العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 04-12-2003, 11:18 PM   رقم المشاركة : 1
ابو عوض
( ود جديد )
 
الصورة الرمزية ابو عوض
 





ابو عوض غير متصل

صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة

مقدمة الطبعة الأولى
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه ، ونعوذُ بالله من شُرور أنفسنا وسيئاتِ أعمالنا ، مَن يهدهِ الله فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضلل فلا هاديَ له ، وأشهدُ ألاَّ إله إلاَّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمَّداً عبدُه ورسولُه ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلا وأنْتُمْ مُسْلمُون( [آل عمران : 102] .

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِســَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا( [النساء : 1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ( يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيماً ( [الأحزاب : 70 –71].

أما بعد ؛ فإنَّ خيرَ الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

اعلم - رحمني الله وإياك - أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نسأل الله علماً نافعاً ، ونتعوذ به من علم لا ينفــع ، فقال فيما رواه عنه جابر بن عبد الله رضي الله عنه : ((سلوا الله علماً نافعاً ، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع))() وكان صلى الله عليه وسلم يعلمنا ذلك ، فيقول : ((اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعوة لا يستجاب لها))() .

واعلم أن أنفع العلوم علم التوحيد ، ومنه علم الأسماء والصفات ، وذلك لأن ((شرف العلم بشرف المعلوم ، والباري أشرف المعلومات ؛ فالعلم بأسمائه (وصفاته) أشرف العلوم ))().

و (( العلم النافع ما عرَّف العبدَ بربه ، ودلَّه عليه حتى عرفه ووحَّده وأنس به واستحى من قربه وعَبَده كأنه يراه ))().

((فأصل العلم بالله الذي يوجب خشيته ومحبته والقرب منه والأنس به والشوق إليه ، ثم يتلوه العلم بأحكام الله ، وما يحبه ويرضاه من العبد من قول أو عمل أو حال أو اعتقاد ، فمن تحقق بهذين العلمين كان علمه نافعاً ، وحصل له العلم النافع والقلب الخاشع والنفس القانعة والدعاء المسموع ، ومن فاته هذا العلم النافع ، وقع في الأربع التي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم ، وصار علمه وبالاً وحجة عليه ، فلم ينتفع به ؛ لأنه لم يخشع قلبه لربه، ولم تشبع نفسه من الدنيا ، بل ازداد عليها حرصاً ولها طلباً ولم يُسمع دعاؤه ؛ لعدم امتثاله لأوامر ربه وعدم اجتنابه لما يسخطه ويكرهه ، هذا إن كان علمه علماً يمكن الانتفاع به ، وهو المتلقي عن الكتاب والسنة ، فإن كان متلقي عن غير ذلك ؛ فهو غير نافع في نفسه ، ولا يمكن الانتفاع به ، بل ضره أكثر من نفعه))(1)

و ((العلم النافع يدل على أمرين :

أحدهما : على معرفة الله وما يستحقه من الأسماء الحسنى والصفات العلى والأفعال الباهرة ، وذلك يستلزم إجلاله وإعظامه وخشيته ومهابته ومحبته ورجاءه والتوكل عليه والرضا بقضائه والصبر على بلائه.

والأمر الثاني : المعرفة بما يحبه ويرضاه ، وما يكرهه ويسخطه من الاعتقادات والأعمال الظاهرة والباطنة والأقوال.

فيوجب ذلك لمن علمه المسارعة إلى ما فيه محبة الله ورضاه والتباعد عما يكرهه ويسخطه ، فإذا أثمر العلم لصاحبه هذا ؛ فهو علم نافع ، فمتى كان العلم نافعاً ، ووقر في القلب ؛ فقد خشع القلب لله ، وانكسر له وذل هيبة وإجلالاً وخشية ومحبة وتعظيماً ، ومتى خشع القلب لله وذل وانكسر له ؛ قنعت النفس بيسير الحال من الدنيا ، وشبعت به ، فأوجب لها ذلك القناعة والزهد في الدنيا ، وكل ما هو فان لا يبقى ، من المال والجاه وفضول العيش الذي ينقص به حظ صاحبه عند الله من نعيم الآخرة وإن كان كريماً على الله))(2)

ولذلك قال ابن القيم :

