ما أجمل التواضع من الناس، ...
ولكن الأجمل أن نرى تواضع العظماء ..!
شيء عظيم أن ترى الإنسان العظيم يرى الخير في الناس كلهم،
ويملأ قلبه حباً وخيراً لهم،
فتخضع نفسه لهم رغم عظمته، ويلين قلبه، وتحنو جوارحه إليهم،
فتراه يمد يده ليمسح رأس الطفل الصغير،
ويهرع مهرولاً لينقذ شخصاً قد وقع في مأزق،
ويمسك الإناء ويميله لتشرب هرة الماء من حافته ..!
إن الذي يعطي هو العظيم بين الناس ،
والذي يتواضع دون عطاء تجده أقرب إلى الضعف منه إلى التواضع،
والذي يتواضع مع العطاء تجده كريماً قوياً محبوباً ...!
فأول درس لمن أراد أن يكون إنساناً عظيماً معطاءً كريماً محبوباً ،
أن يكون متواضعاً،
وأن يملأ قلبه حباً لكل الناس،
وأن يظن أن في كل إنسان مهما بلغت إساءته ،
مساحة صغيرة يمكن أن تتسع لتزرع وردة ،
أو لوضع بذرة قد تصبح فيما بعد شجرة وارفة ،
وأن يرى الخير في وجوه الناس ، فالله خلقهم وهم صنعته وما اجمل صنع الله.
فعندما يسيطر الغرور على النفس وتشحن بالكبرياء يولي التواضع أدباره هارباً ،
ليترك صاحبه يتخبط في جنون كبريائه ،
ويعارك لوعات الغرور في نفسه بين كراهية الناس وغضب الرحمن ثم ليلاقي نهايته في النار عقوبة له على كبره وغروره ...!
إن دواء الغرور هو الشعور بأن الأمر بيد الله
يمنع ويعطي، يغير ويبدل حسب ما يريد هو لا حسب قوة المغرور الوهمية .
فلا يمنعكم لباسكم أو كلامكم أو مركزكم أو مكانتكم من أن تكونوا متواضعين لأنكم أبناء لمن حولكم وقد تصيرون آباء لهم أو أخوة ...!
فقد ترى رجلاً عظيماً وأمه عجوز خرفة أو ترى آخر يعمل والده عملاً بسيطاً يكسب منه لقيمات يقمن صلبه؛
ولم لا فهذه الأم وهذا الأب هما اللذين ربياه ،
فالفضل بعد الله يعود لهما ، فلا تنسوا فضل الناس عليكم وعودوا لأصلكم ودينكم ولا تغرنكم ملابسكم ومكانتكم فلو دامت لغيركم لما وصلت إليكم ..!
,
تـقـبـلـو أرق التـحـايـاوأعـذبـهـا ...
أخوكم .. الــولــه ..!