناك من سيقف معنا و يحلها لنا ، و لا نخاف من المستقبل في وجوده لانه هو الامن بالنسبة لنا . مهما قلت عن الوالد فلا استطيع ان اكفيه حقه هو الذي يسدي لك النصح و يرشدك الي الصواب بكل خبرته في الحياة و لا يبخل عليك بشئا منها ، و لا يوجد انسان يخاف عليك و علي مصالحك في الدنيا غير الأب لاننا جزء منه و هو الذي جعله الله وسيلة لكي نصبح موجودين علي وجه الارض .
أنا اكتب هذا الكلام لكي اقول لبعض الشباب راعوا ابائكم و لا تعصوهم و اياكم ان تناموا ليلة و هو غضبان منكم و اياكم ثم اياكم ان تنزل دمعة من دموعه الغالية بسببكم ، و اطيعوه و لا ترفعوا اصواتكم عليه ، لانه يستحق منكم الاحترام ، و اذا اختلفتم في وجهات النظر فحاوروه باللين لانكم اذا فعلتم عكس ذلك سوف تندمون اشد الندم . و حاولوا ان تتقربوا منه و ان تخصصوا و لو ساعة من وقتكم الثمين في الجلوس معه و الحديث معه لانه يحب ان يكون اولاده دائما معه و ان يكونوا احسن الناس و ان يفتخر بهم في اي مكان و زمان .
اقول لكم يا اخواني اتقوا الله في ابائكم قبل ان ياتي يوم تتمنون لو انكم تستطيعون الجلوس او حتي نطق كلمة واحدة معه ، و لكن لا ينفع التمني بعد العدم .
و اقول لكل الذين فقدوا ابائهم مثلي في سن مبكرة لا تيأسوا من الدنيا و تذكروا دائما ان الله معنا جميعا ، و ان الله لا ينسي عباده و لكننا احيانا كثيرة نسي خالقنا فكونوا يا اخواني كثيري الاستغفار و استغفر الله لي و لكم و لي اخواننا الذين سبقونا بالايمان و اسأل الله حسن الخاتمة لي و لجميع المسلمين .
و اخيرا اطلب منكم طلب صغير و هو ان تدعوا لوالدي بالرحمة و الاستغفار و لكم الثواب