((إن أولى ما يتنافس به المتنافسون ، وأحرى ما يتسابق في حَلْبَة سباقه المتسابقون : ما كان بسعادة العبد في مَعاشه ومَعاده كفيلاً ، وعلى طريق هذه السعادة دليلاً ، وذلك العلم النافع ، والعمل الصالح ، اللذان لا سعادة للعبد إلا بهما ، ولا نجاة له إلا بالتعلق بسببهما ، فمن رُزِقَهما ؛ فقد فاز وغنم ، ومن حُرِمهما ؛ فالخير كله حُرِم ، وهما مورد انقسام العباد إلى مَرْحوم ومَحْروم ، وبهما يتميز البَرٌ من الفاجر ، والتقيُّ من الغوِيِّ ، والظالم من المظلوم ، ولما كان العلم للعمل قريناً وشافعاً ، وشرَفه لشرف معلومه تابعاً ؛ كان أشرف العلوم على الإطلاق علم التوحيد ، وأنفعُها علم أحكام أفعال العبيد ، ولا سبيل إلى اقتباس هذين النورين وتلقِّي هذين العلمين إلا من مشكاة من قامت الأدلة القاطعة على عصمته ، وصرَّحت الكتب السماوية بوجوب طاعته ومتابعته ، وهو الصادق المصدوق ، الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى))().

لذلك فقد أفرد كثير من السلف في هذا الباب كتباً ومصنفات ، وخاصة في أسماء الله عَزَّ وجَلَّ ؛ إحصاءاً وشرحاً() ؛ إلا أنه – ومع هذه الكثرة – لا أعرف كتاباً أحصى وخَصَّ صفاتِ الله عَزَّ وجَلَّ بالذكر والتدليل والشرح على المعتقد السلفي ؛ معتقد أهل السنة والجماعة ؛ كما هو الحال في أسماء الله تعالى ، وإن كانت هناك كتبٌ قد أوردت جملة من الصفات لا على سبيل الإحصاء والحصر ؛ مثل : ((كتاب السنة)) لابن أبي عاصم (ت 287هـ) و ((كتاب التوحيد)) لإمام الأئمة ابن خزيمة (ت 311هـ) و ((كتاب التوحيد)) للحافظ ابن منده (ت 395هـ) ، وكتاب ((إبطال التأويلات لأخبار الصفات)) للقاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء (ت 458هـ) – على هفواتٍ فيه - ، و ((كتاب الحجة في بيان المَحجَّة)) لقَوَّام السُّنَّة الأصبهاني (ت 535هـ) ، و كتاب ((قطف الثمر في بيان معتقد أهل الأثر)) لصديق حسن خان (ت 1307هـ) … وغيرها. أما كتاب ((الأسماء والصفات)) للبيهقي (ت 458هـ) ؛ ففيه تأويلاتٌ كثيرةٌ ، تخرجه عن هذه الدائرة.

وكنت كلما وَقَعَتْ عيني على ذكر صفة من صفات الله عَزَّ وجَلَّ – والذاتِيَّة خاصة – مقيدة أو مشروحة في كتاب ؛ قيدت ذلك ، حتى أصبحت عندي جملة من صفات الله الذاتِيَّة والفعليَّة ، فهممت أن أنشرها ، لكني لما تفكرت في الأمر ، ووجدت أن هذا أول مصنف خاص بصفات الله عَزَّ وجَلَّ؛ رأيت أن يكون شاملاً ، فعكفت على آي القرآن الكريم ؛ مستخرجاً كل صفة لله عَزَّ وجَلَّ فيه ، ثم ثنيَّت بكتب السنة المشهورة ؛ كـ ((الصحيحين)) و ((السنن الأربعة)) و ((المسند)) للإمام أحمد وغيرها ، وما تركت فيها صفة أضيفت إلى الله عَزَّ وجَلَّ إلا وقيدتها ، ثم طفقت أبحــث في كتب العقيدة ، مستخرجاً أقوال السلف وفهمهم لها ، وهكذا ظللت فترة طويلة كلما سنحت فرصة أقرأ وأستخرج وأقيد ، حتى اطمأنت نفسي إلى أن هذا كل ما يمكن عمله ، فجمعتها ورتبتها على حروف الهجاء ، وسلكت سبيل الحافظ ابن منده في ((كتاب التوحيد)) (الجزء الثاني من المطبوع) الخاص بأسماء الله تعالى ، فهو رحمه الله قد رتَّب هذه الأسماء على حروف الهجاء ، واستشهد لكل اسم بدليل أو أكثر من القرآن الكريم ثم بدليل أو أكثر من السنة ، وذكر بعض أقوال السلف في ذلك ؛ فاستهوتني هذه الطريقة ، ورأيت فيها من الترتيب والتنسيق ما يسهل على القارئ الكريم الرجوع إلى الصفة بأسهل طريق ؛ غير أنني خالفـت هذا الترتيب في موضعين اثنين ، فابتدأت الصفات بصفة (الأولِيَّة) ، وختمتها بصفة (الآخرِيَّة) ؛ مراعاة لحسن الاستهلال وحسن الختام ، ولي سلفٌ في ذلك.

وإني اشترطت على نفسي ألاَّ أُورد إلا حديثاً ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأكتفي بما رواه البخاري ومسلم أو أحدهما بما تثبت الصفة به ، فإن لم أجد ؛ أوردتُ حديثاً أو أكثر من غيرهما ، واشترطت ألا أثبت صفة إلا وأُورد من أثبتها من سلف هذه الأمة ؛ إلا أن يكون دليلها من الكتاب أو السنة ظاهر الدلالة.

