*7 رد على سؤال ـ ثـــــلاث ســنوات من الحـب الضائــع
انا فتاة فى الحادية والعشرين من عمرى احببت شاب منذ سبع سنوات وكان اخ لصديقة لى كان فى الفترة الاولى يبادلنى نفس المشاعر عن طريق نظراته المستمرة لى وايضا عن طريق توصيل كلام من اخته ولكن كل هذا الكلام لم يصرح فيه بحبه لى ولكنى كنت اشعر بهذا الحب لقد كنت المفضلة بالنبسة له، وكان دائما يعاملنى بتميزعن بقية اصدقائى، بل إن أهله كلهم كانوا علي علم بهذا الحب ، لقد احببته بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني، وفجاة تغيرت مشاعره من النقيض للنقيض دون سبب أو دون تفسير واضح، أصبح يعاملني بشكل جاف جداً وهو علي هذه الحال منذ ثلاث سنوات، وأنا لا زلت أحبه رغم كل ذلك ورغم أنه يعاملنى بطريقه جافه جدا، دون أن أعرف السبب انا ارسل لك هذه الرساله وانا ابكى على حالي، لقد حاولت نسيانه والارتباط بآخر وكانت النتيجة هي الفشل التام، أصبحت اشعر بالعجز امام هذا الحب الضائع، اشعر ان حياتى لا معني لها دون وجوده فيها، لقد حاولت نسيانه كثيرا، ولكن دون اى جدوى فانا احبه احبه احبه فماذا افعل دون ان تقول لى حاولى ان تنسيه لانى حاولت كثيرا ارجوك ماذا افعل؟
ف-م / القاهرة
الاجابة:
صديقتي، من الواضح أنك رقيقة وحساسة ومرهفة المشاعر إلي حد كبير، ولكن ذلك كله لا يعني أن تعذبي نفسك كل هذا العذاب، فالدنيا لا تقف أبداً عند شخص تحولت مشاعره فجأة، وذاك هو حال الحياة وتلك هي طبيعة الأشياء التحول والتبدل، كل شئ حولنا قابل للتحول وسبحان الذي يغير ولا يتغير، حتي المشاعر نفسها قابلة للتغير الذي هو إحدي السنن الكونية.
وكونك تتوقفين أمام هذا التحول الكبير والمفاجئ في مشاعر من ارتبطت به، فذاك شئ جميل إذ أننا نستمد من أخطائنا علم وخبرة تعيننا علي فهم حقائق الحياة وطبائع النفس البشرية التي لا تزال حقيقتها وأغوارها لغزاً يحير حتي كبارعلماء النفس الذين لم يتمكنوا من كشف أسرارها وسبر أغوارها حتي الآن، أما كونك تغلقين عليه قلبك وعلي نفسك بابك طيلة ثلاث سنوات فذلك شئ كثير كثير جداً، فما الحب من طرف واحد إلا مذلة وهوان كما قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رغبتك في زاهد فيك مذلة..
وزهدك في راغب فيك نقصان عقل وما تعيشينه طيلة هذه السنوات الثلاث ليس إلا صدمة عاطفية شعرت معها أنك مرفوضة من الآخر، والحل ليس صعباً ولا عسيراً إنما فقط قد يكون غائباً عنك وانت لا هم لك إلا التفكير فيما مضي، صديقتي قد تكون الصدمة قاسية وصعبة ولكن التوقف أمامها طويلاً يزيد من صعوبتها، ويجعلنا نقسو علي أنفسنا كثيراً فنحاسبها ونؤنبها، دون النظر والتفكر فيما حبانا الله به من نعم جلية ظاهرة، صديقتي لا تحاسبي نفسك علي خطأ لا دخل لك فيه، إنما حاسبيها فقط علي ما تصنعينه بها الآن، عليك ألا تفقدي الثقة بنفسك ن فالصدمات العاطفية ليست هي نهاية الكون وحياتنا أقصر من أن نضيعها في البكاء علي الماضي، والتنهد علي الأطلال "والضربة التي لا تقتلني تقويني" مثلما تقول الحكمة، والنجاح في الحياة هو خير وسيلة للانتقام ممن اتهمونا بالفشل، ويا عزيزتي صبراً فالمستقبل يحمل لنا دائماً الكثير من المفاجآت التي قد تعوضنا عما افتقدناه في رحلة العمر، والله الذي خلقنا هو ذاته رحيم بنا فلم لا نكون بأنفسنا رحماء، نصبر ونساله سبحانه الصواب_JER
*r jordan-explorer.com