العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-11-2003, 08:56 PM   رقم المشاركة : 1
شامل
( ود جديد )
 





شامل غير متصل

حنــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

هذه القصة تجسد مخاوفي
* * *
كيف يكون لأسم كل هذا التأثير عليه؟؟ هل هو يعشق الاسم أم المسمى؟؟ لو كان الاسم مختلفا ً، هل كان سيعشقها كما الآن؟؟
حنان!! ويذوب الاسم في فمه، وتضوع الجو رائحة عطر غامض، حنان!! ويخفق قلبه، ويجف لعابه، ويتصبب عرقا ً كلما ذكر اسمها أمامه.
حاول تحديد أسباب حبه لها، حاول إيجاد فلسفة خاصة لذلك ولكنه عجز، هل أحبها لجمالها؟؟ لا... فهناك حوله من يفقنها جمالا ً، هل هي براءتها وعينيها الناعستين؟؟ أم صوتها المبحوح؟؟ أم روحها الشفافة الناعمة؟؟
ربما أحبها وهذا أقرب الافتراضات للصحة، لرقتها الشديدة فهي أرق فتاة رآها في حياته، تمشي على العشب فلا تثني عوده، تتفتح الورود في يديها، هل رأيتم من جمعت أسرار الكون في مقلتيها؟ ومن تقلب كيانا ً بكلمتين؟ كانت كعصفور بلله القطر.

* * *
كانت حركته رتيبة على جهاز التمرين الخاص بعضلات الصدر، مضى على وجوده في النادي ثلاثة أشهر، تحول فيها جسده إلى كتل من العضلات المفتولة، وتشكل كما أراده وحلم به، حتى غدا كل من يراه لا يكد يتعرف عليه، فبعد العضلات المترهلة والجسد الممتلئ أصبح جسده كوتر مشدود، ولكن من عرفوا أحمد عرفوا أن ما تغير منه ليس جسده فقط، روحه أيضا تغيرت، لقد ذهبت ابتسامته الرائعة، عينيه اللتين كانتا وادعتين تحولتا إلى شعلتي نار تحت حاجبين معقودين دائما ً، شفتيه مزمومتين كأنه يمنع نفسه بقوة من الكلام.
في كل يوم وبعد صلاة العشاء كان يفد إلى هذا النادي، ولمدة ساعتين كان يتنقل بين الأجهزة يتدرب بعنف كأنه يعد نفسه لمعركة انتقامية، لم يكن يتبادل مع أحد من الرواد كلاما ً، ولم ينشىء علاقات أو صداقات، كان وحيد دائما ً.
ويستمر الصرير الصادر من الجهاز، وهو يدفع بكل قوته الثقل إلى الأعلى، وأفكاره ترحل، عندما سجل في النادي قبل ثلاثة شهور، كان قد وضع له هدفا ً، والآن لم يعد لديه هدف ولكنه لم يتوقف، لمَ لم يتوقف؟؟
حتى لا يفقد عقله، فهذه التمارين ترهقه وتحطم المشاعر التي تتأجج في صدره طوال اليوم، فيأتي إلى النادي ليفرغ كل آلامه وغضبه على هذه الآلات الصماء، هنا وفي سره يشتم ويدمدم ويبكي ويتأوه، كم من المشاعر التي تضطرم في صدره، ولكنها لا تظهر على وجهه، وجه كأنه قد من صخر فلا ترى عليه انفعالا ً، لا حزن... لا ألم... لا فرح...، مجرد عينين ميتتين، وحاجبين معقودين.

* * *
عندما خرج إلى الشارع، كان الهواء قد بدأ يبرد، مشعرا ً برحيل الصيف الطويل، ألقى حقيبته الصغيرة في المقعد الخلفي وجسده في المقعد الأمامي،
أشعل المحرك ودفع سيارته للخلف ودار دورة واسعة قبل أن يلج إحدى الحواري، انطلق في شارع طويل تملأه المطبات الصناعية، ثم مال إلى شارع آخر كانت تحف به أرض فضاء ضخمة جدا ً، تحولت إلى ملاعب ترابية، أوقف السيارة وأطفئ المحرك، هذا هو مكانه اليومي، هنا يأتي كل يوم بعد التمرين، هنا يوقف سيارته ويظل لفترة وسط الضوء الخافت القادم من أنوار الشارع البعيدة، بين فينة وأخرى تمر به سيارة مسرعة، أو يمر مشاة يتحدثون بصوت مرتفع، وهو صامت يرمق العالم خلف زجاج سيارته المغبر.
أصعب شيء على النفس أن تتمنى شيئا ً طوال حياتك، تضعه هدف يسير تصرفاتك، تحرم نفسك من ملذاتها في سبيل الحصول عليه، أن تقيد نفسك بنمط معين من التصرفات لتناله، أن تتعب جسدك وعقلك وتضيع أحلى أيامك من أجله، ثم في النهاية وبلحظة تفقده إلى الأبد.
مد أحمد يده إلى درج السيارة، ومن مظروف أبيض كان موجودا ً أعلى الأوراق المكدسة في الدرج، أخرج ورقة مطوية فتحها ومر على سطورها، ربما للمرة الألف، هذه الكلمات المطبوعة على ورق فاخر، من كتبها؟ من طبعها؟ هل علموا بأنهم وقعوا وثيقة وفاته؟
اغرورقت عينيه بالدموع، شد على أسنانه بقوة وحاول بجهد رهيب منع نفسه من البكاء، إنه يدمر نفسه، لقد شاب خلال الأيام الماضية بعض شعر رأسه، وهو يغوص يوما ً بعد يوم في الكآبة، رغم محاولات أمه وأخواته لانتشاله من هوة اليأس، ولكنهن كن قد فقدنه إلى الأبد، كانت أمه تقول له بصوتها المستعطف(وأنا أمك ما كثر الله إلا البنات)، نعم... ما كثر الله إلا البنات ولكن ليس هناك إلا حنان واحدة، لا أحد يفهمه، الموضوع ببساطة لهم، ذهبت حنان؟ إذن تزوج أفنان أو إيمان أو روان، للحقيقة لم تعد تفرق بالنسبة له ولو زوجوه سلطان، لم يستطع منع نفسه من الحسرة والحزن، لم يستطع منع الشعور بالفشل والضياع.
ألقى الورقة إلى جانبه، وأعاد مقعده إلى الخلف متمددا ً وسط الظلام، ولو تركنا أحمد جانبا ً لأحزانه، واقتربنا قليلا ً لنرى الورقة التي تعذبه، لعجبنا فالورقة كانت مكتوبة بخط جميل وبلون ذهبي راق ٍ ولم تكن كلماتها تعبر عن أي حزن بل بالعكس كانت تقول:

بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما بخير
بمناسبة زواج ابننا
الشاب على كريمة
............ ............

يسرنا دعوتكم لحضور حفل العشاء

وذلك.........الموافق.........
بــ...............

وبحضوركم يتم لنا الفرح والسرور
الداعيان
................ و ....................







قديم 10-11-2003, 09:15 PM   رقم المشاركة : 2
فهــ2002ـــودي
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية فهــ2002ـــودي

يعطيك العافية على هالقصه!
لا يأس مع الحياة اتمنى ان يكون الدرس من هذه القصه هو ماذكرت والقسمه والنصيب !







موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:44 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية