الألم والمتعة .. أيهما اولاً .
ذكر أحد الموظفين لطبيبه النفسي معاناته من ميله للتسويف في أداء أعماله .. قام الطبيب بدراسة علاقات الموظف مع زملائه
ورؤسائه في العمل , وعلاقاته مع زوجته وأطفاله في المنزل , با أنه قام بمناقشتة الماضي وكيف كان والده يعاملانه في طفولته ولكنه لم يتوصل
إلى شيء يمكن أن يدل على سبب هذه المشكلة .
ذات يوم سئل الطبيب الموظف : هل تحب أكل الكعك ؟
الموظف : نعم .
الطبيب : أي جزء من الكعكة تفضل , طبقة اللى أم الكعكة نفسها ؟
الموظف : طبقة الحلى .
الطبيب : أي جزء منهما تأكل أولاً ؟
الموظف : طبقة الحلى .
استطاع الطبيب من خلال معرفته بسلوك الموظف في أكل العكعة أن يمسك بطرف الحل , فقد اكتشف بعد مناقشتة الموظف أنه يبدأ يومه بقضاء الساعات الأولى في القيام
بالأعمال الممتعة , بينما يقضي الساعات الست المتبقية في أداء الأعمال المملة . اقترح عليه الطبيب إنهاء الأعمال في الساعة الأولى من يومه لستمتع بأداء الأعمال
المحببة إلى نفسه بقية ساعات العمل .
نجح الموظف في التخلص من مشكلة التسويف مستفيداً من إرادتع القوية التي ساعدته في الالتزام بهذا النظام الجديد , فساعة واحدة من الألم يتلوها ست ساعات من المتعة
أفضل من ساعة من المتعة يتلوها ست ساعات من الألم .
تأجيل المتعة يمكن تحقيقه بالتحكم في جدولة الألم والمتعة التي نواجهها في مختلف شؤون حياتنا اليومية , بحيث نقدم الأعمال غير المحببة إلى نفوسنا اولاً لنستطيع بعد الأنتهاء
منها الأستنتاع بما تبقى من وقت . هذه المهارة يتعلمها معظم الاطفال في سن مبكرة من حياتهم , فنجد الطفل يقترح أن يأخذ زميلة الدور اولاً لستمتع هو باللعب لاحقاً ,
كما أن الأطفال يحرصون على الأنتهاء من واجباتهم المدرسية ليستمتعوا بقية يومهم باللعب أو مشاهدة التلفاز .
ومع اقتراب الأطفال من سن البلوغ ودخولهم مرحلة المراهقة نجد بعضهم يفشل في اتباع هذه القاعدة بشكل فعال , فمع أنهم يتمتعون بمستوى ذكاء أعلى من المتوسط
إلا أن درجاتهم في المدسة تعكس مستوى تحصيل علمي ضعيف والسبب أنهم لا يبذلون جهداً كافياً في المذاكرة وفهم الدروس .
وبعضهم قد يتغيب عن المدرسة أو بعض الحصص تحقيقاً لمتعة لحظية يجدها في النوم أو قضاء بعض الوقت مع زملائه ومنهم من يندفع نحو مشكلات مثل المشاجرات أو السرقة .
و التدخين أو المخدرات , متبعاً في سلوكه هذا الشعار القائل : (( العب الآن وادفع الثمن لاحقاً ))
وهناك عدد من البالغين الذين يتمتعون بقدر عال من العقل والحكمة , ولكنهم يفشلون في جدولة الألم والمتعة , فنجدهم ينفقون كثيراً من المال في السفر والملابس و
الكماليات في وقت لا تتوفر لهم فيه بعض الضروريات , مثل سيارة جيدة أو منزل مريح .
منقوووووووول
العرض الشجري
