نزلاء مصابون : بداية الحريق ظهر في غرفة (20) من جناح (19) المخصص للأحداث
اكدت تقارير طبية صادرة عن وزارة الصحة يوم امس بان جميع الحالات المصابة نتيجة الحريق الذي اندلع ظهر يوم امس الاول باصلاحية الحائر بالرياض التابعة للمديرية العامة للسجون بأن هناك 12حالة خطيرة تتلقى العلاج في غرفة العناية الفائقة ووصفتها بانها مستقرة حسب المؤشرات الحيوية للحالات.
وتعاني الحالات المنومة في العناية المركزة من فقدان للوعي الكامل نتيجة للاختناق الشديد اثناء اندلاع الحريق وحالات الاندفاع واستنشاقهم للدخان الكثيف مما تسبب في إصابة بالرئتين والمخ فيما لم تحدد الصحة افاقتهم من الاغماء وأن ذلك يترتب حسب كمية الدخال المستنشق.
وتتلقى 12حالة العناية الطبية المركزة في كل من مستشفى الايمان العام جنوب الرياض 3حالات من نزلاء الاصلاحية ومستشفى قوى الامن الداخلي 9حالات وهي كذلك من النزلاء.
واوضحت التقارير الطبية بان هناك (11) حالة حصل لها حالات اختناق بسيطة منهم ثلاثة من رجال الامن والباقون من نزلاء الاصلاحية وجميعهم حالاتهم الصحية جيدة وفي تحسن مستمر حيث خرج حتى إعداد هذا التقرير خمس حالات من مستشفى قوى الأمن الداخلي ومن المتوقع أن تخرج حالتان وهما من رجال الامن في مستشفى الايمان العام.
واستقبل مستشفى الايمان العام يوم امس ثماني حالات اصابة، منها ثلاث ادخلت للعناية المركزة، وفي مستشفى قوى الأمن 15حالة حيث دخل للعناية المركزة 9حالات خطيرة.
جولة وزير الصحة
وكشفت "الرياض" عن هذه التفاصيل اثر قيام معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع بزيارة تفقدية لحالات المصابين ظهر امس بمستشفى الايمان العام رافقه خلالها وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية الدكتور منصور بن ناصر الحواسي ومدير عام الشؤن الصحية بمنطقة الرياض الدكتور عبدالله بن ابراهيم الشريف وكذلك المشرف العام على مستشفى الايمان العام الدكتور احمد العبدالمنعم، حيث استهل المانع ومرافقوه الزيارة بالاطمأنان على الحالات الثلاث في العناية المركزة واستمع لشرح واف من المدير الطبي بالمستشفى حول تأثر حالتهم الصحية من الحريق.
واكد الوزير المانع على متابعة حالتهم بشكل مكثف ودقيق وتقديم كل ما يحتاجونه من رعاية واهتمام.
بعد ذلك اطلع على الحالات الاخرى التي تحسنت بشكل جيد ومنهم رجال الامن، حيث شكرهم على جهودهم المبذولة في نقل الحالات واطمأن على سلامتهم وتمنى لهم السلامة والعافية.
وفي تصريح صحفي قال وزير الصحة للصحفيين عقب الجولة ان جميع الحالات تلقى الرعاية الطبية الكاملة ولكن هناك ثلاث حالات في غرفة العناية المركزة تحتاج الى متابعة خاصة لشدة الاصابات بها في حين ان الخمس حالات الاخرى في حالة تحسن صحي جيد وسوف يخرجون قريباً بإذن الله.
نقل الجثث
من جانب آخر ذكر مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض الدكتور عبدالله بن ابراهيم الشريف في تصريح مماثل ان الكارثة التي حصلت يوم امس الاول كان التعامل معها جيداً في ظل تعاون الجهات الحكومية والاهلية حيث تم نقل جميع الجثث من موقع الحادث الى ثلاجات المستشفيات حيث ادخل 23جثة لمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض و 15جثة لمستشفى القوات المسلحة بالرياض و 7جثث لمجمع الرياض الطبي و 6جثث لمستشفى اليمامة وجثتان لمستشفى الايمان وجثة واحدة لمستشفى قوى الامن الداخلي و 5جثث لمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني.
واشار الدكتور الشريف الى انه تم ترتيب ومعرفة استيعاب المستشفيات للجثث اثناء عملية النقل وفرزها في موقع الحادث، حيث قام قائد الموقع في الدفاع المدني بتوجيه الحالات لها.
رجال الامن المصابون
الى ذلك التقت "الرياض" افراد رجال الامن الذين اصيبوا جراء الحريق بعد نقلهم إلى مستشفى الايمان العام، وقال في البداية وكيل رقيب حسين بن عبدالله القحطاني الذي يعمل مأموراً بإصلاحية الحائر ان الحريق وقع بشكل مفاجئ جداً ولم نتوقعه نهائياً وقمت على الفور بأداء مهمة مساندة زملائي في انقاذ حياة النزلاء وقمت بإنقاذ 6سجناء وبعدها اصيبت بحالة اغماء بسبب الحريق ولم افق الا بعد خمس ساعات وانا بمستشفى الايمان، مشيراً الى ان جميع الحالات التي قمت بإنقاذها كانت في اختناق ولا اعلم ما اذا كانت قد توفيت ام لا. واشار الى ان الحريق وقع في جناح رقم 19وهو خاص بالاحداث اي بين اعمار من 18- 24عاماً ويستوعب الجناح ما يقارب 180سجيناً تتراوح الجرائم فيه ما بين اخلاقية واختلاس ونهب وقتل.
في حين اشار الجندي اول راشد بن عبدالله الطميحي الذي يعمل بإدارة القوى العاملة انه قام بتأدية واجبه لا اكثر عند ما تدخل بإنقاذ (9) من المصابين في الحريق وبعد انقاذ حالتين فقط اصيب بالاغماء ونقل عبر سيارة النقل الاسعافي الى مستشفى الايمان لتلقي العلاج وتلقى نبأ الحريق اثناء خروجه من المسجد ظهر يوم امس الاول.
النزلاء المصابون
يتحدثون ل "الرياض"
من ناحية اخرى التقت "الرياض" ثلاثة من نزلاء الاصلاحية وهم يتلقون العناية العلاجية بمستشفى قوى الامن حيث وصف (ف. م) 20عاماً بأن الحريق كان كبيراً ومؤلماً للغاية ولجميع من كانوا داخل الجناح رقم (19)، مشيراً ان تصاعد الدخان الكثيف من جراء الحريق كان سبباً في وفاة واصابة الكثيرين من النزلاء ويوضح بأنه تبقى على محكوميته داخل السجن ثلاث سنوات، وتبقى مثلها في قضية اخرى هي سلب واختلاس ضد منازل متعددة في الرياض.
اما الزميل (ن. ش. ع) (21) عاماً يؤكد ان الجناح عبارة عن 22غرفة ووقع الحريق في احدى زوايا الغرفة رقم 20والمقابلة لغرفة رقم (1) التي كان هو نائم بها. وعبر عن المه الشديد لما حصل لنزلاء الجناح رقم 19، مشيراً الى انه تبقى على خروجه من الاصلاحية ثلاثة اشهر بعد أن امضى ثلاث سنوات بقضية سلب ونهب.
اما النزيل (س. ع. ع.) 22عاماً انه كان في غرفة رقم 3اثناء نشوب الحريق وهو محكوم عليه بالسجن اربعة أشهر في قضية (اخلاقية) امضى منها حوالي الشهرين والنصف
اللواء الحارثي : لا يوجد حالات شغب قبل نشوب الحريق
نفى مدير عام السجون اللواء الدكتور علي بن حسين الحارثي في تصريح ل "الرياض" ان يكون هناك حالات شغب وفوضى في اصلاحية الحائر بالرياض قبل وقوع حادث الحريق، مشيراً الى ان هذه مجرد شائعات غير صحيحة.
وقال متسائلاً: لماذا لم تنشأ هذه الشائعات قبل هذا الحادث؟ مبيناً انه مع الحوادث تنشأ الشائعات ويتبارى الناس فمثل هذه الشائعات وخاصة عندما يغلب طابع المبالغات فالحديث عندما يروى من شخص عن شخص تجد انه يبالغ فيه حتى يشعر الآخرون بأهمية الموضوع!
وحول ما توصلت اليه لجنة التحقيق قال ان التحقيقات جارية من خلال اللجنة المشكلة بأمر سمو وزير الداخلية، مؤكداً ان النتائج ستعلن بكل شفافية ووضوح، متمنياً ان تكون قريباً جداً.
وأشار اللواء الحارثي الى ان الاجراءات احياناً والتحقيقات تقتضي التحقق والدقة حتى تصل النتائج الدقيقة حول الحدث.
وعن صحة المصابين أكد الحارثي انهم بصحة جيدة، حيث تم خروج أغلب المصابين مساء امس، فيما سيخرج باقي المصابين اليوم حيث ان جميعهم تماثلوا للشفاء ولله الحمد وتلقوا الاتصالات من أهاليهم، أما بالنسبة للمصابين غير السعوديين فتم الاتصال والتنسيق مع سفارتهم بالمملكة. وكان اللواء الدكتور الحارثي قد قام ظهر أمس الثلاثاء بزيارة للمصابين، وذلك للاطمئنان عليهم.
تعطل سيارة اسعاف في طريقها لنقل "مصابي الحائر"
بدت الحاجة في الفترة الاخيرة ماسة لتزويد المستشفيات الحكومية وجمعية الهلال الاحمر باسطول جديد من سيارات الاسعاف الحديثة والمزودة بكافة التجهيزات الطبية اللازمة لعلاج ونقل واسعاف المصابين بصورة عاجلة في موقع الحادث، واهم من ذلك ان تكون سيارات الاسعاف تلك جديدة وحديثة وخاضعة لعمليات صيانة مستمرة قبل ان يحدث ما لا يحمد عقباه بتعطل تلك السيارات خلال عمليات الاسعاف وهي في طريقها لمكان الحادث او الحريق لنقل مصاب او بعد نقله في طريقها للمستشفى، ما يعرض وقتها حياة المصاب للخطر خصوصا اذا كان على طريق طويل لا خدمات عليه!!
وتزداد الحاجة لهذا النوع من السيارات الاسعافية الحديثة والحاجة كذلك للصيانة الدائمة لها مع الاحداث الطارئة التي تحتاج لاسعاف عاجل سواء حرائق او تفجيرات - لا سمح الله - او غيرها علي الطريق المؤدي لاصلاحية الحائر جنوب الرياض وخلال عمليات الاسعافية لنزلاء الاصلاحية من المصابين في الحريق الذي خلف اكثر من (20) مصاباً خلاف الضحايا، شوهدت سيارة اسعاف متعطلة على الطريق - ومن حسن الحظ - انها لم تحمل اي مصاب بعد وبقيت فترة على الطريق لحظة الحريق بانتظار "سطحة" لنقلها لتكون بدلا من مجيئها لتنقل مصابا تنقل لاصلاح الخلل الذي حل بها؟!!
لجنة التحقيق باشرت عملها والنتائج تعلن قريباً
أوضح مدير عام السجون اللواء الدكتور علي الحارثي ان حادث الحريق الذي شب في سجن الحائر جنوبي الرياض واودى الى وفاة 67نزيلاً و 20مصاباً لم تتضح بعد الأسباب مؤكداً في تصريح خاص ل"الرياض" ان هناك لجنة مشكلة من جهات معينة بوزارة الداخلية ستصدر بياناً تفصيلياً بأسباب الحادث ولم ينف او يثبت اللواء الحارثي وقوع حادث الحريق بفعل فاعل تاركاً ذلك لاجراءات التحقيق التي تجريها اللجنة المشكلة والتي بدأت التحقيق في الحادث منذ ساعات مبكرة امس.
وكان اللواء الحارثي يتحدث في موقع الحريق مؤكداً ان سمو وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية يتابعون عن كثب مجريات الحادث وطمأنة ومواساة كافة اسر النزلاء والعاملين بالسجن من المتوفين والمصابين.
منقول!
العرض العادي
