السلام عليكم ورحمة الله ..
هذي اول مشاركه لي .. وحبيت اني اكتب عن الصلاة ..
لعظم شأنها عند الله جل وعلا . فهي عمود الدين .. وكما هو معروف ..
ان الذي يزني يدخل الجنه برحمة الله ولكنه يحرم من الحور ..
والذي يسمع الاغاني والموسيقى يدخل الجنه برحمة الله ولكن يحرم من
سماعه هناك .. وهكذا لكن تارك الصلاة خالد مخلد في النار بمشيئة الله..لذلك
هذا هو موضوعي..
بيني وبينك نصيحه خالصة لوجهه الكريم،فأنت ممن نحبهم في الله،فإن حرصك على الصلاة مع جماعة المسلمين علامة خيروطريق استقامه ،وهي استجابة لنداء خالقك وبارئك الذي ترجو رحمته وتخاف عقابه،فاحمدالله عزوجل أنك لم تكن ممن ضيعهاوفرط فيهافورد المهالك،قال {العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر}[رواه أحمدوأبو داود] .بل أبشربحديث يسر قلبك ويؤنس خطوتك قال {سبعة يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله}وذكر منهم {رجل قلبه معلق في المسجد}[متفق عليه] وأبشر-أخي المصلي- في الحديث عن النبي {بشِّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامه}[رواه ابو داود والترمذي]
أما وقد دلف المسلمون إلىالمسجد فإن لنا وقفات معهم لاتخلو من نصيحه صادقه وهمسة عتاب للأحبه..فحال المسلمين اليوم يجب الوقوف عندها،لأننا نرى مظاهر تسئ إلى الصلاة ، ومن أبرزها:
1-عدم الطمأنينه وتأدية الصلاة بسرعه ونقرها كنقر الغراب.
2-العبث بالفرشه وتقليب العين في النقوش والزخارف.
3-الالتفات في الصلاة ورفع البصر ألى السماء.
4-السهو في الصلاة وعدم التركيزفلا يدري على كم ينصرف من الركعات.
5-كثرة الهواجس والخواطروذكر أمور الدنيا في الصلاة.
6-العبث بالساعه والنظرإليهاأوإصلاح أطراف الثوب وتحريك العباءه ورفع الشماغ وإصلاحه مرات ومرات.
7-مسابقة الإمام في الركوع والسجود.
وهناك مظاهر أخرى توحي بعدم الطمأنينه والخشوع في الصلاة يلحظها كل مصلي..قدذمها الله جل وعلا في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله الكريم عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم.
ماأتيت إلى هذا المسجد إلا طاعة لله عزوجل وامتثالاً لأمره،فمابالك تضيع ذلك بكثرة الحركه ،والغفلة في الصلاة ..ألم تعلم أن الخشوع هو روح الصلاة ومادة حياتها وإنسان عينها..وهو ثمرة الإيمان وطمأنينة النفس.وإنك ربما تنصرف ولم يكتب لك من صلاتك إلا الشئ اليسير؟ قال صلى الله عليه وسلم{إن الرجل لينصرف ماكتب له إلا عشر صلاته،تسعها ،ثمنها،سبعها،سدسها،خمسها،ربعها،ثلثها،نصفها}[رواه ابوداودوالنسائي].{ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نقرة الغراب وافتراش السبع، وأن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير}[رواه أحمدوابو داود وغيرهم] وثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال {أسوأالناس سرقة الذي يسرق من صلاته:قالوا يارسول الله وكيف يسرق من صلاته؟ قال لايتم ركوعها ولا سجودها }[رواه أحمد] ،وروى الإمام أحمدمن حديث أبي هريره رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {لاينظر الله إلى رجل لايقيم صلبه بين ركوعه وسجوده}. وثبت في الصحيحين عن أبي هريره رضي الله عنه:أن رجلا دخل المسجدورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فيه، فصلى الرجل ثم جاء فسلم علىالنبي عليه السلام فرد عليه السلام ، ثم قال له {ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ} فرجع فصلى كما صلى ، ثم جاء فسلم على النبي عليه السلام فرد عليه السلام ثم قال {ارجع فصل فإنك لم تصل } فرجع فصلى كماصلى ثم جاء فسلم على النبي عليه السلام فرد عليه السلام ثم قال {ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ} ثلاث مرات،فقال في الثالثه :والذي بعثك بالحق يارسول الله ماأحسن غيره فعلمني.فقال صلى الله عليه وسلم:إذا قمت إلى الصلاة فكبر ،ثم اقرأماتيسر معك من القرآن،ثم اركع حتى تطمئن راكعا،ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم اجلس حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، وافعل هكذا في صلاتك كلها}
وروى البخاري عن حذيفه بن اليمان رضي الله عنه أنه رأى رجلاً يصلي ولا يتم ركوع الصلاة ولا سجودها فقال له حذيفه:ماصليت ولومت وأنت تصلي هذه الصلاة مت على غير فطرة محمد صلى الله عليه وسلم.
