.. حروف نابضة .. في كلمات راقصة تضى سطوراً نابضة ..
الصدق منطلقها .. والحب شعاعها والعبرة غايتها ..
هذا هو محتوى الكتاب الذى جاءني بغلاف أسود .. دأخل كرتون أسود
في داخل غلاف أسود ... عنوانه أنـــا .... ؟
وكاتبه .. وربما كاتبته ( أنا ) وتوضيح ذلك كما جتء في الصفحة الاولى ورقمها / 3 (( عندما أقول أنا فإن الضمير عائد على القارى وليس على
الكاتب )) ..
اما لماذا لم يضع المؤلف اسمه او لعله – اسمها – فذلك ما توضحه السطور
التى جاءت فى مستهل الكتاب تحت عنوان : ( اعتراف لابد منه ) ..
لم ينتج منى أي من المكتوب في هذا الكتاب ولكنها أفرازات عصبية ..
تسخر يدي دون أن أدري ليثور القلم على أوراقي الخاليه ..
لا اعلم مصدر ماهو مكتوب .. هل هو تأمل ؟ هل هو خزين ؟
هل هو طاقة متناثرة أثارت مراكز الاستقبال لدى جهازي العصبي لا أعلم
في سن العشرين يفكر المرء في إصلاح العالم .. في سن الثلاثين يفكر في إصلاح وطنه .. في سن الاربعين يفكر في إصلاح مجتمعه أما في سن الستين
فيفكر في إصلاح نفسه وذاته )) ..
أن هذه السطور دليل واضح وبرهان ساطع على ان للمؤلف قلماً له خبره السنين اياها وهذا يذكرني بالقصيدة الرائعـه للدكــتور غازي القصيبي :
جاء فيها قوله :
أنا من انا يا أصدقاء ؟
انا عند بعضكم ملاك
وعند بعضكم الرجيم
وأذا ظهرت رايت
بسمتكم تضئ على الوجوه
واذا مضيت سمعت همسا
من ورائي كالسيوف
لا تخجلوا .. أنا مثلكم
أحيا وابتسم في الوجوه ..
## أيـــة : يقول الحق سبحانه وتعالى بسورة ال عمران
(( إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لأيات لاولى الالباب ))
وحديث :
صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال (( الكلمة الطيبة صدقة )) ..
شعر نابض :
من شعر الاستاذ كنعان الخطيب رحمه الله :
لا تقل يوماً انا
هكذا قلت أنا
كل من قال انا
سائر مثل ما سرت انا
النرجسى حفيد(نركسوس ) يعيش بيننا يرفض الاخرين يقتلهم داخل قلبه
فلا صوت الا صوته ولا صورة الا صورته وهو مريض بحب نفسه .
ومع تقدم العلم فالبئر استبدله بالمرآة وان لم يجد المرآة فانه سيختار احداً
يسكب فوقه صورته ويجعله بئر الماء التى تعكس ذاته عليه
ولذلك نجد النرجسى يبحث عن شخصية ضعيفة ليصادقها او يتزوجها حتى لا تعارض
جنونه بذاته
(الانا)
تصبح شيئاًطبيعيا ولازما احياناًاذا كانت تهدف الى الرقى الانسانى
والتميز الابداعى لصالح المجتمع بمعنى ان يكون هناك اصرار على اعلاء الشخصية الذاتية
فى فعل صفة جيدة وهى الخير وتسمى بذلك النرجسية الخيرة وهذا مسار طبيعى للفطرة البشرية
وارتباط الشعراء والمبدعين بحب الذات وازدياد (الانا) لديهم شىء وارد ولكن له حدود معينة فحب الذات يؤدى الى الابداع شىء ما حتى ينال المدح والاطراء من الغير
واذا زادت (الانا ) بدرجة كبيرة تجعل الشاعر يأكل نفسه ويهدمها وينزوى من هنا الابداع تماماً