وكان عملي في الكتاب كما يلي :

1- أحصيت جميع الصفات الذاتِيَّة : الخبرية منها ؛ كالوجه واليدين والأصابع والساق والقدمين وغيرها ، والسمعية العقلية ؛ كالحياة والقدرة والعلم وغيرها.

2- أحصيت جميع الصفات المشتقة من أسماء الله تعالى : الذاتِيَّة منها ؛ كالسمع والبصر والعزة والعظمة وغيرها ، والفعليَّة ؛ كالخلق والرزق والستر وغيرها ، وبهذا أكون قد أحصيت أسماء الله تعالى الواردة في الكتاب والسنة ، ونبهت على ذلك ؛ كما أنني نبهت على ما يُظن أنه من أسماء الله تعالى ، وأخطأ فيه أقوام ، وهو ليس كذلك ، و لا يجوز التعبد به ، كالصبور ، والناصر ، والسَّتَّار ، ونحوها.

3- أحصيت جميع الصفات الفعليَّة الخبرية ؛ كالضحك ، والبشبشة والغضب والحب والبغض والكيد والمكر وغيرها ، وبعضاً من الصفات السمعية ، أما بقية الصفات الفعليَّة – السمعية العقلية – ؛ فهذه لا منتهى لها، وأنَّى لأحدٍ أن يحصيها ، (وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ( .

4- أوردت ما ليس بصفة لله عَزَّ وجَلَّ ويصح الإخبار عن الله به ؛ كلفظة (شيء) ، و (ذات) و (شخص) ، ونحوها ؛ لثبوتها بالدليل ، وللتمييز بينها وبين الصفة.

5- أوردت ما ليس بصفة ، ويصح الإخبار عن الله به بعد التفصيل ؛ كلفظة (الجهة) و (الحركة) ، مع التنبيه على أن الأولى استخدام اللفظ الشرعي؛ كالعلو والنُّزُول، لثبوته بالدليل ؛ بدلاً من هذا اللفظ المجمل الحادث.

6- أوردت ما ثبتت إضافته إلى الله عَزَّ وجَلَّ وظنَّه بعضهم إضافة صفة إلى موصوف ، وهو ليس كذلك ؛ كـ (الجنب) و (الظل) ، ونبهت على ذلك، وجعلت هذه الثلاثة الأخيرة مسبوقة بهذه العلامة [(] ، لتتميز عن الصفات الثابتة بالكتاب والسنة ، أمَّا ما لم يثبت في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة ، وإن عده بعضهم صفة لله عَزَّ وجَلَّ ؛ كـ (الساعد) و (الاستلقاء) ونحوهما ؛ فلم أورده في هذا الكتاب ؛ لأنه ليس على شرط التأليف.

7- حرَّرت بعض المسائل التي وقع فيها الـخلاف من قديم ؛ مثل : هل

يوصف الله بأن إحدى يديه شمال ، أم أن كلتاهما يمين لا شمال فيهما؟ وهل يثبت لله اسم المحسن أم لا؟ وغيرها من المسائل.

8- قدَّمت الصفات بأربع مباحث :

أ - المبحث الأول في (معنى الاسم والصفة والفرق بينهما).

ب - المبحث الثاني في (قواعد عامة في الصفات) ، ذكرت فيه إحدى وعشرين قاعدة ، مدار الصفات جميعها عليها.

ج - المبحث الثالث في (أنواع الصفات).

د - المبحث الرابع في (ثمرات الإيمان بصفات الله عَزَّ وجَلَّ).

وقد عرضته على عددٍ من العلماء وطلاب العلم ، فاستحسنوه ، ومازلتُ أحذفُ منه وأضيف أخذاً برأي هذا وبنصيحة ذا ، حتى ظهر بالصورة التي تراها بين يديك ، وإني لأشكر وأدعو الله بظهر الغيب كل من خدم هذا الكتاب وساهم في نشره ، وأسأل الله عَزَّ وجَلَّ أن ينفع به كاتبه ومراجعه وقارئه.

وقد سميته : ((صِفَاتِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْوَارِدَةِ فِي الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ)).

فما كان فيه من صواب ؛ فهو بتوفيق الله عَزَّ وجَلَّ ، وما كان فيه من خطأ ومجانبةٍ للصواب ؛ فإني أبرأ إلى الله منه ، وأنا راجعٌ عنه إلى ما وافق الحق وأما أنت أيها القاريء الكريم ؛ فاضرب به عرض الحائط ، ولا تلتفت إليه ، ولا تنسبه إليَّ ؛ فقد أبى الله أن يتمَّ إلا كتابه.

وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.






 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:05 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية