رأيت طفلاً باكياً فأبكاني..
فأجابني.. خوفي.. و ضعفي.. وحرماني..
فطلبته أن يحكي لي عن الجاني..
فقال والد.. حرمني قلبي.. كتم عطفي وحناني..
فقلت ما ذنب الطفل البريء ليعاني..
وما المعاناة؟؟!!!
تقدَّر بقدرِ معاناتي مع زماني..
عندما سألته عنها أرسل دموعه ورماني..
بسهام تجرح صدري و كياني..
يقول لي: من زمن بعيد أعاني..
من زمنٍ نسيَت فيه أيامي معنى النسيانِ..
معنى الحب.. معنى الوفاء أصبح معدوماً كانعدام الأمانِ مع هذا الزمانِ..
هل أشكي لك المزيد عن معاناتي ؟ هل أجرحك بما يجرح قلبي ووجداني.. لن أحكي المزيد فيكفيكي ما فيكِ من ظلمٍ وحرمانٍ..
قلت له احكي ولا تهتم.. فلا معاناةٍ في الدنيا تفوق قدر معاناتي..
بقي صامتاً..
ودموعه.. كأنها الشلالات المنهمرة فوق الروابي..
سألته.. هل هو والد لا يعرف الرحمة والحنِّية..
أم هو خصاماً بين والداكَ وكنت أنت الضحية..
قال.. بل هو والدها..
اعتراني الصمت للحظات..
من دهشتي لم أستطع الرد على جوابه الحالي..
طلبت منه تفسيراً لما قال.. فأجابني..
كانت زهرة أملكها..
أمسكها بيدي وبقلبي أحفظها..
من الحمار لونها..
مليئة بالأشواك التي تجعل دمي ينزف قبل دمها..
حنونةٌ شفافة.. عذبةٌ تقتلني رقتها..
جميلةٌ ملامحها
ترويني دوماً من رحيقها..
هي فتاتي هي أحلامي هي دنيتي والأماني..
عيناك.. هما نجمتان تنيرا لي دروبي..
شعرك.. هو غطاء يحميني من نسيم الهواء حين يلتف حولي..
يداك.. وكأنها الحرير المنساب فوق خديَّ حين تلمسني..
قلبك الدافئ الحنون الذي أموت إن فارقني..
وروحك.. في الصفاء والوفاء لا تعطيني المجال لأبتعد عنك حبيبتي..
لماذا تركتني أضيع في الدنيا..
تنهشني كلابها.. أتجمد من بردها.. أموت قلقاً وخوفا عليك حبيبتي..
عودي.. عودي.. حبيبتي
أخذ يبكي المسكين.. وكل دمعة من عينيه تغرس في قلبي سكيناً ملتهباً من شدة حرارتها..
لا اعرف ما اقول فانت اعرف بمعاناتي ...
بعدك صارت الدنيا قاسية .. ليس لها معنى وضاعت منها ابتساماتي ...
حزني بها يفوق الوصف ودمعي سطر كتاباتي ..
فانت بالنسبة لي لست مجرد حبيبة بل انتي كل حكاياتي ..
فانا الآن فعلا كطفل صغير لم اجد من يمسح لي دمعاتي ..
صغيرتي انا مازلت احبك .. ومازلت ِ حاضرة التفكير في كل لحظاتي ...
غاليتي .. انا محتاجك .. مشتاق اليك ِ ..
واحبك بكل حالاتي ..
وكما قلت ِ ... انت ِ عن قلبك ..
( قلبك الدافئ الحنون الذي أموت إن فارقني.. )
وهذا انا احس اني موادع ... مفارق .. ببعدك اقترب مني مماتي ...