بعد نوم عميق ، وظلام دامس ، وجهل دائم ، أشرقت شمس يوم جديد ، تبث في اشعتها الخير الكثير ، يوم مولد قائدنا محمد ابن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه ، ولد ذلك القائد حاملا في شخصه كل صفات الخير ، جامعا محاسنها ، بعث ذلك القائد الى اخر الامم وافضلها بشهادة خالقنا ووجدنا ( كنتم خير امة اخرجت للناس .. ) ، بعث ذلك القائد ليتمم مكارم الاخلاق ( إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ) ، فنشر الامن والامان ، لتعم السكينة على أرجاء الجزيرة العربيه ، آخى بين المهاجرين والانصار ، لم يفرق بين مالك وعبد ، مستعينا بذلك على ربه . فهاهو بلال عبد أسود يجلس بجانب عمر بن الخطاب وأبوبكر الصديق وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين مع اختلاف انسابهم ، وكلنا نعرف مكانة عمر بن الخطاب بين قريش . ليقضي على التفرقه العنصريه ، ويمحها من الوجود .
ظل حبينا ينشر دينه في شتى المعمورة ، اساسه هذه الارض الطيبه ، التي لاتزال واقفة على قدميها ، لا تكاد ان تسقط الا وتنهض شامخة عاليه في سحاب الحضارات الاخرى ، الا ان شعبها بدأ يتراجع قليلا الى الوراء ، متناسيا مكانتها بين الدول الاخرى ، فهاهي العصبيه القبليه تخيم على أهلها ، محاولة الرجوع بهم الى العصر الجاهلي والذي قضى عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم .
والعجيب في الامر وجودها في طبقة المتعلمين ، وفي دور التعليم العالي . كان الزواج يعتمد على نسب الفتاة والفتى ، فلابد أن يكونا من طبقة واحدة ، ودائما نذكر بحديث رسولنا صلى الله عليه وسلم في اختيار المرأة ، الا ان الوضع قد تأزم فلم يقتصر على الزواج ، بل تعداه الى الصدقات وتكوين العلاقات ، لأصدم بواقع المجتمع السعودي ، واعترف و أنا ابنة هذا المجتمع أن الجهل لازال يخيم على سمائنا .