[U]بسم الله الرحمن الرحيم [/U]
المبحث الأول : تعريف زواج المسيار لغة واصطلاحا
المبحث الثاني : نشأة وظهور زواج المسيار وانتشاره المعاصر
المبحث الثالث : أسباب نشأة وظهور زواج المسيار وفيه ثلاث مطالب
المطلب الأول : الأسباب التي تتعلق بالنساء
المطلب الثاني : الأسباب التي تتفلق بالرجال
المطلب الثالث: الأسباب التي تتعلق بالمجتمع
أولا: تعريف زواج المسيار لغة :
تقول العرب سار الرجل يسير سيرأ وتسيارأ مسيرة وسيرورة إذا ذهب والذي يظهر هنا أن كلمة مسيار صيغة مبالغة على وزن مفعال
فنقول رجل مسيار وسيار أي الرجل الكثير السير
ثانيا التعريف الاصطلاحي : ليس لهذا الزواج أصل في الفقه فهو مأخوذ من الواقع
يقول الدكتور سعد العنزي ليس لهذا الزواج اصطلاح عند الفقهاء وإنما عرف زواج المسيار في الأونه الأخيره بأنه الذي من خلاله تسقط المرأة بعض حقوقها الشرعية بالاختيار
يقول الشيخ عبدالله المنيع : الذي أفهمه من زواج المسيار وأبني عليه فتواي أنه زواج مستكمل لجميع أركان وشروطه فهو زواج يتم فيه إيجاب وقبول وبشروطه المعروفه من رضا الطرفين والولاية والشهادة والكفاءة وفيه الصداق المتفق علية ولا يخح الا بانتفاء جميع موانعه الشرعية وبعد تمامه تثبت لطرفيه جميع الحقوق المترتبة على عقد الزوجية من حيث النسل والإرث والعدة والطلاق واستباحة البضع والسكن والنفقة وغير ذلك
وبسؤال لبعض القضاة الشرعيين بالمملكة العربية السعودية عن كيفية كتابة العقد في زواج المسيار وجدنا أن:
تنازل المرأة عن حقها في القسم والنفقة غالبا لا يثبت بالعقد ونما يكتب العقد ويوثق على أنه زواج عادي من دون ذكر أي شروط فيه وما كان بينهما من شروط تكون على التراضي فقط بهذا تحفظ حقوق الزوجة والأولاد من الضياع
إذا نضع التعريف الاصطلاحي لزواج المسيار فنقول
زواج المسيار هو الزواج الشرعي المستوفي للأركان والشروط المتعارف عليها عند جمهور الفقاء لكنه يتضمن تنازل الزوجة عن بعض حقوقها الشرعية على الزوج مثل : عدم مطالبته بالنفقة أو السكنى أو المبيت وإنما يأت إليها من وقت لآخر دون تحديد وذلك بالاختيار والتراضي ولا يثبت ذلك في العقد
نشأة زواج المسيار وانتشاره المعاصر
لم يمض وقت طويل على نشأة وظهور هذا النوع من الزواج بهذه الصورة ، فقد عرف هذا الزواج بهذا الاسم من عدة سنوات وقد ظهر لأول مرة في منطقة القصيم ثم انتشر هناك في المنطقة الوسطى ويبدو أن الذى ابتدع الفكرة وسيط زواج يدعى فهد الغنيم وقد لجأ لتزويج النسوه اللاتي فاتهن قطار الزواج الطبيعي أو المطلقات .
وكان في السابق يسمونه الزواج السري أو الخفي ويسمونه كذلك زواج الملفا وزواج الخميس حيث يذهب الزوج الى هذه في وقت الخميس وباقي الايام عند الزوجته الاولى .
كذلك أشار إليه الدكتور إبراهيم الخضير حيث قال عن هذا الزواج إنه معروف قديما في المملكة العربيه السعودية في منطقة نجد الضحوية بمعني أن الرجل يتزوج امرأة ولا يأتي إليها إلا ضحى وهذا من قديم .
وبمراجعة كتب الفقه :
يلاحظ أنه كانت هناك حالات مشابهة لمثل هذا الزواج قديما ولذلك نجد كتب الفقه القديمة تتحدث عن شرط إسقاط النفقة والقسم
حيث عرض ابن قدامة في المغني لبعض الحالات التي قد تشابه هذا الزواج فعرض حالة لرجل تزوج امرأة وشرط عليها أن يبيت عندها في كل جمعة ليلة آخر تزوج امرأة وشرط عليها أن تنفق عليه كل شهر خمسة أو عشرة دراهم وآخر يتزوجها على أن يجعل لها في الشهر أيامأ معلومة ( المغني ج 7/ص 450-451)
وعلى هذا يتضح أن هذا الزواج وإن كان حديثا في الاسم إلا أنه قديم بالفعل فإن له صورا مشابهة في الزمن الماضي