*قال الله تعالى (قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَ(1)الَّذِينَ هُم فِي صَلاتِهِم خَاشِعُونَ) |
من أحوال الخاشعين في الصلاة :قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر:إن الرجل ليشيب عارضاه في الإسلام وماأكمل لله تعالى صلاة ،قيل:وكيف ذلك؟ قال:لايتم خشوعها وتواضعها وإقباله على الله عز وجل.
هذا قول عمر بن الخطاب في صدر الإسلام،ماذا عن واقعنا نحن اليوم،والكثير-إلا من رحم ربي-تذهب به أحوال الدنيا كل مذهب، فهو يصلي ببدنه ولكنه يذهب بفكره إلى الدنيا وأسواقها،يبيع ويشتري ،يزيد وينقص..وماذاك إلا من الغفله.
أخي الحبيب : أين نحن من هؤلاء؟ هذاعبدالله بن الزبيريركع،فيكاد الرخم أن يقع على ظهره ،ويسجد فكأنه ثوب مطروح. إننا نستغرب من ذلك الخشوع وتلك الطمأنينه وماذاك إلا لأننا لانرى هذا في واقع حياتنا ، وإلا فإن العنبس بن عقبه كان يسجد حتى تقع العصافير على ظهره،فكأنه جذم حائط. ونسير مع الصالحين فهذاأبو بكر بن عياشيقول:رأيت حبيب بن أبي ثابت ساجدا فلو رأيته قلت ميت، يعني من طول السجود.أما ابن وهب فقد قال :رأيت الثوري في الحرم بعد المغرب،صلى ثم سجد سجدة فلم يرفع منها حتى نودي بالعشاء ولم يكن يشغلهم عن الصلاة شاغل ،فقد صلى أبو عبدالله النباجي يوماً بأهل طرسوس،فصيح بالنفير،فلم يخفف الصلاة،فلما فرغوا قالوا:أنت جاسوس، قال :ولم؟ قالوا صيح بالنفير وأنت في الصلاة فلم تخفف قال :ماحسبت أن أحدا يكون في الصلاة فيقع سمعه على غير مايخاطبه به الله عزوجل
وكان الإمام البخاري يصلي ذات ليله فلسعه الزنبور سبع عشرة مره ،فلماقضى من صلاته، قال: انظروا ماذا أذاني.
وعن ميمون بن حيان قال:مارأيت مسلم بن يسار ملتفتا في صلاته قط خفيفة ولا طويله ،ولقد انهدمت ناحية المسجد ففزع أهل السوق لهدته وإنه في المسجد في صلاته فماالتفت.
وعندما سُئل خلف بن أيوب :ألايؤذيك الذباب في صلاتك فتطردها؟قال:لاأعود نفسي شيئا يفسد علي صلاتي،قيل له: وكيف تصبر على ذلك؟ قال:بلغني أن الفساق يصبرون تحت أسواط السلطان،فيقال:فلان صبور ويفتخرون لذلك،وأناقائم بين يدي ربي أفأتحرك لذبابه!!
وعن حاتم الأصم رحمه الله أنه سئل عن صلاته فقال:إذاحانت الصلاة أسبغت الوضوء وأتيت الموضع الذي أريدالصلاة فيه فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي،ثم أقوم إلى صلاتي،وأجعل الكعبة بين حاجبي،والصراط تحت قدمي،والجنة عن يميني،والنار عن شمالي،وملك الموت ورائي،أظنها آخر صلاتي،ثم أقوم بين الرجاء والخوف،وأكبر تكبيرا بتحقيق،وأقرأ قرائة بترتيل،وأركع ركوعا بتواضع،وأسجد سجودا بتخضع،وأقعد على الورك الأيسر وأفرش ظهر قدمها،وأنصب القدم اليمنى على الإبهام وأتبعها الإخلاص،ثم لاأدري أقبلت مني أم لا؟
وهذه وصية بكر المزني تنادي بالحرص على الصلاة إذقال:إذاأردت أن تنفعك صلاتك فقل لاأصلي غيرها.ورغم تلك العناية بالصلاةوشدة المحافظه عليها فإن عثمان بن أبي دهرش قال:ماصليت صلاة قط إلا استغفرت الله من تقصيري فيها.
إخواني...لله أقوامامتثلوا ماأمروا،وزجروا عن الزلل فانزجروا،جنَّ عليهم الليل فسهروا وطالعواصحف الذنوب فانكسروا،(إِنّي جَزَيتُهُمُ اليَومَ بِمَا صَبَرُوا أنَّهُم هُمُ الفَائِزُونَ)[المؤمنون]
ولكن!!كيف السبيل إلى الخشوع في الصلاة؟وماهي الوسائلالتي تعين على ذلك؟هناك –أخي-أسباب يرجى لمن فعلهاأن يرزق الخشوع في الصلاة وهي على قسمين:
أولاً:أسباب لاتتعلق بالصلاة وهي: |
1-توحيد الله عزوجل في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته.
2-تعظيم جناب الرب تبارك وتعالى والإخلاص له ومراقبته في السر والعلانيه.
3-تجريد الاتباع للرسول صلى الله عليه وسلم.
4-تقوى الله بفعل المأمورات وترك المحظورات.
5-أكل الحلال الطيب والبعد عن الحرام وتجنب الشبهات.
6-الدعاء والتضرع إلى الله عزوجل بأن يرزقك الخشوع.
7-صحبة الخاشعين ومسايرتهم.
ثانياً:أسباب تتعلق بالصلاة منها: |
1-اجمع نفسك وأحضر قلبك قبل الدخول في الصلاة.
2-استشعار عظمة من ستقف أمامه وهو الله عزوجل.
3-الرجاء في الحصول على ثواب الصلاة كاملاً.
4-إحسان الوضوء،وعدم ترك الأعقاب،وعدم الإسراف.
5-تهيأ قبل الدخول في الصلاة{فلاصلاة بحضرة طعام ولاهويدافعه الأخبثان}[رواه مسلم].
6-الحذر من التهاون في أداء الصلاة مع الجماعه والسعي لها مع الأذان.
7-لاتدع النوافل وبخاصة الرواتب كالوتر وسنة الفجر،وعليك بقيام الليل.
8-تفكر في معاني الآيات والأذكار التي ترددها .
9-لاتتعجل في صلاتك،ولاتكن الصلاة أهون شئ عندك تؤديها كيفما كان.
10-التأدب في الصلاة بعدم الحركه أو الألتفات أو العبث المنهي عنه.
11-التزم بأحكام الصلاة وآدابها،واجعل نظرك في موضع سجودك.
12-تابع الإمام،فإنما جعل الإمام ليؤتم به.
13فرغ قلبك من شواغل الدنيا،فهي كلها بمافيها من فتن وشواغل لاتساوي عند الله جناح بعوضه.
14-تجنب الصلاة في الأماكن التي فيهاآلات اللهو أو التصاويرأوتشويش أوأصوات أولغط
15-صل صلاة مودع فكل من نعرفهم رحلوا، وأنت لابد منهم.
قال صلى الله عليه وسلم{مامن امرئ مسم تحضره صلاة مكتوبه،فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها ،إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب مالم يؤت كبيرة،وذلك الدهر كله}[رواه مسلم]
جعل الله لنا من العمل أصوبه وأخلصه ومن الأجر أتمه وأكمله .اللهم إنا نعوذ بك من قلب لايخشع ومن عين لاتدمع ومن دعاء لا يستجاب له، اللهم تجاوز عنا سيئاتنا واغفر لنا ولوالدينا ، ولجميع المسلمين ،وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
منقول من مطويه للشيخ/عبدالملك القاسم
العرض العادي
